شلة من من جيلي الملوثين بالفكر ومتابعة الشأن العام كانوا قد حصلوا على فرصه بلقاء ابو يعكوب ، من بقايا يهود العراق ٫كان يملك ويدير مكتبه لبيع المطبوعات والمنشورات بشقة مفتوحه في بناية مكونة من طابقين تقع مباشرة مقابل سينما الشعب سابقا في المربعة /شارع الرشيد ، كنت اردتادها ليس لانها مكتبه فارهة ومنظمة بل كانت بغاية الزحمة، بالكاد نمر نحن باجسامناالنحيلة من ممراتها ورفوفها المعبأة بعشرات او حتى مئات الالوف من عناوين الكتب والمطبوعات، كنت أدمنت على المرور بها لانها كانت تحتوي على نفائس الكتب الفقهية والقانونية والقضائية والشروحات التشريعية لعصر الحوكمة و النهضة للمؤسسات العراقية والعربية بافكارها الدسمة ولغتها الرشيقه اللذيذهبما لم تيسرها مطبوعات الحكومة او حتى منعت استرادها حماية لافكار الحزب والثورة ، كان هذا الرجل ذو علاقات مع النخب الثقافية والقضائية واعلام المحامين في العراق اندالك ، اجده دائما بكامل أناقته الرجولية ،يجلس بوسط المكتبة على كرسيه المريح وأمامها قنفه بمقعدين وبضعة كراسي لزواره من جيله ، تجدهم في الشتاء يشكلون حلقة على مدفأة نفطية وبالصيف تحرك علي رؤسهم الهواء مروحة سقفية، رغم ان رزم الكتب المبعثرة من حولهم جعلتهم وكانهم في كهف كهنوتي خارج الحضارة البشرية ،ولكن جدالهم الرصين يشعرك بانهم في اهم صالون حضاري على وجه الكرة الأرضية ،
في بداية ارتيادي للمكتبه كان يتحاشى الحديث معي، حتى مع محاولاتي للحدث معه بحجة التفاوض على بعض الكتب الثمينة لكنه كان مصرّ على ان يتعامل معي بائع مع زبون فقط، ليس لاني لحوحاً بالتفاوض على الأسعار وانما كان يخشى من شكلي البابوي المتميز عن جيلي، بلحيتي الكثه، يوم كانت اطلاق اللحى في العراق تقربك لمخاطر الانتماء لحزب الدعوة ( العميل) أكبر من خطر إنتمائك للقاعدة وداعش هذه الايام ، خاصة وهو ماتبقى من يهود العراق المرصودة حتى انفاسهم من الأجهزة الامنية والمخابراتية انذالك، استسلمت لهذا الجفاء المقصود ، ولكن في يوم من الايام وانا أتجول في بسطيات السراي وقع امام عيني عنوان كتاب كنت قد رصدته عند مكتبه ابو يعكوب ٫ولكن هذه المرة مقطوعا منه “شخبوط سعر” ابو يعكوب ووضع بدله مبلغ لا يساوي ربع سعره الذي فاوضته عليه ، اشتريته وذهبت إلى ابو يعكوباجادله ، فتفتح لي هذا الجدال أساريره لي، ليحدثني بانه قاصد رفع سعره حتى يعتقد السراق بانه مهم فيسرقوه ،ثم اما ان يقراءه او يبيعه لمن يقراءه،وبالحالتين حقق مايريده ابو يعقوب لتثقيف من يستطيع تثقيفه! ومع اني وجدته واهم يتحدث عن اوهام ، استرسل معي بالحديث عن مواضيع كثيره ، بدأها من مشاكل تركيز اهتمام اليهود بالحصول على الثروة من خلال الاستثمار في البنوك والعملة وأسواق الذهب والمجوهرات ويتجنبون الاستثمار في انتشال الشعوب التي يعيشون بينها من الجهل والتخلف الذي يؤدي إلى الظلم وعدم الاستقرار وتأثيراته على الاستقرار ، وقصة أبناء دينه اليهود مع النازيين الذين تركوهم بسطحيتهم وإفلاسهم حتى انقلبوا عليهم قبيل وخلال الحرب الثانية وما جرى لهم فيها في محارق الهلوكوست ،حتى مغامراته مع بعض الشخصيات بالسفر إلى أفغانستان الطاعنة بالتخلف عام ١٩٧٠ في محاولة لفتح مكتبه او مكاتب تعليم الاجيال ، وذهوله من حجم الجهل والتخلف الذي دفع بعض التجمعات القروية الافغانية التي زاروها للهروب منهم ٫لانهم لم يحضوا بعد