23 ديسمبر، 2024 9:58 ص

الفرار قبل القرار .. مصارعة حرة بين الشيخ عكروك والشيخ المسحوك

الفرار قبل القرار .. مصارعة حرة بين الشيخ عكروك والشيخ المسحوك

أمتطى شيخنا العكروك حمارا ناطقا تم أختياره بعناية فائقة من بين آلاف الحمير الدايحة في ساحة الميدان خصوصا بعد الساعة 22 مساءا ، فكان لزاما عليه أن يتحلى بأعلى درجات اللواكة ليرفع من شأن ( عكاله ) ويجلو عن سمعته الأشاعة التي تقول ( كل سته بفلس ) ، فقرر أن يشارك في مسيرة ( مليارية ) تنطلق من ساحة الحجي كارنــر المختصة بشراء الضمائروالخلفيات الثقافية التي يسيل لها لعاب المراهقين الشاذين والساقطين من كلا الجنسين . وفور سماعي الخبر السار هرعت الى المكان المنشود ، على الفور ،رحت أبحث عن الشيخ العكروك بين عشرات المتواجدين ، وبعد جهد جهيد جاءني الخبر السعيد وحظيت بالشيخ (الجديد) .. وضعت يدي على كتفه الأيمن فجذبته نحوي بشدة ، أصيب الرجل بدهشة وبدت معالم الحيرة تعلو وجهه ( الوسخ ) فاجأني بقوله : أخيرا أصبحت واحدا منا ؟ قلت : ومن انتم ؟ قال : نحن أحباب وأنصار دولة رئيس الوزراء ! … أي واحد منهم السابق أم اللاحق ؟ قال وهل هناك لاحق ؟ المالكي هو السابق وهو اللاحق ولا نرضى بغيره لأن الدستور ( يكول هالشكل ) .. ضحكت من أعماقي وقلت يا (فلان) ماذا يقول الدستور ؟ قال : يقول ” إن المالكي هو الأفضل ” !!! … وهنا سمعت هتافا جاء من أحد الموجودين قال فيه : نعم نعم للمالكي .. وهنا عدت بذاكرتي الى الوراء ففتحت أمامي شاشة عملاقة رأيت فيها (الرفاق) وهم يقتادونا الى نفس المكان وقاموا بتلقيننا ( نعم نعم للقائد صدام حسين … بوش بوش أسمع زين كلنا نحب صدام حسين ) ، رغم أني لاأحب الراحل صدام حسين لكني أترحم على أيامه وأتمنى أن تبعث من جديد رحمة بنا نحن الفقراء .. على أية حال لنعد الى الشيخ (إياه) قلت له : ( أكول شوكت صرت شيخ ؟ ) لم يرد بكلمة واحدة وطلب مني العودة للبيت ! كيف تعود والمظاهرة (الطوعية ) لم تبدأ بعد ؟! فقال : تذكرت موعدا مهما يجب أن أغادر ! دقيقة دعنا نتفاهم قليلا .. لاشكرا لازم أروح …… هذا ما حدث مع الشيخ عكروك بأختصار شديد ، لذلك توجهت مسرعا مشيا على الأقدام من ساحة الفردوس الى
 بناية المسرح الوطني ، وهناك كان صديقي عبد الله بانتظاري ، قفلنا راجعين ،فقال عبد الله : بشر لكيته ؟ أصبر شوى خلي آخذ نفس واشرب شويه مي !! . نعم وجدته ! هو هو ؟ نعم هو ، قال عبد الله : لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (فلان) صار شيخا أستغفر الله (وطاح حظ الشيوخ ) شيوخ الألفينات ، ياأخي قلت لك دعني آتي معك ؟ يابه دطير تريد تفضحنا ؟ انت ابو لسان جنك حنان الفتلاوي !!!.. والآن دعوني أسرد لكم حكاية هذا الدجال في شباط من عام 1979 كنت عسكريا في أحدى وحدات معسكر الرشيد ، وكنت أعمل في ( مكتب الأدارة والميرة) لتلك الوحدة .. جاء الأنضباط الداخلي وقال : عريفي أجانا واحد نقل ، طيب دعه يدخل ، دخل الرجل وهو ذو قامة فارعة حلو المحيا باسم الوجه مرحا فبدأ بالسلام .. وعليكم السلام ، من أين جئت ؟ قال من الوحدة ( ….. ) أهلا وسهلا تفضل أجلس ، أعطيني كتاب النقل ، مد يده في كيس كان يحمله فأعطاني ظرفا كبيرا جدا ! لم أجد عبارة تمنعني من فتح المظروف ، فتحت الظرف فهالني ما رأيت ، هو جندي أول مخابر سلكي متطوع ، تطوع في عام 1969 ! وما زال بنفس الرتبة ، طلبت له قدحا من الشاي وطلبت من الأنضباط أيصاله لقاعة المراتب ويبقى هناك لأن الآمر سيطلبه بالتأكيد ، أخذت البريد الى المساعد ( الرائد شاكر ) ومنه الى السيد الآمر ( العقيد محيي ) ، شكو ماكو بالبريد ؟ ما كو شي سيدي مهم بس أجانه مطوع نقل ، فرح الآمر به فرحا كثيرا وقال : أنشره فورا وأجلبه كي أراه ، قلت : سيدي لاتستعجل : شوف ( الكنيه ) سودة مصخمة ، طيب أترك النشر لأرى .. بعد حوالي الساعتين رن هاتف المكتب بيني وبين الأمر فقال : عريف فلاح ! نعم سيدي ، تعال يمي ، طيب سيدي ، ولما دخلت المكتب صاح الأمر بوجهي : لك شنو هالزبالة ؟ أكتب للمديرية وأطلب أعادته لعدم الأستفاده منه ، طيب سيدي لكنه ( بديل) لفلان ، والله ما أنقل فلان لو حولوني من عقيد الى جندي .. نفذ الأمر ، أمرك سيدي .. رجعت الى مكتب الوحدة .. فتحت كنية أخونا ورحت أقرأ : (( ق2 عوقب لشربه الخمر .. ق2 مقتبس حكم شهران حبس ق2 عوقب لقيامه باللواط !! ق2 عوقب لمشاجرته ….. الخ )) لم أستطع أحصاء خدمته لكني أحصيت مجمو العقوبات وكلها مخجلة والعياذ بالله …
ليت أن الأمر بقى على هذا الحال ، ذات يوم ذهبت صحبة المرحومة زوجتي لزيارة سيدنا علي عليه السلام .. لأن المره عدها (نذر) وحين دخلت الى الضريح المقدس أصابتني الهستريا الأنفعالية ، أتدرون لماذا ؟ رأيت الأخ يرتدي طربوشا لف بخرقة خضراء يجلس قرب شباك الضريح وهو يقول : ” أنا أبوالعروة اللي عدها نذر عدها مشكلة !! ، مددت (نفس اليد في ساحة الفردوس ) ومسكته من تلابيبه وانهلت عليه بالضرب المبرح دون وعي مني : إبن الكلب شجابك بها المكان الطاهر يا نجس يا أبن النجس ،، في هذه الأثناء تجمع الحبربشية وخلصوه مني لكني جعلت في وجهه شوارع من الدماء حمية مني لصاحب المكان المقدس ، إتركوني عليه لازم أخلص عليه !! ، وهنا جاء رجل معمم بعمامة بيضاء .. سحبني من يدي على انفراد وقال : يابه عوف هذا الفقير ، شيخنا هذا قصته كذا وكذا وهو عسكري مطوع في نفس وحدتي .. قال سنتأكد من كلامك ، أنا مستعد أن أثبت لك صحة كلامي الآن ، هيا نادوه ليأتي ، يابه أنت خليت بي شي عامر !! ودوه للمستشفى ، بعد ربع ساعة تقريبا جاءت الشرطة .. قيدوني ثم رموني بالسجن ! كل هذا اذي حصل لم أعلم أخبار زوجتي المسكينة ماهي سيما انها لاتعرف مكاني وماذا حصل معي لكن الطيبين جلبوها لمركز الشرطة وانتظرت الفرج خارج أسوار المركز ، بعد فترة ليست طويلة جاءني ضابط شرطة برتبة رائد ، نظر بوجهي كتيرا ثم أنفجر ضاحكا بشكل عجيب ، فقال : انت شقاوة ، لا والله أخي ما أنا بشقاوة ، إذن ماذا تسمي ( سبع خياطات ) بوجه صاحب العروة ؟ يابه ياعروة يا بطيخ هذا كلب نجس ، وهنا ضحك ( حضرة المعاون ) بأعلى صوته ، هالمرة سماح الخاطر زوجتك من هنا أنطلق ولا تلتفت .. أخذ مرتك وروح بسرعة ..هذه بأختصار حكاية الشيخ عكروك ، وهو نموذج سئ من عدة سيئين يطبلون ويزمرون لكل فاسد لقاء
دراهم معدودة ، وهم على أستعداد لبيع أثداء امهاتهم بدراهم أقل ، يبقى الحكم للسادة القراء ولهم أن يصدقوا أو لا ، لايهمني أبدا ، المهم عندي أني أخرجت سرا دفنته في صدري منذ عام 1979 ، لكن الوقت حان لأعلانه .. وهناك المزيد ربما ستخرج من نفس الصدر لتكشف خبايا بعض الذين يتقلدون مناصبا رفيعة سواء في العهد السابق أم في العهد (الخايس) الحالي .. أسرار سأبيعها لصديقي (أياد الزاملي ) مجانا وله حرية النشر من عدمه.