لكل زمان ومكان ظروف وعادات خاصة يعيش بها الانسان
وهناك بالأمس القريب كانت العادات والتقاليد تتحكم بنا يغلبها طابع الحياء فاغلبنا لا يستطيع ان يتصرف بأي تصرف غريب ومخالف للبيئة التي يعيش بها.. لم يكن ملبسنا ومأكلنا باختيارنا الشخصي وحسب ما تشتهي انفسنا
حتى الكلام كان وفق نظام المسموح به من قبل كبار العائلة… وكان ملبسنا من البازه العراقية التي تنتجها معامل النسيج العراقي وتكون خياطتها في البيوت على شكل دشداشة وبجامة قطعتين وعندما عبرنا مرحلة السادسة من العمر دخلنا المدارس فتغير ملبسنا المدرسي الا ما تجود به المعونة الاجتماعية في المدارس….
كان زمن البازه جميل ودافئ وفيه نوع من التواصل وكانت فيه صلة الرحم قوية جدا ويعرف الاخ ماذا يأكل اخيه وعندما تكون هناك اكلة دسمة تجد كل افراد العائلة وحتى من كان يسكن خارج البيت مجتمعون حول سفرة طعام واحدة….
كان في زمن البازه المشورة لكبير القوم ولرب الاسرة وكلامهم مسموع ويعتبر أمر على الجميع….
كنا نعرف حسبنا ونسبنا وصلة القربى بيننا وبين كل اقاربنا الى الجد الخامس ونعرف ايضا نسب العشيرة واللقب ومن هو الخال ونحترم الصديق ونعتبر الجيران اهلنا وبيتنا الآخر ضمن الحدود المسموح بها عرفاً واخلاقياً…نساعد الناس من باب الإنسانية وليس من باب الدعاية الاعلامية والمدح الفارغ والكاذب….كنا نأكل بسم الله وان شبعنا او لا فنقول الحمد لله… كان صيامنا وصلاتنا عبادة خالصة لله وخشوع وقنوع حقيقي وغير مزيف…هذا هو جيل البازه جيل المحبة والحرمان والصدق والفقر والطيبة…
اما اليوم فقد ظهر لنا جيل جديد اسمه جيل البوبجي لا يعرفون لذة لطعامهم لانهم فقدوا المذاق الحقيقي..
وعذرا من شبابنا المتواضع فانا لا اقصد الجيل الجديد بالكامل فمازالت الدنيا بخير والبركة في جيل الشباب..
انا اتحدث على من يحلق رأسه بطريقة خارطة ويسمى الحفر واتحدث عن من يسهر الليل ولايعرف ملذات النوم في ليل السبات…. اتحدث عن جيل اضاع الطاسة والحمام لا يعرف من يكون اقاربه وليس لديه تواصل مع اهله واقاربه وقاطع لصلة الارحام… اتحدث عن من لا يعرف ان يستقبل الضيوف اذا كان اهله غير موجودين ويقضي ليله ونهاره بلعبة البوبجي ولايعرف من الحياة غيرها…
لقد جحد اغلب شبابنا اليوم بنعم رب العالمين فالسيارات الحديثة نراها بيد قسم من الطائشين ويوميا نسمع عن حوادث انقلاب السيارات… والمخدرات وحبوب الكبسلة انتشرت في مجتمعنا مع الاسف الشديد بعد ان كنا نعتبرها مخلة بالشرف ومعيبة جدا… والافلام الوسخة التي حرمها الشرع تجدها في موبايلات اغلب الشباب وللأسف بدون مراقبة الاهل او فشلهم في تربية ابناءهم.. كل هذا يحدث مع جيل البوبجي.. جيل النركيلة الضيف السيء الذي دخل بيوتنا.. ورحم الله اجدادنا وآبائنا وكيس التتن ودفتر اللف الذي كان من الممنوعات علينا نهائياً… والحديث طويل اكتفيت بهذه الكلمات وانما انا ناصح لجيل البوبجي ومن المذكرين لجيل البازه….
وبلساننا ننصح وذلك اضعف ايمان…..
عرض النص المقتبس