25 نوفمبر، 2024 5:32 م
Search
Close this search box.

الفرق بين صلاتين

إبتدا الله سبحانه وتعالى القران الكريم  بالبسملة في سورة الفاتحة  وهي الوحيدة من البسملات المحسوبة من الآيات القرآنية ,أي أن الله إبتدا القران بإسمه (الرحمن الرحيم)   وأختتمه بسورة الناس ,  هذا يعني أن مجمل القران هو الصلة بين الله والناس , أي العبادات والمعاملات , وتعتبر الصلاة  حلقة الوصل   بين الخالق والمخلوق , لهذا وردت في القرآن الكريم 51 مرة . ويصليها المسلم 17 ركعة في اليوم , في حين أن الصوم  كل سنة ثلاثين يوما , والحج من إستطاع إليه سبيلا .      
      لهذا تعتبر في  فقه العبادات أنها عمود الدين , حتى أن البعض يقول : إن قبلت قبل ما سواها , وإن ردت رد ما سواها .  وهي بمثابة تطهير لروح الإنسان وجسده إن كانت خالصة لوجه الله الكريم .
    الذي قادني لهذا الإستهلال أن اليزيدين عندما جاؤا بهم( لخليفة المسلمين) كما يدعي كان يصلي صلاة الظهر والمساقين من  الرجال  والنساء والأطفال  أوقفوهم تحت سماء حارقة ولهيب أرض كاويه أمام عرينه , عداك عن الخوف والقلق والتفكير بالعاقبة  , أكثر من خمسمائة أنسان  ,وهم الذين رأوا وسمعوا من بطش داعش وأفعالها  ما لم يسمعون به لا تاريخيا ولا معاينة , أكيد أنهم  كانوا يخافون النتيجة السيئة , لأن الدواعش لا رحمة لهم  مع المسلمين فكيف بهم وأناس من غير دين , وهم بالأمس رأوهم يفجرون ويهدمون قبور أنيباء وأولياء , هذه المراقد التي  أعتاد أهل الموصل خاصة والعراقيون عامة يهرعون اليها تضرعا وتبركا لقربها من رب العالمين. لكن النساء منهم وبعض شيوخ عجزه حمدوا الله لأنه يصلي ولعل هذه ساعة مباركة طالما الرجل ما زال بحضرة الخالق , يقرأ من القران ما يحض على السلوك الحسن والمعاملة الجيدة .
    هذا الشعور طَّمن البعض , لكن حجم المصيبة التي هم فيها أكبر من كل رجاء وأمل وتطمين , وكلما طال الوقت نزفت الأرواح رحيق حياتها وإزدات هلعا أكثر , والخليفة  مشغول بصلاته وربما بشكره لله الذي فتح على يديه البلاد. والكل ينتظر حكمه (الإسلامي )
    أثناء ذلك كان أحد المساقين شاب وسط الجموع المتكدسة على بعض رن هاتفه بأغنية فما كان من الحا رس إلا وأخمد أنفاسه بطلقة مميتة  , ومن كان بقلبه أمل تلاشى , فقد تلخبط الجسد بدمه الحا ر والذين حواليه لا يستطيعون نش الرذاذ  عن وجهوههم فما زالت بندقية الحارس مصوبة نحوهم ,  حتى إذا  فُتح الباب طل وجه بلحية حمراء  متدلية على صدره ونظرات زائغة ليبلغ أن الكل يساقون إلى الموت رميا بالرصاص . هكذا هي فتوى (الخليفة) .
لعل الرأي الدموي أخذه من ربه , ليس رب عامة الناس , فرب عامة الناس يقول : من قتل نفسا بغير نفس كأنما قتل الناس جميعا  . في تلك اللحظة كان المخطوف الأمريكي فولي جيمس  يستشعر دنوا أجله فيكتب رسالة  لعائلته : أشعر بكم جميعا عندما أصلي وأدعوا لكم أن تبقوا أقوياء ومؤمنين … شعرت بعض الأيام بالضعف وبعض الأيام بالقوة …أفكر بإخوتي وأختي … لا تنسوني في صلواتكم  لأنني لم  أنساكم في صلاتي .
        نحن الآن أمام رجلين كل منهما يصلي  لله , الخليفة يصلي ويذبح أناساً أبرياءً بالجملة ,  لا لشيء إلا لأنهم لم يبايعوه ,وكأن دمهم  ماءً  وأجسادهم  دمى , لهذا لم  تولد  خفقة بقلب ولم تحرك رمشة بعين .         ورجل رهين الحبس   يملؤ الإيمان  قلبه ويطلب من ذويه المسامحة فربما أساء التعامل معهم يوما , ويثق بصلاته وصلاتهم لهذا يطلب منهم عدم نسيانه حينما يكونوا في رحاب رب العالمين .
لولا أخاف الكفر لقلت : مسكين رب العالمين .

أحدث المقالات

أحدث المقالات