22 ديسمبر، 2024 2:24 م

الفرق الفنية العراقية البعد الحضاري للأندماج

الفرق الفنية العراقية البعد الحضاري للأندماج

مع بداية فصل الصيف سنويا وأعتدال الجو وتفتح الاشجار ، تنتعش وتزدهر في مدن ومحافظات مملكة السويد الفرق الفنية الغنائية العراقية لتقديم الغناء العراقي القديم والرقص الفلكلوري المتميز الذي ينقل المتلقي الى عالم السحر والجمال والعذوبة والشجن والطرب الجميل ، وتعريف الجمهور بالتراث العراقي الاصيل الذي يعبر عن الحب والسلام .

من الفرق المتميزة التي حققت نجاحا كبيرا على مستوى العالم العربي والعالمي فرقة طيور دجلة ، في مجال نقل التراث العراقي الاصيل وأرشفته ، ومن خلال اداء عددا من النسوة العراقيات اللائي وضعن حب العراق وتأريخه وأمجاده وتضحياته في قلوبهن ، ونقل الصورة الجميلة عن العراق من خلال الالحان والاغان التي تبهر جمهورا كبيرا من المتابعين لها في مملكة السويد وكذلك في الدول العربية والاوروبية التي تزورها هذه الفرقة المعطاء ، كما تنقل الفرقة أرادة المرأة العراقية في المهجر ، وعطاؤها المثمر والمستمر بعد ان أوصلن أصواتهن بهذه الاغان العذبة الشفافة ، وبالازياء البغدادية المطرزة بنقوش سومرية وبابلية واشورية ، وقد اصبحت للفرقة هويتها الخاصة ، وحصدت حب الملايين من الجمهور والمتابعين العراقيين و العرب والسويديين ومن جنسيات اخرى .

من جهتها اثبتت فرقة سومر حضورها الجماهيري ، والتي تتكون من ( 4 ) مطربين عراقيين و( 3 ) مطربين سويديين ومجموعة من المطربات النرويجيات في مزاوجة فريدة من نوعها بين الغناء واللحن الشرقي وبين الاصوات النسائية الغربية … وان رسالة الفرقة هو التعريف بثقافتنا العربية العريقة واعادة الاعتبار اليها عبر الموسيقى بعد ان شوهتها الصراعات والحروب .. وتطمح الفرقة الى ان تصبح مدرسة للموسيقى العربية الاصيلة في السويد وعموم الدول الاسكندنافية ، و العمل على زيادة التنوع في برامجها ، ولديها العديد من المؤلفات التي تسعى الى تطويرها وتجديدها ، وتمكنت الفرقة من تجسيد البعد الاخر للاندماج الحضاري … واثبتت جدارة في اداء نهجات مختلفة من الغناء العربي الفلكلوري على درجة عالية من الجودة والاتقان وبأصوات نسائية اسكندنافية ، حيث ان مغنيات الفرقة يغنين بلهجات العراق ومصر وسوريا ولبنان واليمن والسودان والمغرب والجزائر وتونس والكويت والسعودية وقطر والامارات ويتقن هذه اللهجات بشكل مثير للأهتمام .

اما فرقة أنكيدو تختص بالرقص العراقي للفنون الشعبية ، وايضا التعريف بتراثنا العريق في بلدان العالم ، وتم اختيار اسم ( انكيدو ) وذلك تيمنا وعشقا لأحد الشخصيات التاريخية البابلية وهو انكيدو ، وان بابل لها تاريخ عظيم يحتفى به في كل العالم كونها من بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات ، وتتكون الفرقة من ( 12 ) راقصة سويدية ، وهنا يكمن الهدف الاساسي وهو نشر تراثنا الجميل الى ابعد نقطة من حدود العالم ، وقامت الفرقة بتقديم معظم اللوحات الأساسية للرقص العراقي الشعبي ، ومن تصميم عمالقة الفن العراقي ، وبهذا تم نشر هذا التأريخ المشرف الى اغلب مناطق السويد ومن ثم الى كافة بلدان العالم ، وان اللغة المشتركة الاساسية للفرقة هي لغة الجسد التي تعبر من اسمى واجمل لغات العالم ، حيث ان اغلب عضوات الفرقة ملمات بالحركات التراثية التي تستخدم بشكل حرفي ومهني عال التقنية .
من جانب اخر برزت احدى الفرق الفنية الجميلة التي تتكون من خمسة وثلاثون فتاة بعمر الربيع يرقصن الدبكات الكردية الشعبية والفلكلورية الرائعة على انغام الموسيقى … معبرن عن حبهن للعراق ، حيث جئن هؤلاء الفتيات من كردستان العراق ليقدمن هذه الفعاليات في المهرجانات التي تقام في السويد الى الجاليات العراقية والعربية والى الشعب السويدي والاوروبي بشكل عام ، كما ينقلن من خلالها صورا رائعة عن العراق وحبه للسلام والخير والحياة ، تضم الفرقة بعض الفتيات المشاركات من كردستان العراق ، اضافة الى الفتيات من كردستان تركيا وسوريا وايران يقدمن العروض الراقصة المتميزة واستطاعت الفرقة من اثبات وجودها وتميزها عن بقية الفرق الفنية الغنائية العراقية الاخرى … تحية كبيرة لهذه الفرق التي جسدت حبها وعشقها السرمدي للعراق ولتراثه وحضارته وتـأريخه المشرف .