7 أبريل، 2024 9:31 م
Search
Close this search box.

الفرصة الأخيرة..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما من قضية صراعية في التأريخ السياسي ،تعرضت الى الاستنزاف وعمليات الضغط الاستراتيجي مثل القضية الفلسطينية .
في جميع المراحل استخدم داعموا الكيان الاسرائيلي اسلوب التصادم لاستدراج الفلسطينيين والعرب للتوقيع على اوراق الفوز الاسرائيلية .
ومن خلال عملية احصاء موجزة يظهر ان داعمي اسرائيل واصدقائهم من بعض العرب استخدموا اسلوب ( الفرصة الاخيرة ) كعنوان لطروحاتهم التهادنية منذ اعلان الكيان عن نفسه والى اليوم .
والفكرة هي ترجمة لنظرية سياسية في فن التفاوض الديبلوماسي راجت في ستينيات القرن الماضي وتدعى ( اطفال كاليفورنيا ) تقوم على اساس المصلحة بتفادي التصادم المميت وان تفادي الصدام في اللحظة الاخيرة هو الخيار الوحيد المتاح في لحظة ممارسة الضغوط .
بمعنى اوضح هو : اسلوب التلويح بعصا التوقيت ووضع الخصم تحت الضغط وايهامه بانه لا مخرج ولافرصة ثانية امامه وبالتالي عليه القبول بالمتوفر حاليا .
•فلما حصل التقسيم (1948)، المندوب البريطاني في مجلس الامن تحدث عن الفرصة الاخيرة امام العرب .
•ابان مفاوضات وقف اطلاق النار عقب حرب عام 1956 تحدث الجانب الفرنسي عن الفرصة الاخيرة .
•بعد حرب 67 تحدث الاميركيون والاسرائيليون عن الفرصة الاخيرة.
•عقب حرب 73 تحدث الجميع عن الفرصة الاخيرة .
• السادات ظل يتحدث عن الفرصة الاخيرة التي ادت به الى التطبيع .
•جورج بوش الاب ووزير خارجيته جورج شولتز تحدثا كذلك عن الفرصة الاخيرة حينما طرحا مشروع ( غزة – اريحا – أولا ).
•الملك فهد بن عبد العزيز قال عن مبادرة ( السلام العربية ) انها الفرصة الاخيرة .
•الرئيس الاميركي بيل كلنتون وفي كلمته في مؤتمر مدريد وصف المؤتمر على انه الفرصة الاخيرة .
•ايهود باراك المتخصص في الاعلام والحرب النفسية لم يتوقف عن الحديث حول ( الفرصة الاخيرة ) سواء في مفاوضات أوسلو مع عرفات ام خلال مفاوضاته مع وليد المعلم في واي ريڤر والتي فشلت بعد ان اصطدمت بامواج بحيرة طبريا .
• الملك الاردني عبدالله الثاني ألف كتابا تحت عنوان الفرصة الاخيرة ،معتبرا فكرته لانهاء الصراع بانها الفرصة الاخيرة وإذا لم يأخذ بها اطراف الصراع المباشرين فإن الطوفان والخراب آت . !
كل هؤلاء لم يكونوا صادقين بقدر ماكانوا مراوغين او اداة لممارسة الضغط على الفلسطيني، هذا الكائن الذين يلعب لعبة الصبر الاستراتيجي وقد نجح فيها .
الصبر الاستراتيجي غير مكلف في الصراع مع الكيان الاسرائيلي ، فكل ما هو مطلوب منك وانت على ارضك ان تتحمل الضربات بشرط ألا تتزحزح من مكانك .
ومع الاعتقاد بالصبر الاستراتيجي يتلاشى عند الانسان الفلسطيني معنى ( الفرصة الاخيرة ) لانه هو الاكثر فهما للاسرائيلي ،وهذا الفهم قائم على اساس ان الكيان الاسرائيلي هو ( كائن بيولوجي ) مشوه لانه انتج في مختبرات غير رصينه .فهو صنع على فرضية وهم ( العرق اليهودي ) .
وهمية ، لانه وببساطه لايوجد DNA تحت هذا التصنيف ، فاليهود هم بشر يعتقدون بعقيدة ( محرفة )ويتحدرون من أعراق : العربي .والفارسي .الاصفر . الافريقي ،هندوك . المستيزو ، السلاڤ (الساكسوني ، الجرماني .الفايكينغ ) ….
إذن الفلسطيني يفهم بان هذا الكائن شأنه شأنه ڤايروس كورونا وحمى الوادي المتصدع ..يمر بمراحل متعددة ويتحول الى نسخ ، تضعف مع كل مرحلة انتقالية .
أما عامل الزمن،فهو مجرد ارقام ،والاجيال مجرد اطوار ،فنحن نعتقد بمحمد نبيا ونعيش في فكره على مدار اليوم منذ اكثر من 1444 عاما.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب