20 مايو، 2024 7:22 ص
Search
Close this search box.

” الفساد الإداري ” الى أين المنتهى !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

النبي صلى الله عليه وسلم قال : كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ، والأمير راع ، والرجل راع على أهل بيته ، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ، فكلكم راع ،وكلكم مسئول عن رعيته .والراعي هو الذي يقوم على الشيء ويرعى مصالحة فيهيئها له ، ويرعى مفاسده فيجنبه إياها .اذا لم يكن هناك تنفيذ من قبل المسؤولين بقطع دابر الفساد و لم يكن هناك اي اعتناء بالرعية اذا ظهر الفساد في مفاصل الدولة فكيف سيأخذ المواطن حقه من المقصر والمختلس .وهنا نسلط الضوء على مفهوم الفساد ، مظاهره ، أسبابه والآثار السلبية المؤثرة ثم نعرج على تجربة العراق في الفساد الإداري .تعتبر ظاهرة الفساد والفساد الإداري والمالي بصورة خاصة ظاهرة عالمية شديدة الانتشار ذات جذور عميقة تأخذ إبعاداً واسعة تتداخل فيها عوامل مختلفة يصعب التمييز بينها ، وتختلف درجة شموليتها من مجتمع إلى آخر .لفساد لغة:- الفساد في معاجم اللغة هو في ” فسد ” ضد صلح ” والفساد ” لغة البطلان ، فيقال فسد الشيء َاي بطل واضمحل ، ويأتي التعبير على معان عدة بحسب موقعه . فهو (الجدب أو القحط) كما في قوله تعالى “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ” أو ” الطغيان والتجبر ” كما في قوله تعالى ” للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً ” .كيف يحدث الفساد عادة او تتأسس عندما يقوم موظف بقبول أو طلب ابتزاز رشوة لتسهيل عقد أو إجراء طرح لمناقصة عامة ، كما يمكن للفساد إن يحدث عن طريق استغلال الوظيفة العامة من دون اللجوء إلى الرشوة وذلك بتعيين الأقارب ضمن منطق ” المحسوبية والمنسوبية ” أو سرقة أموال الدولة مباشرة .
الآثار المدمرة والنتائج السلبية لتفشي هذه الظاهرة المقيتة تطال كل مقومات الحياة لعموم أبناء الشعب ، فذتهدر الأموال والثروات والوقت والطاقات وتعرقل أداء المسؤوليات وإنجاز الوظائف والخدمات ، وبالتالي تشكل منظومة تخريب وإفساد تسبب مزيدا من التأخير في عملية البناء والتقدم ليس على المستوى الاقتصادي والمالي فقط ، بل في الحقل السياسي والاجتماعي والثقافي ، ناهيك عن مؤسسات ودوائر الخدمات العامة ذات العلاقة المباشرة واليومية مع حياة الناس البؤساء .
ويكمن علاج مشكلة الفساد الإداري بعدد من الآليات منها ما هو للترغيب ومنها ما هو للترهيب ، يمكن تحفيز الموظف ماديا ومعنويا ليحب وظيفته ويحافظ عليها ويؤدي العمل على الوجه المطلوب من حيث الكمية والجودة ، هذا الترغيب يعتبر من السلوكيات الإيجابية التي ترسخ وتعمق السلوكيات الإيجابية المرغوبة وبالتالي يتحسن الأداء ويقل الفساد .
أما الترهيب فهو وسيلة لتخويف الموظف من تبعات الفساد الإداري فقد يكون بالسجن او بالغرامة أو بهما معاً بسبب المخالفات التي قام بها ، ويعد الترهيب وسيلة قانونية لردع كل موظف تسول له نفسه القيام بمخالفة إدارية تصنف في إطار الفساد الإداري . 
ولكن الكارثة الكبرى أن يكون المشرف المباشر على عملية استشراء الفساد هو المسؤول وتحت وصايته إذن لا عتب على الموظف الصغير الذي قد يكون على سبيل المثال معاشه لايكفي ان يسد رمق عائلته مما يضطره الى أخذ رشوه .وعندما نتكلم عن الفساد الأداري يتبادر الى الذهن ان هناك تقصير او أختلاس في الدوائر من بعض صغار الموظفين من اصحاب النفوس الضعيفة ، رغم رواتبهم الجيدة . ولكن الموضوع ادهى وامر أن يكون هناك تنسيق بين المسؤول و الموظف لتقاسم المهمه من المواطنين الكادحين ذو الدخل المحدود .وعليه تم اتخاذ تدابير عديدة في مواجهة الفساد على صعيد اقرار بعض التشريعات و القوانين و دعم الهيئات الوطنية المعنية بمكافحة الفساد في مؤسسات الدولة ، الا انه هناك تحديات ومخاطر تواجه عملية محاربة ظاهرة الفساد في المؤسسات العراقية ، لذا لابد من المواجهة والتصدي لها ولايمكن الاستهانة بها لانها تهــدد البلد وتغذي الارهاب ويتغذى عليها ، وتعرقل التنمية بكل جوانبها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب