من منكم لم يسمع بمخازي لجان استلام المشاريع ومن منكم لم يسمع بفساد المدراء العامين ومن منكم لم يصدق بفساد الوزراء ومن منكم لم يصدق بفساد الذمم والضمائر ، من لم يسمع فليسمع ما حدث لمشروع ماء النصر في محافظة ذي قار ، المشروع ضمن القرض البريطاني ، الذي كتبت انا لمرات عديدة عن هذا القرض مطالبا بالشفافية للمشاريع التي ستنفذ بموجب هذا القرض ولم تستجب وزارة التخطيط ولا الوزارات الاخرى لدعوتنا بالافصاح عن الشركات المنفذة وطريقة التنفيذ المهم لنعود الى المشروع الفاضح، هذا المشروع عبارة عن خزان ماء تم انشاءه بمبلغ 30 مليون دولار اي 36 مليار د،ع ، هذا المشروع بعد عام ينفجر فيه الخزان ، وقبل ذلك عطل ثلاثة مضخات من اصل اربعة نعم ينفجر بسبب سوء التشييد او سوء المواد المستعملة فيه ولو نظر اي منا لمشاريع ماء العهد الملكي لوجد انها منذ 80 عاما او اكثر لا زالت قائمة ، ومثال على ذلك مشروع ماء ساحة الطيران ، هل شكى احد منه ، بالطبع لا ، المشكلة في الادارة التي صممت المشروع او في الادارة المشرفة على التنفيذ او اللجنة التي صرحت باستلامه كل هذه الجهات وعلى راسها الوزارة مسؤولة عن كل هذا الاهمال والفساد الذي لم يعد يستثني اي مرفق عام من مرافق الدولة ، والسؤال اليس الفساد اصبح جزء من حياتنا وهذا عيب علينا جميعا نحن ابناء العراق.
العراقيون ابدا لم يكونوا قد مروا بمثل هذه الانتهاكات للمال العام ، العراقي الذي كان يتهم بالاختلاس يظل مطأطئ الرأس ويخجل من الظهور امام الناس ، ويبدو ان هذا العيب يتوسع وينمو على حساب تفعيل ثوابت المجتمع العراقي وقوة القانون ، والسبب دون تردد يعود الى فساد المسؤول الكبير فمنذ تشكيل مجلس الحكم وحتى هذه اللحظة يتقاتل المسؤولون على المناصب المدرة عائدا ،والحال ان هذا المشروع يقع ضمن الاف المشاريع المخالفة للمواصفات والتي بات وجودها مضرا اجتماعيا وصحيا ، الامر الذي يتوجب فيه على القضاء ان يبيض وجهه ويكشف للعامة عن الوجوه الكالحة التي كانت ور اء هذا المشروع الحيوي الفاشل وبالاسماء وبالعناوين الوظيفية ، وان نعود كما قلنا سابقا الى عقاب الاجداد ، الا وهو ان تقوم البلدية بوضع المفسد على ظهر دابة والتجوال فيه في طرقات المحافظة ، ليكون عبرة للمتستر من الفاسدين ، وان يقوم الاعلام بتوجيه اللوم الى عموم المجتمع الذي ساعد على هذا التوسع الهائل للفساد والقبول به…