12 أبريل، 2024 9:28 ص
Search
Close this search box.

الفساد من القبول الاجتماعي الى التهاون القضائي

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يعد الفساد مصدر خجل للكثير من الفاسدين ، ولم يعد الفاسد مطأطأ الرأس كما كان اليه الحال في الخمسينات والستينات ، والسبب اقولها بمنتهى الصراحة هو ظهور ما اشبه بالقبول الاجتماعي ، او على الاقل الاغتفال او التغافل عنه ، ان كثرة الفاسدين دليل على كثرة الصامتين عنه ، او كثرة اللا مبالين به ، وللفساد وجهان كالحان ، الاول هو الشخص المفسد ، والثاني الشخص المشجع.. لقد توسع الفساد ولا زالت عمليته تستقبل العديد من المنخرطين ، وان عملية مكافحته تشير هي الاخرى الى عدم الجدية والاقبال ، اما لان الكثير لم يعد يعده مخلا بالشرف او لان العمل بحد ذاته لم يعد مخالفة اجتماعية او وصمة عار، يقابل الوهن الاجتماعي هذا تهاون قضائي ، وربما هذا ايضا نابع من ايمان القاضي ان التعريف بالفساد لم يعد كما كان في الماضي جناية مخلة بصميم الشرف الوطني انما هي جناية عادية يتم التعامل بها بالقواعد القانونية المجردة عن البعد الاخلاقي والديني او حتى القييمي ، فلقد درجت مؤخرا هيئة النزاهة ، ومن بعدها القضاء ، جعل الفساد ضمن القضايا الروتينية ، كما وان القضاء قام باصدار احكام مخففة ، ومنها وقف التنفيذ لمفسدين مما يوحي للمراقب ان ليست هناك من جدية بمحاربة هذه الافة تناغما مع القبول الخجول للمجتمع بها ، هذا وقد صدرت احكام بسجن اخرين سنوات لاتتناسب والضرر المالي الذي لحق بالدولة ، ولم تشر هذه الاحكام الى اعادة الاموال بالكامل الى خزينة الدولة .

ان محاربة الفساد بكل بساطة بحاجة الى حملة اعلامية تقودها الدولة قبل الاعلام ، وينقلب المجتمع انقلابا جوهريا عليها وذلك بالعودة الى قييمه التي كانت شائعة ايام زمان، اما القضاء فانه حقيقة بحاجة الى تغيير اما القانون فيجب ان ينص صراحة على تشديد ملموس ومخيف للعقوبة حتى وان تم تبني الاعدام ، لان الدولة والمجتمع لا يتقدم اي منهما في ظل هذا الفساد المخيف…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب