فارق نوعي كبير بين شعب إسرائيل الذي يمتاز بأنه سجل أعلى مراتب الإخلاص الوطني والتضحية في سبيل بلده ، هذا الإخلاص مقرونا بالذكاء المبدع والتنظيم والعمل الدؤوب ، فالعقل الإسرائيلي هو خلاصة التاريخ اليهودي بمعاناته وخبراته وروحه التي لاتعرف اليأس أو الخوف أوصلها طموحها الى ان تصبح إسرائيل تصدر المعدات التكنولوجية الى دول أوروبا وأميركا ، وصارت شريكا في كبريات الشركات والبنوك العالمية وإمبراطورية مالية وإقتصادية كبيرة من دون ان يكون لديها موارد كافية داخل أراضيها ، وصدق أو لاتصدق منذ عام 1958 إستوردت إسرائيل من أميركا جهاز كمبيوتر عملاق الى وزارة الدفاع والإستخبارات يتم تغذيته بالمعلومات ويحللها ويعطي المشورة والإقتراحات ، انه شعب يعمل من أجل الحاضر والمستقبل .
وفي المقابل نجد الشعب العراقي .. بلد حضارات سومر وبابل وآشور .. منذ تأسيس الدولة عام 1921 والدولة بكل إمكاناتها النفطية وساستها ( العفطية ) وهي لاتزال بدون مجاري للصرف الصحي ومياه الأمطار ، ولم تستطع وضع نظام للبلديات حتى تتمكن من تنظيف الشوارع من ( الزبالة ) ، بلد فشل في كل شيء ماعدا نجح في الخراب والفساد وذبح نفسه وممارسة التدمير الذاتي ( يعني يطيح حظه بيده ) !
في إسرائيل يتسابق المواطنون لخدمة بلدهم في كل مكان ومن النادر جدا ان تسمع عن سياسي فاسد أو عميل ، بينما في العراق أنتج أكبر كمية من أعداد الجواسيس والعملاء .. الشيوعيون عملاء الإتحاد السوفيتي السابق ، والقوميون عملاء مصر وسوريا ، والإسلاميون الشيعة ومن معهم عملاء إيران .
لاغرابة ان نشاهد هذه الإنتصارات الباهرة لجهاز الموساد الشجاع في إنجاز عملياته البطولية داخل إيران ونجاحه قبل عدة أيام في قتل زعيم تنظيم القاعدة ، ثم قتل العالم النووي وقبلها تفجير مختبر ضخم للتجارب النووية ، وفي سوريا يتابع بدقة التحركات الإيرانية وميليشياتها وبالتعاون مع الجيش الإسرائيلي نسمع كل يوم عن قصف للمواقع الإيرانية وعملائها وتعريض العنتريات الإيرانية للإهانة والإذلال وإظهار عجزها عن الرد .
في حين الأجهزة الأمنية العراقية عبارة عن ميليشيات تابعة لإيران ترتدي الزي الحكومي ، بدون ولاء وطني أو حرص على حياة الناس ، بل هي من يقتل المواطنين ، أجهزة فاسدة مزيج من الجهل والهمجية الطائفية ، وأتوقع في أية لحظة تهجم على البنوك والممتلكات العامة وتسرقها مادامت الدولة منهارة والساسة لصوص وخونة .
مؤسف في العراق يوجد شعب بائس مفلس سياسيا بلا إرادة فعالة للتغيير والإصلاح .. يعلق آماله فقط على إنتخابات ستكون مزورة حتما !