22 ديسمبر، 2024 6:56 م

الفساد مجهول الهوية

الفساد مجهول الهوية

نعيش اليوم حالة من الانفتاح على العالم الخارجي، ودخول العمالة الشرق أسيوية، داخل الأسواق العراقية، مما جعل الأمر مريب، مع ذلك كثرة الساسة مزدوج الجنسية، كذلك الحال، بعضهم جاء من الخارج، باحثا عن فرصة عمل! أذا هو يعمل اليوم في سدة حكم، لذا منهم من اشتغل عامل خدمة، ومنهم من عمل وزير او نائب، والفساد مجهول الهوية.
كثر الحديث من أغلب الكتل السياسية، و من زعماء ورؤساء كتل، وأحزاب ونواب، وعلى مدار سنوات التغيير عن الفساد المالي والإداري، بين الفينة والأخرى، تبدأ فقاعات الفساد تتطاير في الفضاء السياسي، مما شوه العملية السياسية، وهي مقصودة بحد ذاته، لتسقيط الواقع السياسي، بعين الشارع، وهذا ما دأب عليه المعسكر الآخر.
من هو الفاسد في الدولة العراقية؟ هل هو الوزير “س” ام النائب”ص” ام الحزب “ع”، جميعهم يطلقها على بعضهم بعض، لا نعرف ما وراء ذلك الصراخ، هل يريدون تعقيد المشهد السياسي؟ وهذه الحالة تنشط، وقت الاستقرار السياسي، وهل هو تصفية الحسابات؟ ام كل ما يطلق هو صحيح! وواقعي؟ لو نفترض جدلا، جملة ما يقال حقيقي، وواقعي، من هو المسؤول عن ذلك؟ ومن هو “الحرامي” الذي سرق الأموال، و وقع العقود لكسب “الكومشنات” ؟ وما هو دور القضاء العراقي حيال ذلك؟
أمسينا هذه الأيام، على تراشق بالتهم، بين أعلى هرم قادة الدولة! حول الفساد وبيع المناصب، وجميعهم بريء مما جرى ويجري! أنا بدأت اشكك بنفسي، لربما أنا هو ذلك الفاسد، الذي يتكلمون عنه، بعدها راجعت نفسي، أنا لم أوقع على شيء، سوى التوقيع اليومي، في سجل الحضور اليومي في مكان عملي، وأحيانا أراجع نفسي أكثر، مع عائلتي، لم أرى أي عمل من الأعمال التي يتكلمون عنها في بيتي، تارة أخرى أقول: هل هو ذلك العامل الشرق أوسطي الفاسد، ممكن نعم، وممكن لا، أخذت على عاتقي، وذهبت الإحدى ،المولات العاصمة، رأيت ذلك العامل، مجرد عامل خدمة مسلوب الإرادة، ولا يمتلك اي مسؤولية توقيع سوى عقد العمل، ورقبته ورزقه بيد رب عمله، لكنه يحب البلد الذي يأكل من خيره، أكثر من غيره.
ألان اكتشفت ألعبة، وعرفت من هو الفاسد، فهو أكثر من شخص وجهة؟ أولاها بعض القائمون على تطبيق القانون، تليه البيروقراطية الإدارية، وبعده أنا وعائلتي، والمجتمع جزء ذلك الغول؛ لان في يوم التصويت، ذهبنا لانتخاب الفاسد، الذي غررنا بشعارات مزيفة، وبين هذا وذلك، اتضح لي أن الفاسد بعد التحقيق، مجهول الهوية.