بمشاهدة سيارات تنقل الناس بعد ٫بحيث كانوا لم يتوقعوا بان هؤلاء الزائرين جاؤوا لهم من السماء وليس من الارض بمراكبهم العجيبة،،ودعمه للاحتلال السوفيتي لافغانستان من أجل إنتشال الأفغان من الجهل، وتخلفه عن عائلته التي هاجرت خارج العراق وسبب بقاءه ليبقى داعم للحضارة والتحضر وإلا سيصبح العراق والمنطقة قنبلة او قنابل بشرية اكبر من القنابل النووية ضد الحضارة البشرية كما حصل في زمن الشاه الذي خلف ما سماه قنبلة الثورة الإيرانية ضد دول الشرق أوسطية، كانت تأخذني دائما الدهشه من قصصه، ولكن ليس ايماناً بحقيقتها ولكن الدهشة من هذا الهائم بالتحضر والحوكمة الرشيدة واحترام النظام وتحقيق العدالة لانتشال الشعوب من الجهل الذي يسبب الدمار الشامل ، وبعد تخرجي والتحاقي للخدمة العسكرية ، وفي احدى إجازاتي الدورية ، وان جالس في مقهى البرازيلية مرّ على رصيفها ابو يعكوب بشكله النحبل المختلف وشروده المستسلم لقدر الشيخوخة وربما الموت ،بهندام تحولت احدى بدلاته الانيقه شاهدته فيها بسابق الأيام إلى أسمال متسخه وكانه لم يمسها الماء لسنين ،يجرجر برجليه مثل طفل بدأ اليوم بالمشي على رجليه٫ بيلبس أحذية مفصله على قياسات اقدام متورمة ، لم يخفى على من يشاهده من الأمام بعض يقع السوائل الظاهرة على بنطاله المنتفخ بنقنبورةالبروستات لحد الرعب ، قال نادل المقهى عبد فنجان الذي شاركني هذا المشهدالحي ، هذا اليهودي الـجاسوس يرفض الالتحاق بعائلته في إسرائيل ليبقى يتجسس على العراق بأوهام النهوض بالمجتمع العراقي ، فقلت بنفسي، هذا النادل مثلي يوم كنت اشعر بان ابو يعكوب هو الواهم حتى دخلت العسكرية وعرفت أنا الواهم وليس أبو يعكوب ، ثم تذكرت تحذير العم ابو يعكوب من القنابل البشرية للدمار الشامل في الشرق الأوسط ، يوم انتصر مجاهدي زمن ابو جهل وابو سفيان بمعاونة الامريكان على السوفيت، وتذكرته لما استغل صدام اوهام العراقيين ليغزوا الكويت ، وتذكرته يوم ضربت القاعدة سفارات امريكا في افريقيا وغزوها في عقر دارها عام ٢٠٠١ ٫وتذكرت قنبلة ابو يعكوب لما حاولت امريكا والغرب مواجه القاعدة بالإستثمار بالأمبراطورياتالأمنية والمخابراتية والجيوش الجرارة والصواريخ والطائرات واهملت الإستثمارلإنتشال الشعوب من حكوماتها الجاهلة الفاسدة ، وتذكرتها لما تركت امريكا الجمل بما حمل في رياض أفغانستان وقبله العراق قبل الهرب لتشكل اكبر فضيحة حضارية ،
امس وانا اتابع خطاب التحدي (بالقنابل والصواريخ الفتاكه) لنتنياهو في الكونغرس الأمريكي والجمعية العامة للأمم المتحدة من اجل تحقيق ما سماه خارطته بالتحضر وحماية الحضارة من الاشرار ،عادة ذكرياتي مع قنبلة او قنابل ابو يعكوب البشرية التي كان يخشى منها على اسرائيل والعالم المتحضر، فقارنتها مع قنابل وصواريخ حفيده نتنياهو ، فقلت من هو فيهم الواهم؟ ، العم ابو يعكوب الذي كان يدعوا لإعانة مجتمعات الشرق الأوسط من تخلفها كسبيل لتحقيق العدالة والسلام ام نتنياهو الذي يريد ان يعالجها بحروب الإبادة بالقنابل والصواريخ على الأبرياء والمذنبين ؟ كما اسال نفسي دائما ، إذا كان نتنياهو قادر على جبر أمريكا وحلفائها بدعمه بملايين القنابل والصواريخ لضرب “قنبلة الفلسطينيين البشرية“ مقاومين او ابرياء مستسلمين، هل سيدعموه بملايين او مليارات الصواريخ الاخرى لضرب قنابل ابو يعكوبالبشرية للدمار الشامل في لبنان وإيران واليمن والعراق؟