22 ديسمبر، 2024 2:30 م

الفرس والصهاينة وجهان لعملة واحدة ضد العرب و خلافهم حول القوة والنفوذ فقط

الفرس والصهاينة وجهان لعملة واحدة ضد العرب و خلافهم حول القوة والنفوذ فقط

انزل الله الأديان لتكون رحمة للناس وليست نقمة ولم يكره عليها أحدا وجعل آخرها ومتممها بنهج واضح دين الإسلام. ومما لا شك فيه فأن الإسلام نزل وسيبقى عربيا بنبيه العربي وجعل لغة القرآن فيه هي اللغة العربية وبه أصبحت امة العرب (الامة العربية) خير الأمم كما جاء ذلك في وصف الله لهم وجعل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دليلا على ذلك. وبما أن العرب قد أصبحوا هم حاملي الرسالة الإلهية فنشروا رسالة التوحيد في اصقاع الأرض وأسقطوا امبراطوريات الظلم والشر والكفر وبالخصوص الإمبراطورية الفارسية المجوسية وامبراطورية الروم الفاسدة فقد تولدت ضد العرب احقاد استمرت وسوف تستمر وبالذات من قبل تلك الامبراطوريتين الحاقدتين. وبعد ان توسع نفوذ العرب المسلمين وامتد من الصين شرقا حتى اوروبا غربا ثم أصبحت بغداد عاصمة تلك الدولة العظيمة تكالبت عليها مكائد أولئك الأعداء الحاقدين الذين ما زالوا يحلمون بإمبراطورياتهم التي سقطت على يد العرب. وعلى الرغم من ان العرب المسلمين عندما فتحوا البلدان جاؤوا ليس فقط بالدين الحنيف ولكن بالعلم والعلماء وادخلوا ما تعلموه من وسائل الري والزراعة والنظافة والادب والثقافة والحضارة الى تلك البدان مثل اسبانيا ودول الشرق ولاتزال شواهد ذلك ماثلة حتى يومنا هذا في الاندلس وغيرها على الرغم من ذلك بقي حقد الحاقدين يتأجج يوما بعد يوم كما ظهر ذلك في العصور اللاحقة وامتد الى عصرنا الحاضر. استخدم هؤلاء الأعداء وسائل عديدة للإطاحة بالعرب المسلمين وكان من أهمها الدسائس والحروب ولكن الأهم من ذلك هو ان لهذه الامبراطوريات جمعها هدف واحد مشترك هو العداء للعرب. وهذا الهدف كان ولايزال يمثل عاملا مشتركا بين الإمبراطورية الفارسية وبين الإمبراطورية الرومانية. فقد تعرضت الامة العربية بعد اضعاف الدولة الإسلامية العباسية وانهاء الدولة الإسلامية العربية في الاندلس الى مؤامرات غربية وشرقية لاحصر لها من الحروب والتقسيم والتجزئة لإبقائها دائما خلف الركب في التقدم والعلم والقوة بالرغم من ثرواتها الكبيرة لاسيما ثروة العقول كما حصل في العراق مثلا. وما اتفاقية الشر الموسومة بسايكس بيكو والحروب الصليبية وتشويه صورة الإسلام بخلق الجماعات الإرهابية ودسها في الإسلام ووعد بلفور وانشاء الكيان الصهيوني ونهب الثروة النفطية وغير ذلك الا امثلة على ذلك العداء المستفحل ضد العرب.

وفي واقعنا الحالي نرى ان ايران تحقق المصالح الصهيونية بشكل عملي لتحقيق الهدف المشترك الذي ذكرناه أعلاه. في البداية عندما كانت الدولة الإسلامية العربية في اوج قوتها وعاصمتها بغداد وعندما لم يجد اعدائها بدا من مواجهتها عمدوا الى الاندساس في هذا الدين الجديد من اجل تهديمه من الداخل وتفريق اهله. الواقع الحالي واضح لكل انسان دون الحاجة الى تحليل فالدول العربية تتعرض الى استهداف من قبل الصهيونية العالمية المتمثلة بإسرائيل والغرب ومن قبل الفرس (دولة ايران). ان ما فعله ويفعله النظام الإيراني بالامة العربية منذ مجيء خميني للسلطة لم تكن لتحلم به إسرائيل. وان استهداف الدول العربية هو هدف مشترك للفرس والصهاينة ولكن الخلاف بينهما هو خلاف على القوة فقط. فإسرائيل تريد ان تكون هي صاحبة قوة الردع فقط بينما تحاول ايران ان تصل الى ذلك الهدف اما ما يخص العرب فهما وجهان لعملة واحدة بشهادة الواقع الحالي وما سبقه. اذ ان النظام الخميني اول ما بدأ حكمه في طهران استهدف العرب وقام بالحرب ضد العراق التي هللت لها إسرائيل والغرب ووقفوا مع خميني وزودوه بالأسلحة والذخيرة والمعلومات وتناوبوا على قصف مفاعل تموز النووي العراقي. ثم اعترفت ايران ان لولاها ما استطاعت أمريكا من احتلال العراق واسقاطه كدولة وما تلا ذلك من إرهاب ثم احتلال فارسي مكشوف. اما استهداف الفرس للشعب العربي في الاحواز فلا يحتاج الى دليل. لا شك ان هناك صراع فارسي صهيوني على القوة ولكن الهدف ضد العرب هو نفسه بينما تتمثل خطورة النظام الفارسي هو انه يدخل من خانة الإسلام واهل البيت الذي اساؤوا اليه وهذا ما لا يمكن ان تدخل فيه إسرائيل بشكل مباشر. ونحن نري بوضوح ان ايران عندما تتغلل في بلد عربي تدمره وتفرق اهله وتجعلهم يتقاتلون فيما بينهم كما فعلوا في العراق وسوريا واليمن ولبنان ودول عربية أخرى مستهدفة كذلك ولا ننسى انهم يحتلون الجزر الإماراتية في الخليج العربي الذي هم والغرب والصهاينة يسمونه الخليج (الفارسي). اما بالنسبة للعراق فهو يعيش حالة من الذل والقهر والتسيد الفارسي البغيض. وهو يعيش حالة من الخضوع التام السياسي والزراعي والصناعي وكافة مفاصل الدولة. ان جميع مشاكل وازمات العراق بما في ذلك الكهرباء والماء وتدهور الخدمات والزراعة وغيرها هو بسبب الاحتلالين الصهيوني الأمريكي و الفارسي. كنا نتعاطف مع الفرس من قبل ولكن اليوم نرى انهم وتشيعهم في خانة ونحن العرب في خانة مغايرة وهناك وعي كبير ضد النهج الفارسي الطائفي الذي يريد ان يقضي على القومية العربية بل ويكن لها الكره الدفين. وان اهل البيت ومحمد (عليهم السلام) براء مما يعمل الفرس وما عملوا تحت غطاء اهل البيت وبواسطة جلباب الدين كما فعل خميني عند مجيئه للسلطة. و السؤال هو ماذا نتوقع كمسلمين من رجل دين صادق في تطبيق دينه تجاه جيرانه من المسلمين والعرب؟ اليس المتوقع من ذلك الرجل ان يبدي حسن النية والتوجه الاخوي في الدين واتباع مبادئ الإسلام بحق غيره من المسلمين والإحسان اليهم؟ هل فعل ذلك خميني ام انه سعى الى زعزعة الامن في البلدان المجاورة وبالذات في العراق واصر على استمرار الحرب التي قتل فيها اكثر منمليون عراقي وايراني ودمر الاقتصاد في كلا البلدين بينما كان الاجدر به ان يفتي بحرمة إراقة الدم بين بلدين مسلمين متجاورين. انه اسدى بذلك خدمة لا تنسى للصهيونية وإسرائيل. وما تلا ذلك من تدخل فارسي ينتهك السيادة العراقية ويدمر كل شيء في هذا البلد حتى العرى الاجتماعية والوطنية ناهيك عن الاقتصاد والزراعة والتجارة وكل شيء ما ذلك الا استهتار فارسي لا يمت للدين بصلة ويمقته كافة اهل البيت الذين صاروا غطاءً لمخططات الفرس العنصرية. فلو كان الامام علي موجودا معنا فهل سيقبل ان يقتل الشباب العراقي المطالب بحقوق مدنية ووطنية وهل سيقبل بانتهاك سيادة هذا البلد وهل سيسكت عندما يرى ما يفعله الفرس بهذا البلد؟! انه حتما سيتبرأ من هؤلاء ومما ادخلوه من مخالفات باسم الدين وباسم اهل البيت.