كثيرا ما نسمع بمكافحة الفساد ، فقد قالها المالكي ، وهو يشير الى مجموعة اضابير بيده ، انه اذا لم يسكتوا سيفصح عن الفاسدين ، وقال أيضا لأحد مقدمي البرامج لا يوجد فساد ، أثبت لي الفساد ، وقال العبادي ، انه سيحاسب الفاسدين ، وقالها عبد آلمهدي ، واليوم يرددها الكاظمي سنكافح الفساد ، ولكن أي من الجميع لم يكن جادا في مكافحة الفساد لسببين الأول ان من يريد مكافحة الفساد هو فاسد ، والثاني لا وجود للقضاء الفاعل ،
ان الفساد لايكافحه رئيس الوزراء او الوزير لأنهم جاءوا إلى السلطة عن طريق المساومة ، والمساومة على حساب الكثير من المسلمات ، هو ، الفساد ، كما ان الفساد قد استشرى في كل ثنايا الدولة لا يمكن تغييره بأجهزة الدولة ، لأنها اجهزة في العموم فاسدة ، لقد ابتلع الفاسدون منذ ان رأينا وجوههم الكالحة (منذ مجلس الحكم ) اكثر من تريليون دولار، وهم قابضون على السلطة لانها تحميهم من غضبة المواطن العاطل عن العمل او المواطن المريض الذي لا يملك ثمن الدواء ،
ان الحرائق المفتعلة في دوائر الدولة عمل لايغادر محاولة اتلاف البراهين والادلة ، وان طمس معالم الجرائم قائمة على قدم وساق ويشارك فيها الكل الحاكم والكل المعارض ، الكل فاجر والكل متامر ، ولا خلاص بالقانون لان الادعاء العام يخاف سطوة السياسيين وعمالتهم لدول تسند ظهورهم الهشة ،
ان خلاص العراق لا يتأتى الا بثورة عارمة تجتز الفاسدين من الجذور ، من الكاتب الصغير إلى الوزير الكبير ، من الشرطي المرتشي الى مسؤول حاسبة الكمارك ، من مزور الشهادة الى طالب الرشوة، ثورة عمادها الشباب الثائر والمواطن الحائر.. ذلك ان الجهاز الحكومي الفاسد لايغيير الوضع الفاسد …