18 ديسمبر، 2024 6:12 م

الفرق بين الياباني والعراقي

الفرق بين الياباني والعراقي

من المعروف للجميع أن اليابان قد وصلت الى مرحلة من التطور يحسدها الجميع وتحولت الى دولة علمية في مجالات كثيرة. لااريد هنا أن اذكر التفاصيل التاريخية التي مرت بها اليابان نتيجة هزيمتها في الحرب العالمية وكيف تحولت مدنها الى نكرة . السؤال الذي يدور في ذهني دائما ” ماهو الفرق بين ألأنسان الياباني وألأنسان العراقي؟ ولماذا لانصل الى نفس المستوى الذي وصلت اليه اليابان . ألأنسان الياباني إتبع سياسة التعويض عن التاريخ الدموي الذي حل ببلادهِ جراء الدمار الشامل الذي أوجدته الحرب الكبرى أو العالمية. تولدت لدى ألأنسان الياباني حالة من الحماس الشديد للنهوض من الواقع المزري الذي سيطر على البلاد في كافة المجالات. توصل الى فكرة واحدة ألا وهي أن السلاح الوحيد لأنتشال البلاد من حالة الفقر والضياع هو العلم والعمل في نفس الوقت..العمل المضني البعيد عن حب الذات والغش والخداع. ألأنسان الياباني قرر في قرارة ذاته أن  يتبع سياسة الهيمنة العلمية على جميع العالم بلا منازع. أراد التفوق بكل شكل من أشكاله. من المعروف لأغلب المهتمين بالشأن الياباني أن خمس مساحتها لايمكن أستغلالها أو لاتصلح للزراعة أو السكن ومن هنا كان على ألأنسان الياباني أن يجد وسيلة أخرى للتعويض عن هذا النقص الحاصل في المكان الصالح للسكن أو للزراعة . تولد لدى ألأنسان الياباني حب العمل وإتباع ” إخلاقيات عمل” خاصة لايمكن أن نجدها في أي إنسان آخر ينتمي الى أي دولة أخرى , إضافة الى ” روح الفريق الواحد المتفاني من أجل تطوير البلد مهما كانت الظروف” .
إهتم ألأنسان الياباني بالتنمية البشرية وإعتبرها المفتاح لأيجاد طفرة معينة تصب في إحداث المعجزات لأنقاذ البلد من كافة المآسي التي خلفتها الحرب على البلاد.من هنا نجد أن ألأنسان الياباني  ونتيجة إهتمامهِ بالفرد قد أحدث طفرة كبيرة في ألأقتصاد خلال الفترة الممتدة مابين 1960- 1989 سميت بالمعجزة . سبب آخر أدى الى تقدم اليابان وهو ماكان يتبعه الفرد من إنضباط شديد في العمل بعيداً عن المصالح الذاتية . موضوعنا هنا الفرق بين ألأنسان الياباني والعراقي . قد ينبري شخص ما ويقول من أن الذي اذكره ألآن معروف للجميع من خلال البرامج الكثيرة التي ظهرت في ألأعلام المرئي وعلى هئية حلقات كما تناولها برنامج خواطر. هنا أتحدث عن فترة زمنية محددة كنتُ قد عشتها مع بعض اليابانيين داخل العراق من خلال العمل معهم في أحدى الهيئات ألأعلامية وسجلت في ذهني بعض الملاحظات التي أستخدمها ألآن كمصدر للحديث عن هذا الموضوع. أربع سنوات من العمل معهم ليلاً ونهاراً بمعدل 10 الى 12 ساعة من العمل يومياً. ألأنسان العراقي متقاعس يحاول الهروب من العمل بأي شكل من ألأشكال مع العلم أنه يستلم أجر جيد يحلم به كل عراقي في سنوات الغليان الممتدة من 2003 الى 2008.  