كل عسكري (مطفّي) ماخذ معدل خمسين ونص ورايح للكلية العسكرية بسبب فشله ، مثل ما قال وزير دفاعنا الأدميرال خالد العبيدي ، يعرف عن يقين ان صفحات القتال ، وما نعرف ان كان لها اسما آخر ، هي بالتسلسل .. التحشّد ثم الهجوم ثم الدفاع ثم الأنسحاب .. ولكل صفحة منها استحضاراتها وفنونها وقوانينها التي يجري العمل بها بدقة لكي يتم انجاز تلك الصفحة وفق أقل التضحيات وضمن الوقت المرسوم .
وتقسم الصفحة الأخيرة التي هي (الأنسحاب) الى انسحاب تكتيكي من أجل جر العدو الى مناطق قتل مثلا .. أو انسحاب استراتيجي للحفاظ على القطعات العسكرية من الخسائر المتوقعة .. ويرى كل المراقبين أن القيادة العسكرية الحالية وعلى رأسها وزير دفاعنا الذكي قد بزّ كل صفحات القتال ومسخها ومسحها من قاموس العسكرية العراقية ، لكي يبقي على صفحة الأنسحاب فقط ويجعلها الصفة اللصيقة بالقوات المسلحة والأمنية العراقية ، والتي جعلت من جيشنا اضحوكة امام جيوش المنطقة والعالم .. اسوة بقدوته طيب الذكر قائد قوات طويريج الفيلد مارشال ابو سريوه .
يا أخي حتى في ايام النظام السابق قد تم استبدال كلمة الأنسحاب بكلمة (القتال التراجعي) لأستشعار القيادة العسكرية في حينه الحرج من هذه الكلمة التي توحي بالهزيمة والذل والعار .. الشكر يتبعه الشكر لحضرة وزير دفاعنا على اصراره على تطبيق مبدأ الأنسحاب حصرا من قبل كافة القطعات خلال معاركها مع داعش ، لكي يضع في عقيدتها ويزرع في ضمائرها ان ارضنا في العراق ومدننا المحتلة لا تساوي (تفله) لدى قيادتها العسكرية ، والأحرى بهذه القطعات أن تنسحب وتسلم على أرواحها .. استعنا بالصبر وتوكلنا على الله في بلائنا وفي مصيبتنا التي وضعت مقدرات هذا الجيش المقدام بيد شخص مثل وزير دفاعنا الصنديد .. وربما مصيبة قواتنا الأمنية لا تقل سوءا عن مصيبة الجيش ، خصوصا اذا عرفنا أيضا أن السيد الغبان وزير الداخلية لا يقل (ادميراليّه) عن خالد العبيدي .. وصدك لو كال المثل .. من قلّة الخيل الماطور كتّال صاحبه .