مايجب ملاحظته والتمعن فيه مليا، هو إن أکثر شئ يلفت النظر في الاوضاع المتوترة في إيران من جراء التهديدات، وخلافا للأعوام والمراحل السابقة التي مرت على النظام الايراني، فإنه لايقوم کعادته بتنظيم تظاهرات شعبية ضخمة تتظاهر بتإييده ودعمه والوقوف الى جانبه، بل يکتفي بزعم ذلك في تصريحات القادة والمسٶولين، ولکن الذي يبعث على التعجب، هو إن قادة الاحزاب والميليشيات العراقية الدائرين في فلك النظام الايراني، لايزالون يتسابقون لإعلان مواقف”مبالغ”فيها بالوقوف الى جانب هذا النظام والدفاع عنه في حال نشوب مواجهة مع الولايات المتحدة الامريکية حتى النهاية.
هذا التسابق بين قادة الاحزاب والميليشيات العراقية في إعلان الدفاع عن النظام الايراني والوقوف الى جانبه، يأتي في وقت يبدو واضحا بأن الشعب الايراني يرفض هذا النظام ويجسد ذلك عمليا من خلال إحتجاجات شعبية مستمرة ومتواصلة ضده لاتزال تمتد منذ إنتفاضة 28 کانون الاول2017، التي قادتها منظمة مجاهدي خلق، بل وإن الشعب وخلال الانتفاضة وماقد تداعت عنها رفع شعارات من قبيل”عدونا هنا أمامنا وليس في أميرکا”، في إشارة الى النظام الايراني، وهو مايٶکد بأن الشعب الايراني لايعتبر مايواجهه النظام حاليا مشکلته ولايريد أبدا الدفاع عنه بل وحتى إنه يتمنى سقوطه وزواله ذلك إنه ومنذ مجيئه فإن الشعب لم يجد راحة ولاأمنا وإنما تضاعفت مشاکله وزاد حرمانا.
عندما تنقل وسائل الاعلام بأن رئيس تحالف الفتح هادي العامري، وخلال لقاء له مع رئيس الجمهورية، برهم صالح، يوم الأربعاء المنصرم، من إنه قد أبلغ صالح وقوفه والحشد الشعبي مع إيران لارتباطهم العقائدي والسياسي معها دون التزامه بتوجيه الرئيس العراقي الذي طالب في اللقاء على ضرورة تغليب المصلحة الوطنية في العلاقة مع دول الجوار والأطراف الدولية المؤثرة في الساحتين العربية والدولية والنأي عن سياسة المحاور. أما حزب الدعوة، فقد أعلن موقفه من الأزمة الإيرانية ـ الأمريكية، بالوقف أيضا الى جانب النظام الايراني مثلما أعلنت عصائب الحق قبل ذلك عن جهوزيتها للقتال الى جانب النظام الايراني! فإن کل هذا يدل على مصيبة وکارثة الشعب العراقي في التورط بهکذا أحزاب ووجوه تفکر بطريقة لايقبلها لاعقل ولامنطق وإنما تعکس وتجسد تبعية وعمالة عمياء ولاأي شئ غير ذلك، لکن السٶال الاهم من ذلك والذي يجب أن يطرحه هٶلاء على أنفسهم مالذي يمکن أن يجنيه العراق وشعبه من هکذا مواجهة خاسرة بکل المقاييس لأنها بنفس النمط الذي جرى للعراق وليبيا، فهل يريد هٶلاء أن يخدعوننا بقدرة وهمية لنظام مرعوب ولايجرٶ أن يرمي ولو مجرد حجارة على القوات الامريکية التي تقف ضده بحرا وأرضا وجوا!