شعرت بالآلم وانا أتابع لقاء عبر العراقية مع محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق اثناء زيارته الى فرنسا وهو يتحدث عن المشروع المفترض للقطار البغدادي المعلق ، وبداية شدتني فكرة اعادة أحياء هذا المشروع الحضاري ، حيث اسهب المحافظ عن محطات سير هذا القطار الحلم فوق رؤوس البغداديين من الالف الى الياء بالنيابة عن اصحاب الاختصاص! لهذا قام مراسل العراقية الحريص فرنسا على مرافقة المحافظ وثلة من مرافقيه الى شركة متخصصة بالقطارات المعلقة في باريس.
هنا اتسأل هل من الصحيح ان يذهب المحافظ شخصياً لشركة فرنسية لغرض الاطلاع على التصاميم لاختيار المناسب على حد قوله، ومن المعروف ان المؤسسات تعلن مشاريعها العمرانية وتبدا الشركات المحلية او العالمية بتقديم عطاءتها والتسابق للظفر بالعقد لاسيما ان الشركات العالمية الكبرى تمر بازمة اقتصادية خانقة وتبحث عن فرص العمل او الاستثمار بالعراق ، ويمكن للمحافظة ان تقدم دعوة لشركة عالمية متخصصة بهذا المجال ، وفي حالة استجابة الشركة وتبادر الى دعوة الجانب العراقي لغرض الاطلاع ميدانياً عن آليات التنفيذ او طبيعة التصاميم وفي هذه الحالة يفترض على المحافظ ان يسمي وفداً هندسيا متخصصاً لهذا الغرض ولايذهب هو شخصيا عكس ماهو متعارف عليه اداريا واصولياً ، لكن المحافظ يبدو حريصا على الاطلاع ومتابعة الاتفاق وابرام العقد شخصياً مع الشركة الفرنسية الامر الذي دفعه لزيارة باريس دون ان يرسل وفدا هندسيا متخصصا بهذا المجال ليعطي رأيه ، ومن حديثه عرفت ان الامر محسوم للشركة الفرنسية لكن دون ان يعلن عن توقيع عقد او اتفاق مبدئي او نهائي رسمي مع الشركة، وبهذا اصبح المحافظ هو الجهة الاسطلاعية والاستشارية التخصصية التي تمتلك كل تلك الصلاحيات التي حددها القانون باشخاص وبآليات تخصصية معروفة ومعتمدة.. ولربما ان المحافظ حريص على ان لاتمتد الايادي الفاسدة الى هذا المشروع ، فذهب برحلة تبدو لي اولى خطواتها مشوبة بالفساد والله اعلم.