ألأنسان الياباني مجد في عمله لا يعرف معنى التقاعس في أحلك الظروف التي يمر بها العمل المقرر إنجازه. ألأنسان العراقي يحاول الغش والخداع في أبسط ألأمور. حينما يرسل ألأنسان الياباني ألأنسان العراقي الى السوق للتسوق – خضراوات, ماء, لحوم , مشروبات,  قرطاسية- تكون هذه فرصة كبيرة الى ألأنسان العراقي – السائق أو أي فرد آخر يعمل معهم – من أجل سرقة أي شيء يستطيع من خلالة سرقة – ولو دراهم معدودة-. ألأنسان العراقي يضيف أسعار إضافية على البضائع التي ذهب لأقتنائها من السوق المحلية ويعتبر هذا نوعاً من الشطارة للحصول على  موارد مالية بسيطة . ألأنسان الياباني لديه ثقة عمياء في ألأنسان العراقي العامل معه وتعتبر مجرد كلمة واحدة قانون بالنسبة الى ألأنسان الياباني لأنه لايشك  لحظةٍ واحدة من أن إنسان آخر يسرق أو يغش. يعتبر أن جميع البشر مثله صادق في كلامة وعملة. حصلت أشياء طفيفة – يندى لها الجبين- كما يُقال أثناء التسوق. ألأنسان العراقي يسرق من ألأنسان الياباني أشياء تافهه يعتبرها تحقق له مزيداً من المال. ألأنسان الياباني متواضع أمام جميع العاملين , في حين أن ألأنسان العراقي متكبر يعتبر نفسه العبقري الوحيد في العالم. لدى ألأنسان العراقي هذا الكم الهائل من مساحات ألأرض الزراعية وهذه المياه الجبارة ولكنه لم يستطع أن يُنشأ حقلاً زراعياً واحدً يكفي بلدهِ . ألأنسان الياباني لديهِ مساحات كثيرة لاتصلح  للزراعة ولكنه راح يزرع كل مكان يمكن أن تنبت فيه المزروعات. ألأنسان العراقي تعلم ثقافة الغش والسرقة وإيذاء ألآخرين بشتى الوسائل  وهذا أدى الى إنهيار البلد في كافة الميادين . ألأنسان العراقي ليس له علاقة بالفرد العراقي ولم ينتبه الى أهمية التنمية البشرية في حين أن ألأنسان الياباني أولى أهتماماً كبيراً لتنمية الفرد لأنه أساس الحياة . وكم قال الباحث – أحمد السيد كردي- في بحثهِ ”  التنمية البشرية في النهضة الأقتصادية في اليابان ”   ”  حيث تعتبر اليابان حالة عملية مفيدة فى مجال تنمية الموارد البشرية ليس فقط لنموها الاقتصادي السريع والمثير للإعجاب ولكن أيضا للطريقة الرائدة التي أنجزت من خلالها مشروعها التنموي الناجح فى إدارة الموارد البشرية خارج الإطار الغربي وفي ظل ظروف طبيعية غير ملائمة مثل افتقارها الشديد للموارد الطبيعية، وتاريخها الإقطاعي، وظروف دخولها المجتمع الدولي ، ومع ذلك استطاعت وخلال جيل واحد فقط أن تنهض من هزيمة عسكرية ودمار اقتصادي لتصبح أحد أبرز المنتجين والمصدرين والممولين العالميين . ”  . لماذا لايكون ألأنسان العراقي على شاكلة ألأنسان الياباني؟ سؤال كبير جدا. هل أن ألأنسان الياباني يملك ذهناً أوسع من ذهن ألأنسان العراقي أم ان تكوينهُ الجسدي يختلف من حيث الدم وبقية ألأجزاء ألآخرى؟ من المفروض أن ألأنسان العراقي ينتج أكثر بكثير لأن هناك عوامل كثيرة تساندهُ من حيث البيئة الجغرافية والظروف ألأخرى التي تدخل في خلق إقتصاد متطور. أين الخلل ؟ هل أن الخلل في فئة الطبقة المتنفذه المسؤولة عن إدارة البلاد أم أن هناك سبباً آخر؟ أليس من المخجل أننا نملك كل هذا الكم الهائل من ألأموال ونحن لانملك على أرض الواقع إلا الدمار والغش والخداع ومحاربة بعضنا البعض من أجل أسباب ليس لها أي قيمة في تطوير ألأنسان والوطن. هل حلت بنا اللعنة لأننا ننتمي الى أمة إسمها ألأمة العربية…إن هذا لشيءٌ عجيب؟؟؟؟.