23 ديسمبر، 2024 6:59 ص

الفساد الاداري و الفشل الاداري  

الفساد الاداري و الفشل الاداري  

لم يكن العبادي جادا في الاصلاحات التي فرضتها ارادة الشعب وايدتها المرجعيات الدينية .وكذا الحال بالنسبة لسياسة النأي بالنفس ، فهي لم تعد مبررة بالنسبة  للشعب الذي ضجت به الساحات العامة . فجميع المسؤولين صغارا وكبارا هم من الابرياء كما يزعمون   ويطالبون بالاصلاحات كذلك واذا ما تم اتهام احدهم ، نجده في اليوم التالي على  س من الفضائيات في س من البلدان  يرد على هذه الاتهامات بكل اريحية وبرود اعصاب . حتى يخيل لمستمعيه من عامة الشعب المغلوب على امره  . كم كان هذا الانسان مظلوما  وكم كان حاقدا عليه ذلك الذي دبرله  كل هذه التهم . و هكذا الاخرين بنفس الطريقة مستصحبين معهم المستندات و الوثائق وكل ما يحسن صورهم القبيحة  في عيون الناخبين السذج فهم  لا يخشون القضاء ! بقدر ما يخشون ان لا تطالهم اصابع البنفسج !! . 
اليوم نشاهد الكثير من اصحاب النفوذ ، يحاولون بطريقة او بأخرى تشتيت مطالب المتظاهرين ، بعد ان حاولوا مرارا وتكرارا تشويهها ، والالتفاف عليها بحجج واهية ، وان المنازلة الكبرى ليست بمنأى عن ساحات التظاهر لان الفساد و الارهاب وجهان لعملة واحدة .
بالامس بلغ الفساد المالي و الاداري معدلا قياسيا من حيث لا ميزانيات عمومية او حسابات ختامية نهاية السنة المالية تقدم ، واليوم في لجة الصراع مع الارهاب لا زالت عثة الفساد تنخر في جسد المؤسسات و اخص منها العسكرية ، وقد توضح لنا ذلك في صفقة الدروع التي لا تسمن ولا  تغني عن جوع ، بل تثقل   ولا تحمي عن الرصاص ، و الكارثة بل الطامة الكبرى ان لا احد مسؤل عن كل هذا الفساد ! من حيث لا مال ضائع يستعاد ، او سفاح اقتصادي يقدم حتى ينال جزائه العادل .
الفشل الاداري وارد .  و هذا ما لمسناه و نلمسه في سوء ادارة كل مؤسسات الدولة . فهو اعني  (الفشل الاداري يوازيه الفساد الاداري ينافره من حيث المفهوم ويعادله بالنتيجة )
وهو ليس تحصيل حاصل انما كردة فعل تراكمية لعشرات السنين نجمت عن الحروب وعن الانظمة الشمولية في الحكم فصار  جزء من ثقافة شعب . في الاونة الاخيرة اصبح صدام
حسين قائدا مهزوما و مأزوما ، يحاول ان يجد نفسه مثيرا للجدل بغض النظر عن الطريقة التي  يراها ومدا قبحها فالغاية تبرر الوسيلة لذلك انحدر من شخص يؤسس لدولة مدنية ، علمانية الى العشائرية والطائفية مستمدا من تنظير خواءه الفكري ، و مستشرفا مع امريكا مستقبل المنطقة تحت ربقة الاسلام السياسي . مروجا و مهرجا بل و مظيفا لهذه العصابات الارهابية . ولا ندري ان كانت نزوة طرأت مع الحملات الايمانية ، ام الفشل السيا اداري الكبير الذي مني به فصارت افكاره نهبا للمشاريع الارهابية و التكفيرية  .
اليوم نجد ان الفشل الاداري سمة مشتركة لجميع السياسيين وعلى رأسهم السيد العبادي الذي راح يمد الجماعات الارهابية و من حالفهم بكل ما يرسخ ديمومة بقائهم  من خلال عدم احكام حصار خانق كما هو متبع في الاستراتيجيات العسكرية يسمح لخروج المدنيين فقط ، لا ان يرسل حصصهم التموينية مع رواتب الموظفين منهم . اليهم في مدنهم المحتلة ، ناهيك عن سقوط الاف الاليات والاسلحة بكل اصنافها في يد الدواعش ايضا دون سبب يذكر . فالذي لا يستطيع ادارة مؤسسات الدولة المدنية ، كيف يستطيع ادارة المؤسسة العسكرية و الحروب الناعمة في اكثر من جبهة    فهو ان كان  جادا .. لم يكن قادرا على الاصلاح  بطريقة اكثر وضوح هو جزء من منظومة لا تسمح له بالتصرف دون الاخذ بنظر الاعتبار رئيها الاهم في أي مشروع قرار او حتى في مشروعية القرارات التي يتخذها لذا على الشعب ان يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، من خلال ثورة انتخابية عارمة ضد الفاسدين . اذ لا مناص من الانتظار حتى الانتخابات القادمة و عدم تكرار الاخطاء الجسيمة . فمن غير الممكن اعادة عقارب الساعة الى الوراء . واذا ما لا قدر الله وعادت الوجوه الكالحة فسادا و طائفية متبجحين بأن الشعب هو من انتخبهم و انه مستعد لان ينتخبهم .. وينتخبهم .. حينها ولات ساعة مندم .