23 ديسمبر، 2024 4:16 م

الفريسة عندما تنافس المفترس!

الفريسة عندما تنافس المفترس!

لايکف القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أبدا عن تصريحاتهم الغريبة من نوعها والتي عادة ماتکون مناقضة للحقيقة والواقع، وإن ماقد تم نقله عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة، قوله اليوم السبت في تغريدة له في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر: “إذا وضعت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، فإننا سوف نضع الجيش الأميركي إلى جانب داعش على قائمة الإرهاب في بلادنا”، يجسد قمة الشطح والقفز على الحقيقة والواقع!
عندما تضع الولايات المتحدة الامريکية الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، فإن ذلك يعني تفعيل مجموعة إجراءات عملية مختلفة تٶثر سلبا ليس على الحرس الثوري الايراني الذي هو عماد النظام الايراني وبمثابة عموده الفقري فقط وإنما على النظام کله لأن للحرس الثوري إمتدادات سياسية وإقتصادية في النظام خصوصا وإن قسم کبير من الاقتصاد الايراني يقع تحت سيطرة الحرس الى جانب إن معظم التدخلات الجارية للنظام في بلدان المنطقة والعالم تتم عن طريق هذا الجهاز وهو ما سيعقد الاوضاع في إيران کثيرا ويجعل النظام في موقف صعب جدا وليس الحرس الثوري نفسه.
هذا المسٶول الايراني الذي يهدد بإدراج الجيش الامريکي ضمن قائمة العقوبات لنظامه والتي لايعترف أحدا بها، فإنه يضحك على ذقن نظامه ويستهزأ به الى أبعد حد، إذ أن ذلك لن يٶثر إطلاقا على الجيش الامريکي بقدر مايجعل النظام الايراني موضع سخرية وإستهزاء من جراء هکذا موقف مثير للتهکم والاستهزاء، بل وحتى يمکن تشبيه العقوبات الامريکية وخصوصا إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب بأسد يفترس غزالة ليس بوسعها أن تفعل شيئا عندما تقع بين مخالب الاسد، ولکن لايمکن لهذه الغزالة أن تشکل إطلاقا خطرا وتهديدا على الاسد ذلك إن الفريسة لايمکن أبدا أن تنافس المفترس.
المشکلة الکبيرة جدا التي يعاني منها النظام الايراني هو إن وضع الحرس الثوري الايراني ضمن قائمة الارهاب من شأنه أن يفتح أبواب الجحيم والفناء على النظام ولعل أهمها وأخطرها إن المقاومة الايرانية وبعد أن يتم تکبيل الحرس بهذه الصورة فإنه سيتم فتح الابواب على مصاريعها أمام هذه المقاومة ويسهل من عملية إسقاط النظام والتسريع به أکثر من أي وقت آخر.