الفساد السياسي هو الحصول غير الشرعي على الأشياء اما باستعمال القوة او باستعمال طرق ملتوية تبدو في ظاهرها قانونية ولكن في الحقيقة هي غير قانونية تقوم بها جهة ذات توجه سياسي معين او جهات لها توجهات سياسية مختلفة تماما ولكن هدفها واحد وهو التسامي غير المشروع على الاخرين . هذا هو ما سائد عند البشر وما سائد اليوم في الدول الفاشلة. واخذ هذا الشيء يسود في مملكة الحيوان التي يندر فيها تواجد الحيوانات المفترسة المختلفة الاجناس ويعزو المتخصصون ذلك الى التواجد في بيئة جديدة تختلف عن بيئاتها المالوفة كما في هذا التقرير العلمي الاتي:
تمتاز الضباع ذات الجلود المقلمة بقيامها باقتناص طرائدها لوحدها دون مشاركة الحيوانات المفترسة الاخرى معها وتقتات عليها ولكن احيانا تتشارك مع الحيوانات الاخرى في التغذي على فرائسها وهي حتى اقل تالفا مع ابناء عمومتها المعروفة لدى الناس اكثر وهي الضباع ذات الجلود المنقطة.
وكلا النوعين يمتازان بشدة عدم التسامح اذا ما قورنا بغيرهما من الحيوانات اكلة اللحوم وحتى مع غيرها من الحيوانات التي ليس لها قرابة مباشرة معها كما انها تقتل الكلاب الكبيرة المتوحشة التي تقف بطريقها.
لهذا السبب يندهش فلاديمير دينيتس من جامعة تنيسي من الويات المتحدة حين يكتشف ان ضبع ذي جلد مقلم كان يرافق مجموعة من الذئاب الرمادية اللون حيث من المعروف ان الذئاب حيوانات مفترسة شرسة ولا تتسامح مع غيرها من الاجناس عادة
ويقول دينيتس هذا الشيء يتعارض تماما مع ما معروف عن الضباع والذئاب . حيث رأى اثارا لأقدام كلا النوعين قرب ايلات في جزيرة النقب في سنة 1994 واثار الاقدام لمجموعة مكونة من ثلاثة ذئاب رمادية وضبع مقلم الجلد
من الملاحظ انه في بعض المناطق كانت اثار اقدام الضبع فوق اثار الذئاب وتتشابك الاثار بكل الاشكال المحتملة للمشي . هذا ما ادرجه دينيتس في دراسة جديدة في مجلة علم الحيوان في الشرق الاوسط.
وكان دينيتس متأكد من ان اثار الاقدام ليس بدليل كاف لإقناع زملائه في ذلك الوقت و ذلك لان معظم علماء الحيوان اليوم لم يتدربوا على اثار الاقدام ولهم قليل من المعرفة او لا يعرفون ابدا عن نواع البيانات التي يمكن الحصول عليها عن الحيوانات
ولم يمض سوى اربع سنوات بعد ذلك وعلى مسافة 0130 متر من المكان الذي راى فيه ا ثار الاقدام شاهد عالم الاحياء الاسرائيلي بنيامين الكولا شيفيالي شى مشابه
هذه المرة رأى النوعين سوية لأول مرة ولاحظ وجود سبعة ذئاب مع ضبع مقلم والاكثر دهشة حتى ان الضبع لا يتبع الذئاب ولكنه يتحرك وسط المجموعة
وفي الوقت الذي يعرف عن الضباع انها تقتات على جثث الحيوانات الكبيرة الا انه غير معروف عنها ابدا انها تتآلف مع غيرها من الحيوانات المفترسة
وكان بنيامين يأمل ان يرى المزيد من الامثلة لهذه الصداقة غير المعتادة وهذا سبب انتظار الفريق لفترة طويلة لنشر نتائج الدراسة ويقول دينيتس ولكن لم ير بنيامين أي شتى شبيه لذلك ولم ير ضبع مقلم مرة اخر.
والسؤال هو لماذا تتسامح الذئاب بقبول ضبع بينها؟
يعتقد الكاتبان لان كلا المجموعتين تعيشان في بيئة قاسية -منطقة جافة وقاحلة حيث معدل سقوط الامطار فيها 29 مليمتر سنويا
ويقول الكاتبان ان هذه الظروف القاسية هي التي ربما دفعت هذين النوعين من الحيوانات لإقامة حلف بينهما