23 ديسمبر، 2024 6:29 ص

الفرق بين جيش انطوان وجيش صدام

الفرق بين جيش انطوان وجيش صدام

وقع بين يدي كتاب السيره الذاتيه لدوله الرئيس نبيه بري وقرأته بمتعه وتطلعت الى افكار ذلك الرجل العظيم في ادراة دفه ازمه كادت ان تقضي على لبنان . وكيف استطاع ذلك الشاب بانتمائه الديني والمذهبي ان يعتبر القضيه الفلسطينه هي قضيته ولم يساوم عليها رغم الخسائر الماديه والبشريه  التي لحقت بطائفته من جراء الحرب الاهليه . لااريد ان اسرد السيره الذاتيه للسيد بري لكنني ادركت من خلالها ان بري المقاتل الثائر لخمسة عشر عاما ولم يساوم على عروبه لبنان والقضيه الفلسطينه وكيف استطاع هذا الرجل ان يكون صمام الامان في الحفاظ على حياة ياسر عرفات قبل انسحاب المقاومه من بيروت . هذا الثائر الافندي الذي يسير على خطى السيد موسى الصدر يقاتل بنفسه القوات الصهيونيه التي غزت بيروت وشكل مع حركه امل وحزب الله  حركه مقاومه يفتخر بها اللبنانيين والعرب والمسلمين . بري الذي تعرض لعشرات من محاولات الاغتيال على يد مخابرات دوليه ومحليه . ابتداءً بمخابرات صدام وانتهاءً بمخابرات السعوديه واسرائيل . هذا الثائر وهذا التحدي كان يواجهه صراعات وازمات مختلفه بسبب الازمه اللبنانيه المعقده فبينما يدافع عن بيروت وقمه جبل مغدوشه . كان الجنوب اللبناني ملتهبا بعدو غاشم احتل بيروت والجنوب اللبناني وشكل جيشا سمي بجيش لبنان الجنوبي  . تبنت اسرائيل فكره تشكيله من اللبنانيين يدافع عن حدود اسرائيل الشماليه وقد استعانت بضابط لبناني منشق اسمه انطوان لحد استعان هذا الضابط بشباب لبنانيين يعانون من العوز والفقر وقد تمكنت اسرائيل من تامين حمايه ذاتيه لهذا الجيش فتم تجهيزه بالعده والعتاد وتامين الحمايه لعوائل اغلب مقاتلي هذا الجيش . هذا الجيش يتلقى دعما مباشرا من اسرائيل وامريكا ودول الحلف الاطلسي بسبب مهمة الدفاع عن حدود لبنان الشماليه . تسبب وجود هذا الجيش ازمه واختلاف فهذا الجيش يقاتل اللبنانيين المقاومين في الجنوب ويدافع عن اسرائيل وتنطبق عليه جريمه الخيانه والتامر وذلك كونه جيش مرتزق وليس جيش دوله مواجهه .. هذا الجيش وبسبب ضربات المقاومه من حزب الله وحركه امل للقوات الاسرائيلية بات وضعه صعبا ومحرجا وسبب ارباك للقطعات الاسرائيليه المنهزمه من ملاحقه قوات المقاومه اللبنانيه  المتقدمه .. ان اعلان اسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان عرض جيش انطوان لحد لمفترق طرق  . الانتحار اوالموت الذليل  . بعد تخلي اسرائيل عن هذه الجيش بفعل ضربات المقاومه . صار هذا الجيش هدفا سهلا للمقاومين  . جيش انطوان لحد من الشيعه والسنه والدروز والمسيحين ومن جميع فئات المجتمع اللبناني . لهم اهل واقرباء وعشائر . كانت المقاومه تنتظرهم صيدا سهلا والقضاء اللبناني يبحث عنهم بجريمه الخيانه والتعاون مع عدو . هذه الازمه وهذه المشكله ادرك حلها شخصيتان من اعظم رجال المقاومه في الزمن المعاصر السيد نبيه بري يهاتف السيد حسن نصرالله حول وضع جيش الجنوب اللبناني وماهي رد فعل الناس واطراف المقاومه  .. اتفق الطرفان وبسرعة البرق على العفو على كافه اعضاء الجيش اللبناني  . وان السيد بري والسيد حسن سيدخلون مع الحكومه في العفو عنهم فيما يتعلق بازمتهم مع الدوله .. هذا العفو الانساني والاخلاقي والقانوني يعطي معاني كبيره وذلك كون ان العفو والتسامح ليس من شيم العرب وثانيا نحن فرحين لدينا من مثل غاندي وماندلا ومارتن لوثر وسط هذا الكم الهائل من الازمات السياسيه والطائفيه . نعم استوقفتني شخصيه نبيه بري والسيد حسن نصرالله في تضحياتهما وكرمهما .. استوقفتني هذه الحادثه عندما قرأتها في كتاب ( اسكن هذا الكتاب  ) السيره الذاتيه لنبيه بري وادركت لو ان الزعامات والحكومات يقع عليها الاختيار مثلما يقع الاختيار على لاعبي الريال وبرشلونة  وجيلسي ويتم شرائهم بملايين الدولارات لاشترينا نبيه بري لاننا نفتقد الى صمام امان  بمثل في حل الازمات ولاشترينا سيد المقاومه السيد حسن نصرالله صمام الثائرين وبقايا ثوره الحسين في الزمن المعاصر وانتهينا من المتاجره باسم الوطن والدين . نحن في العراق نفتقد للسياسي المحنك ونفتقد للثائر الحقيقي .. نحن في العراق نفتقد لما في الهند ونفتقد مافي جنوب افريقيا .. لوكان لدينا مثل نبيه بري وحسن نصرالله .. او مثل غاندي او ماندلا لما اصبحنا وامسينا على الموت والدمار والخوف .
هولاء الذين اباحو قتل البعثيين ورجالات الامن والجيش والمخابرات هم سبب ما نحن عليه . هولاء الذين قتلوا اناس ليس لديهم مشكل سوى انتماء شكلي ولم يثبت عليهم بالدليل جرائم تستحق القتل  .تم قتل عشرات الالوف من البعثيين الشيعه في شرق بغداد والمحافظات الجنوبيه بدم بارد وبجرائم تندرج ضمن جرائم الاباده الجماعيه . كانت فتاوى قتل البعثيين تصدر من رجال دين من الدرجه العاشره واداة التنفيذ عتاة المجرمين الذين كانو مطاردين في عهد الطاغيه لجرائم سرقه ونصب وقتل والفرار من اداء خدمه الوطن .. هولاء الصعاليك المجرمين لقوا ظالتهم وقتلو عشرات الالوف بدم بارد والقوا بجثثهم في الطرقات . اما الذين لم يقتلوا من البعثيين ورجالات الامن اختارو طريق المقاومه غير الشريفه بفعل التأمر الاقليمي .. اختاروا ان  يكونوا مسلحين وفي تنظيمات اصبحت لاحقا تنظيمات ارهابيه مجرمه هي اكبر من افعالهم كونهم بعثيين . نعم ان قيادات التغيير وشخصيات مهمه رافقت بريمر واولهم السيد الجلبي وبقرارات الاجتثاث وحل الجيش والاجهزه الامنيه ساهمت في تشكيل الجماعات المسلحه الارهابيه .و بينما حكومه بريمر والحكومه الوقتيه والدائميه تحتفظ بالقيادات الحزبيه العليا والقيادات الامنيه والعسكريه فان اغلبهم اطلق سراحه والباقيين احياء وراء القضبان ينعمون بمستوى لائق لحقوق السجين وبمراقبه حقوق الانسان بينما صغار البعثيين من شرق بغداد وجنوب العراق تحولو الى عظام باليه في مقابر النجف او مسلحين لايؤمنون بمعتقدات تكفيريه اضطرتهم الظروف ان يتمردون على الامريكان والدوله . هذا الفرق بين جيش عميل مجرم اعفي عنه وجيش عقائدي ابتلى بمفاهيم الحكم المركزي الدكتاتوري الذي كان يبطش بمنتسبيه ويحيلهم شهداء في معارك لاتنتهي  .الصوره متشابه ولكن الاشخاص والرموز مختلفين .