18 ديسمبر، 2024 7:57 م

الفرقة الشيرازية، ستراتيجية الكذب-2

الفرقة الشيرازية، ستراتيجية الكذب-2

كذبة الألف كتاب
بادئ ذي بدء لابد من القول ان كتاب محمد الشيرازي(عشت في كربلاء) طبع عدة مرات وفي عدة دول، وفي كل طبعة كانت تحذف منه اشياء وتضاف اليه اشياء اخرى:
    كانت تحذف من الكتاب الاكاذيب التي يتضح امكان انكشافها (مثل كذبة اتقانه سبع لغات : انكليزية وفرنسية و…الخ، لكنه نسيها بسبب التهاب الحنجرة!)، وهي الكذبة التي احتوتها الطبعة الأولى من الكتاب (قرأتُها بعينيَّ هاتين وإلّا عَمِيَتا). وقد تخلى عن هذه الكذبة اوائل انتقاله الى الكويت حين اكتشف ان اللغة الانكليزية منتشرة في الكويت مما يوفر فرصة سهلة لاختباره واكتشافها، فسارع الى حذفها واعادة طبع الكتاب بدونها وكتب عليه (الطبعة الاولى) بينما الامانة كانت تقتضي ان يكتب عليها: (الطبعة الثانية).
    وكانت تضاف الى الكتاب اكاذيب جديدة قابلة للتصديق بسبب بعد الزمن والمسافة والاشخاص عن احداث وادعاءات ينقلها الشيرازي وحده دون ان يمكن التحقق من صحتها. وهي اكاذيب كثيرة ومن امثلتها كذبة الالف كتاب.
                              ***
 
إدعي محمد الشيرازي انه ألَّف 1000 كتاب!!
بدأت كذبة الالف كتاب صغيرةً في كربلاء ثم كبرت في الكويت ثم بلغت ذروتها في ايران.
في كربلاء بدأت الكذبة بحجم   120 كتاباً، وبعد فترة قصيرة قفز العدد الى 180 ثم وصل في الكويت الى 300 كتاب. ولم تمض مدة طويلة حتى وصل العدد الى   1000  كما اثبت اتباع الفرقة الشيرازية ذلك في موسوعة ويكيبيديا على الانترنت  (راجع الرابط:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A)
ثم قفز العدد الى 1250 كتاب كما جاء في طبعة بيروت  عام 2003 التي طبعت باشراف لجنة سيد الشهداء الخيرية في الدعية بالكويت (كتب في غلافها الداخلي: [الطبعة الثانية 1424هـ -2003 م]).
وقد مهّدت كذبةُ الالف كتاب الى منحه لقب سلطان المؤلفين! في محاولةٍ لإيهام من لا يعرف كذب الفرقة الشيرازية بان هذا اللقب ثابت له عالمياً! [تقول موسوعة ويكيبيديا عنه: محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي (1928 – 2001) هو أحد مراجع الدين الشيعة المعروفين في العراق وإيران. عُرف بألقاب عديدة منها الإمام الشيرازي والمجدد الشيرازي الثاني، وكذلك عُرف بلقب سلطان المؤلفين، حيث أن مؤلفاته تجاوزت الألف.].
                               ***
عندما يدّعي نوح عليه السلام انه ألّف 1000 كتاب فيمكن تصديقه من قبل المؤمنين والكافرين على السواء. المؤمنون يصدقونه لانه نبي يستحيل ان يكذب، والكافرون يصدقونه لانه لبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما ثم اخذهم الطوفان وهم ظالمون.
أما أن يدّعي مؤسس الفرقة الشيرازية (الذي عاش حياته العلمية 50سنة) أنه ألّف 1000 كتاب فهذا ما لا يصدّقه الا اتباعه الطيبون الذين يصدقون كل ما يقوله بدون تفكير.
إن تأليف هذا العدد الهائل من الكتب يعني –بعملية حسابية بسيطة- انه كان يؤلف كتاباً كل اسبوعين! ولكم ان تتصورا امكان ذلك، وقيمة ومحتوى هكذا كتاب! وهو ما وصفه استاذ جامعي بقوله: (هذا نوع من الاسهال الفكري).
                      ***
ماذا يعني ان يدّعي الشيرازي أنه ألّف 1000 كتاب؟
    يعني أولاً أنه يعرف تماماً أن ما يدعيه هو كذب متعمد، وإن لم نقل انه كذب، فالبديل الاخر هو: أنه لا يفهم ما يقول.
    وفي الحالين: (الكذب المتعمد، او عدم فهم ما يقول) يسقط اعتباره العلمي والديني، فلا يمكن ان يكون الكاذب مرجعاً دينيا ، ولا من لا يفهم.
    ويعني أيضا ان أتباعه يتمتعون بنفس المستوى العقلي الذي يتمتع هو به، فيصدّقون ما لا يُصدَّق.
    ويعني أيضا انه لا يتمتع بحسٍّ اخلاقي يمنعه من الكذب بهذا الحجم وهذا الشكل، ولايبالي بالفضيحة. وهو مستوى اخلاقي يؤدي بصاحبه الى الحذف من قائمة العقلاء فضلاً عن العلماء.
    ويعني ايضاً انه يسعى من خلال هذا الكذب (بدون الاكتراث بعواقبه) الى هدف مستقبلي كبير يستحق التضحية بسمعته من اجله.
    ويعني أيضاً أنه بالرغم من هذا الكذب المفضوح  تجده استطاع تسويق نفسه الى شرائح واسعة وصلت الى حواشي بعض المراجع في قم والنجف (في غفلةٍ من المراجع) باستخدام وسيلة اخرى غير العلم والعقل….ما هي هذه الوسيلة؟
    ويعني ايضاً ان كذب المؤسس يسري الى الخلفاء ثم الى الحلفاء ثم الاتباع.
وهكذا انتشر الكذب من مؤسس الفرقة الى كل مفاصل الفرقة الشيرازية فاصبح لدينا علماء كذابون وخطباء كذابون واتباع كذابون.
ولكي لا يتصور احد انني اتهم جزافاً، سـأعطيه نقداً كذبة كبرى لخليفته الحالي في المرجعية -الذي يفترض ان يكون مثالاً في الصدق والامانة والتقوى- واذا به لايكذب على الناس فحسب، بل يكذب على الله حين يقول ان الله أذن للصائم في اوربا ان يفطر وقت العصر! وهو كذب على الله الذي قال: [ثم أتمّوا الصيام الى الليل]. فتوى كهذه لا يمكن تفسيرها بعدم فهمه للآية الكريمة، او عدم فهمه للفرق بين الليل والعصر، بل هو تلاعب متعمد بواحد من اركان الاسلام كمقدمة لتحريف باقي الاحكام اذا لم يلقَ اعتراضا من المراجع والعلماء و المثقفين.
ومن المؤسف حقاً أن نجد بعض حواشي المراجع (ممن لا يتوفرون على مستوى علمي، ولا يشعرون بخطر الفرقة الشيرازية على الاسلام وسمعة التشيع)، وبَدَلَ الانكار عليه فانهم يجاملون هذا الكاذب على الله دون علم مراجعهم.
ان السكوت على تحريفات وتخريفات الفرقة الشيرازية يمهد للاعتراف بها والسماح لها بإكمال مشروعها.
                 ***
الاختراق الهادئ لحواشي المرجعيات يلقي الضوء على ما تنبّأ به عميد المنبر الحسيني المرحوم الشيخ الوائلي حين قال قبل عشرين سنة تقريباً: (هؤلاء سوف ينشئون دينا جديدا).