21 ديسمبر، 2024 5:57 م

برغبةٍ منّا وليس بضغوطٍ من أحد وضعنا أنفسنا في عنق الزجاجة وأصبحنا غير قادرين على الخروج منها ، إلا بمعجزةٍ وزمن المعجزات غادرنا إلى غير رجعةٍ. هذا هو حال الملف العراقي لاستضافة بطولة الخليج العربي التي قيل أنّها ستكون من نصيب البصرة والأخيرة وبعد عمليات الكشف المتعددة ، اتضح أنّها غير جاهزةٍ بالمرة ، ليتم منحها مهلةً لا تتجاوز الشهرين سوى بأيام ولا ندري ماذا سنفعل بهذه الأيام المعدودات ونحن من أضعنا سنوات تلتها سنوات وما طلبوه منّا لم ننجزه ، ليس بسبب عدم القدرة أو شحّ المال وإنما كل الأسباب تكمن في منظومة الفساد التي تستوطن في المؤسسات التي قيل أنّها ستكون ساندة أو مكمّلةً للعمل ، ليكون جاهزاً ولائقاً ولأنّها تتحمّل ما ذكرنا ، فإنّها الآن أمام مسؤولية كبيرةً توجب عليها التكفير عن ذنبها وذلك من خلال إنشاء ورشة عمل ، تضع شعاراً لها العمل المتواصل ليل نهار ، حتى تكمل ما عليها وبذات الوقت ، تتحمّل وزارة الشباب والرياضة المسؤولية الكاملة للتعامل مع الشركة التي تأخّرت كثيراً في انجاز ما أوكل إليها ولم تفلح لغاية اليوم بإكماله كما يجب وليس حتى كما نتمنّى. هناك شق آخر لا يجب أن يغفله أحد وهو التحرك عبر القنوات الدبلوماسية باتجاه الدول المعنية وذلك لممارسة الضغوط من أجل رفع الحظر عن الكرة العراقية التي لن يكتب لها أن ترتاح أو تنظّم بطولة ، ما لم يكون رفع الحظر قائماً ، ليس على المباريات الودية فقط وإنما الرسمية أيضاً. هل يعي الراغبون ببطولة الخليج أن تكون في البصرة بهذه الأمور ؟ أم أنّهم ينتظرون أن تمضي الأيام وتنتهي المهلة التي تم منحها إيانا وساعتها سيجدون الأعذار التي تخرجهم من مأزق ، هم من وضعوا أنفسهم فيه ؟. الشارع الرياضي والكروي وحتى الشعبي ، لن يقبل بأي تبريرات ومن أي طرف كان ، بل أنّه وفي حال ذهب من العراق حق تنظيم بطولة خليجي (22) ، فإنّه سينتفض ويعلو صوته ، حتى يصل إلى أبعد مكان وهو يطالب بمحاسبة المقصّرين الذين لا نتمنى أن نراهم وندعو الله أن نرى ورش العمل وقد اصطفت متجحفلةً في محافظة البصرة لتقول لمن يترقب أن لا ننجز ما وعدنا ، أن العراقيين قادرون على تحقيق الإعجاز والمستحيل. استثمروا فرصتكم الأخيرة ولن تندموا وإلا سيبقى الندم يحاصركم على فشلكم ، كون من يفشل بتنظيم بطولة صغيرة مثل الخليج ، كيف له أن ينجح في البطولات الأكبر. نحن لن نتهم أحداً اليوم أو غداً ولكننا لن نسكت مستقبلاً ، لأن سمعة العراق أكبر من الجميع والله ولي التوفيق …