23 ديسمبر، 2024 3:39 م

الفرض الأخير.. من أول قائد للحشد؟!

الفرض الأخير.. من أول قائد للحشد؟!

التاريخ يعطي دروس، والمواقف تتكرر، والقانون الإلهي يسير، فذاك جدك أمير المؤمنين علي (عليه وعلى اله افضل السلام) اتقى الأتقياء ، قتله أشقى الأشقياء، وهذا الأمر مازال قائما، تمد المجرمين بالخزي والعار، وترفع الشهداء فخرا ومنار، تبدأ يد الغدر والخيانة تخطط، وترسم مسرح الجريمة، لتنفذ عملية الاغتيال.
يدخل الحدود؛ والحشود الطيبة تحفه من كل حدب وصوب، مستبشرة بقدومه، حيث وجدت منبع الحرية، وعنفوان المجد في وجهه المنير، وابتسامته الرحيمة، وخطواته المتواضعة، اخذ يرفرف ماشيا كحمام السلام، مسلما على الناس صغيرهم والكبير، ينحني وكله شموخ يحمل هيبة أبيه!
استقبال مهيب، اخرس الأعداء، واستشعروا منه الخيفه، وراحوا يخططون لاغتياله، بقدومه ادخل الرعب في قلوبهم، والخوف عند أسيادهم، فعدوا العدة ونشر الظلام، عندها بدا الفكر الداعشي الأول، وهناك صار ذاك المسخ القذر، لينشر راية السواد، في وطن السلام.
أربعة عشر خطبة، كانت في صحن جده أمير المؤمنين ع، لن تجد فيها غير الوحدة ورص الصفوف والحفاظ على المرجعية والشعائر الحسينية،والمقدسات، فهي الأعمدة الثلاث التي تعطي قوة المذهب، لن ننسى تلك الكلمات التي ترن في آذاننا وهي تصدح بحب المرجعية واحترمها،قائلا(أني اقبل يد المراجع واحد واحد) وقمة التواضع التي جسدها شهيد الوطن في قوله(إني اقبل أياديكم فرد فردا)، كأنه يعلم(رضوان السماء عليه)(إن الوطن؛ سيهتك أرضه من بعده، ويسود ذئاب الفساد على مقدرات هذا البلد، والشعب سيعاني الأمرين تحت حكم الظالمين.
أقبلت يد الشمر لتذبح الحسين ع، وذاك سيف ابن ملجم اللعين وهو يغرسه في رأس إمام المتقين، وذاك المسمار وهو يشق ضلع البتول، ونار ولهيب الباب المشتعل، صور تجسدت في فعلهم القبيح، حتى تناثر جسده الطاهر على أروقت الزمان، وبين دقات الوقت، يضيء ذاك النجم الساطع والوهج المنير والفكر النير، ليغرس فكره ومبادئه السامية في عقول المحبين والوطنين والشرفاء.
الفرض الأخير، تلك السجادة لم تلمس بدنه الشريف مرة أخرى، خطوات قليلة وغادر باتجاه باب القبلة، والجموع المؤمنة تحوم حوله، كانت عجلة الموت مركونة بالجانب المقابل لسيارته، حتى وصل إلى باب السيارة، انشق القمر، وثار النجم، وتناثرت أوصاله، من شدت الانفجار، كان الأول من نوعه، بالمواد المستخدمة وطبيعة التفخيخ، تشظى أكثر من أربعمائة جسد، كان السيد محمد باقر الحكيم (قدس)، في مقدمتهم ، وبعده تمزق الوطن وتقطع أجساد العراقيين في سلسلة مفخخات، على مدى أربعة عشر عام، وهي تقطع وتمزق بأجسادنا، اليوم والوطن يقلب صفحة جديدة من تاريخه الحديث، عسى ا ن تنهي تلك الحقبة العظيمة بحشدها، والقوية بمرجعيتها، والكريمة بشهدائها، دماء وأرواح وأجساد تنتظر المستقبل الجديد، ماذا سيكون؟