تمتاز الفرقة الشيرازية بالكذب الممنهج. أقصد بالـ “كذب ممنهج” الكذب المتواصل المتواتر بحيث أصبح منهجاً لهذه الفرقة الدينية الجديدة التي اسسها محمد الشيرازي في كربلاء بعد وفاة ابيه المرحوم السيد مهدي الشيرازي.
بدأ محمد الشيرازي تأسيس الفرقة الشيرازية بكذبة ستراتيجية إدّعى فيها انه مجتهد (فقيه جامع للشرائط) لكي يحصل على مقام المرجعية الدينية حيث يلتف حوله عدد من المقلدين ياخذون منه احكام الدين ويدفعون له الحقوق الشرعية، ويمضي في طريق الزعامة بدون عوائق مستفيداً من التقديس الذي يضفيه عليه المنصب الديني في نظر العوام.
بدأ محمد الشيرازي طريق الزعامة من تثبيت موقعه كمجتهد، وهذه خطوة معقدة وصعبة جدا لكنها ضرورية، فبدونها لا يستطيع الجلوس على كرسي المرجعية الدينية.
وحيث ان التقاليد المتبعة في الحوزة العلمية تقتضي حصوله على اجازة اجتهاد تُمنح عادةً من احد اساتذته، او من علماء اخرين لهم باع في العلوم الدينية يطلعون على انتاجه العلمي فيقررون ان صاحب هذا الانتاج مجتهد، ولأنه لم يحصل على هكذا اجازة، ولا هكذا تقييم، فقد فكر بسلوك طريق آخر.
كيف لمحمد الشيرازي ان يهيئ اجازة اجتهاد؟
لأسباب عديدة لم يجرؤ الشيرازي على تزوير اجازة اجتهاد من والده (على الرغم من ادعائه ان والده كان استاذه الذي درّسه قرابة خمسة عشر علماً!). لذلك لجأ الى تزوير شهادة الاجتهاد من عالم منعزل نسبيا بسبب شيخوخته على أمل ان تمر الكذبة بدون ضوضاء، لكن حسابات الحقل لم تكن كحسابات البيدر.
ولو كانت لديه اجازة اجتهاد من والده لما تورّط في تزوير اجازة من المرحوم الشيخ يوسف الخراساني، وهي الاجازة التي افتضح امرها بعد انكشاف التزوير عند قيام احد تجار الكويت بالتحقق منها (بعدما طلب منه الشيرازي مبلغاً ماليا لشراء بيت له في الكويت).
بدأ الشيرازي مسيرته (المرجعية) بكذبة وتزوير، كذب فيها على المرحوم الشيخ يوسف الخراساني فجرّته الكذبة الاولى الى كذبة ثانية للتستر على الكذبة الاولى. فقد اصدر الشيخ الخراساني (المكذوب عليه) تكذيباً للشهادة التي زوّرها محمد الشيرازي باسمه ، مما اضطر الاخير الى اصدار شهادة صحية تفيد باصابة الشيخ الخراساني بالخرف! لكي يُبطل مفعول تكذيب الخراساني لشهادة اجتهاد الشيرازي.
***
يصعب على من لم يعايش تلك الاحداث، (ولم يعرف محمد الشيرازي شخصياً، او لم يتابع سلسلة اكاذيبه وتزويراته) يصعب عليه أن يصدّق قيام الشيرازي بهذا الحجم وهذا الكم من الكذب وهو المعمم ذو الوجه النوراني والمنحدر من نسل رسول الله!! والذي اصبح – بحكم الامر الواقع – مرجعاً دينيا يتبعه الآلاف (او ربما الملايين من المسلمين)، والذي الّف مئات الكتب وتخرج على يديه عشرات الفقهاء والعلماء والخطباء…
افهل نصدق هذا المقال ونكذب جماهيره الغفيرة والعلماء والخطباء جميعا؟
هل يفعل هذا عاقل؟
….لهذا السبب قضيت وقتا طويلا وبذلت جهودا مضنية ابحث عن وثائق الفرقة الشيرازية التي قامت على الكذب والتزوير كستراتيجة ثابتة من التأسيس الى الأن، وهي ستراتيجة تطبع جميع اركانها ونشاطاتها على كل المستويات.
وأرجو ان لا يستعجل القارئ باستبعاد ما اقوله قبل ان يتابع معي هذه السلسلة الوثائقية، ويؤجل الحكم الى ما بعد الاطلاع عليها.
