18 ديسمبر، 2024 8:02 م

خدمت الظروف والاوضاع التي سادت في المنطقة والاحداث والتطورات التي رافقتها النظام الايراني کثير من حيث تنفيذ مخططاته المشبوهة في المنطقة من جانب وإحکام قبضته على الشعب الايراني وتماديه في ممارساته القمعية التعسفية بحقه من جانب آخر، ولأن هذا النظام معروف ومشهور بتنازلاته وخضوعه للمطالب الدولية عندما يجد هناك جدية من أجل المحافظة على نفسه من الانهيار والسقوط، ولذلك بقي على مر الاعوام ال41 المنصرمة.
لاريب في إن قطاع کبير من الشارعين العربي والاسلامي، صارا يعتقدان بإستحالة أي تغيير سياسي جذري في إيران وان هدا النظام باق الى إشعار آخر، لکن إجراء عملية مطالعة دقيقة على أرض الواقع للأمور والاوضاع المتعلقة بهذا النظام، تٶکد لنا من إن الامر ليس کذلك إطلاقا، وإن القوة والمناعة التي يتحدث عنها النظام لا وجود لها في الواقع وخصوصا خلال الفترة الحالية، حيث يعاني هذا النظام من کم هائل من المشاکل المعقدة التي تحاصره من کل جانب کما إن مشاعر الرفض والکراهية ضده آخذة في إزدياد مضطرد ويتزامن ذلك أيضا مع تزايد مشاعر النفور والکراهية له من جانب شعوب المنطقة التي صارت تتابع بغضب شديد أدواره المشبوهة والرفوضة في العراق سوريا واليمن ولبنان.
أوضاع النظام الايراني الحالية لايمکن أبدا النظر إليها بأنها أوضاع طنيعية أو يمکن معالجتها وتغييرها لصالح النظام، ذلك إن هناك الکثير من المتغيرات والمستجدات السياسية التي طرأت على الاوضاع في إيران والمنطقة والعالم تجعل ليس من الصعب بل وحتى من المستحيل أن يتمکن النظام من إصلاح أوضاعه وإعادة الامور الى ماکانت عليه قبل بضعة أعوام مثلا، ولذلك فإن سعي النظام من أجل إبرام إتفاقيات مجحفة ومشبوهة باتت تصطدم برفض شعبي کبير، يدل على إن هذا النظام قد دخل فعلا في مرحلة الاحتضار التي تسبق لفظ الانفاس الاخيرة، وإنه لمن اللافت للنظر کثيرا أن يتم عقد التجمع السنوي للمقاومة الايرانية هذه السنة متزامنا مع إجراء محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وعصابته التي کانت تنوي تفجير مکان التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، والانکى من ذلك إن تجمع هذه السنة کان بعنوان”المؤتمر العالمي من أجل إيران حرة لتأييد انتفاضة الشعب الإيراني”، ووصفه المراقبون السياسيون بأنه أکبر مٶتمر من نوعه يقام عبر الانترنت وحظي بمشارکة واسعة جدا من خلال الاتصال بـ 30 ألف موقع في إيران وأشرف الثالث في ألبانيا وفي أكثر من 100 دولة في 5 قارات، کما حظي المٶتمر بتغطية إعلامية واسعة النطاق مما يدل على إن العالم صار يستمع وينصت لهذه التجمعات ويرى فيها الشرعية التي تعبر عن الشعب الايراني خصوصا وإن المٶتمر يدعو العالم من أجل تإييد إنتفاضة الشعب الايراني من أجل الحرية وإسقاط النظام بما يدل على إن الامور ستجري في إيران لسياق وإتجاه غير مسبوق في إيران حيث إن کل الاجواء المناسبة مهيأة من أجل ذلك.
على بلدان المنطقة أن لاتهدر هذه الفرصة المناسبة التي لايمکن تعويضها أبدا والاستفادة منها على مسار نصرة نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير ولاسيما من حيث الاعتراف الرسمي بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية وفتح مقرات ومکاتب له والتعامل معه بصورة رسمية، حيث إن مصير هذا النظام صار واضحا من إنه يسير نحو السقوط ويجب أن لاتبقى هذه البلدان تکتفي بالاحتفاظ بعقارب وثعابين هذا النظام وتنأى بنفسها عن معارضة إيرانية شرعية تعمل کل مامن شأنه يخدم السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.