وسوف اقدم بعض الوثائق التي تثبت ان من أسّسَ أساسَ الفرقة على ستراتيجية الكذب هو محمد الشيرازي الذي صنعها على عينه، فهو الذي ادعى الاجتهاد اولاً لكي يمنح الاجتهاد بعده الى عدد من المدعين الذين تتلمذوا على يده.
سوف ابدأ بوثيقة تحتوي على كذبتين يسهل التحقق منها لكل باحث عن الحقيقة، والكذبتان موجودتان في كتابه (عشت في كربلاء ) الذي ألّفه بنفسه وطُبع عدة طبعات جرى خلالها حذف بعض الاكاذيب التي وجدها محرجة، لكنه غفل عن اكثرها بسبب قابليته العقلية البسيطة التي لا تسمح له بادراك قدرة الناس على اكتشافها.
***
في الصفحة 33 من طبعة الكويت (على نفقة حسينية الفروانية) يدّعي محمد الشيرازي أمرين:-
1- ان الموجة الشيوعية التي اجتاحت العراق عام 1959 انحسرت على اثر الموقف الذي اتخذته كربلاء
2- أن المرجع الديني الابرز في وقتها (السيد محسن الحكيم) فرّ من النجف ولجأ الى كربلاء محتمياً بوالد محمد الشيرازي.
هذا الادعاءان كاذبان جملةً وتفصيلاً، فمن المعروف:
1- ان الموجة الشيوعية انحسرت على اثر قيام المرجعية الدينية في النجف باصدار فتاوى لكبار علمائها تقول (ان الشيوعية كفر وإلحاد)، وقد نشرت الفتاوى التي اصدرها آنذاك : السيد محسن الحكيم، السيد ابو القاسم الخوئي، السيد عبد الهادي الشيرازي، والسيد ابراهيم الاصطهباناتي. وكانت زعامة الحوزة العلمية بيد المرحوم السيد الحكيم، وفي النجف، ولم يكن لكربلاء وزن علمي يذكر، ولم تصدر منها فتوى ضد الشيوعية.
2- ان السيد الحكيم لم يترك النجف – كما ادعى محمد الشيرازي- ابداَ، بل بقي وقاد المرحلة العصيبة حتى النهاية ولم يخرج من النجف الا بعد عدة سنوات الى بغداد في رحلة علاجية.
هاتان الكذبتان يسهل التحقق منهما، لان موقف النجف في دحر المد الشيوعي بالفتوى المشهورة، و(فرار!) زعيم الحوزة العلمية من النجف أمر لا يمكن نسيانه، ولا يُعدم شهوده، وليس من المعقول ان يمرّ دون ان يسجله التاريخ والمؤرخون في وقت بلغت فيه زعامة السيد الحكيم للمرجعية شأواً بعيدا لا على مستوى العراق فحسب، بل على مستوى العالم.
***
اسجل هاتين الكذبتين على محمد الشيرازي واوثقهما بصورة من كتابه الذي ألّفه بنفسه وطبع في حياته عدة مرات، لكي يعرف القارئ القدرة الهائلة على الكذب، والكم الهائل من السذاجة العقلية التي صوّرت للكاذب امكان مرور كذبته بدون ان يكتشفها احد.
بعد ذلك يسهل هضم صدور باقي الاكاذيب عن مؤسس الفرقة الشيرازية وعن باقي اعمدتها (الفقهاء!) والخطباء
——————-
خدمةً للحقيقة ومساهمة في اخراج الغافلين من شراك الكذب ارجو مشاركة المنشور وعدم الاكتفاء بالاعجاب
—————————
ملحق:
بالرغم من أني شخصياً عشت تلك المرحلة واتذكر احداثها لانها جرت في مدينتي وكان عمري يومها 12 عاماً وكان جدي المرحوم الشيخ حسين مشكور يصلي في جوار السيد الحكيم في الصحن الحيدري، وأشهد بيني وبين الله ان ما ذكره الشيرازي حولها وحول السيد الحكيم عارٍ عن الصحة، الا اني هنا ادعو الجميع الى سؤال العلماء والشخصيات التي عاشتها – وهم كثر ومنتشرون في البلدان ولازالوا احياء اطال الله اعمارهم- لكي يتم التحقق من صحة ما ذكرت.
ولكي اوفر الجهد على من لا يستطيع الحصول على شاهد، فاني اضع فيما يلي شهادة الدكتور السيد صاحب الحكيم في تكذيب لجوء السيد الحكيم الى كربلاء اثناء المد الشيوعي