ربما لايدري إبن فنجان – دام ظله الشريف – انه دخل التاريخ من فتحة ليست بالهينة على الإطلاق ، فكان نموذجا صارخا لسلفه صول آغا الخبير بكل شئ ، وقد يبدو إن إبن فنجان هذا ، وهو يتكلم عن الفيلة حين تطير بجناحين من الورق ، مصابا بلوثة في الدماغ الواقع بين محجرين من الخشب ، لكن الحقيقة تؤكد خلاف ذلك . لأن جنابه – الكسيف – إنطلق وبموجب آخر الدراسات المعتمدة ، فقد تفوق على عبعوب وصخرته ، قاسم وكيزره ، جلال ونستلته ، سليم وقنفته ، المالكي وإعماره ، حيدوري واصلاحاته ، عباس وتلويصاته ، خالد وحنتورياته ، قناة ( العراقية ) ومصداقياتها وباقي مكونات حكومة المريخ القصوى . ترى على أية مصادر أعتمد هذا الفنجان في إطلاق تصريحاته الدالة على ضحالته وسخافته التي فاقت التصورات ؟ لقد تعبت في تعقب المصادر التاريخية فلم اجد سوى أساطير وخرافات أعتمدها هذا الجهبذ فكانت محط سخرية القاصي والداني فضلا عن اشتعال وسائل التواصل حول الموضوع بطريقة يخجل منها الشرفاء ، فلو كان هذا الفنجان يمتلك ذرة من حياء لاطلق العنان لاستقالته كي ترى النور بدلا من بقائه في هذا المكان . وحتى انصف ( الرجل ) الخبير بالطكع واللكع قمت بتعقب الاخبار الواردة حول المطارات السومرية والتي اشار اليها وزيرنا الفهيمة : فقد جاء في كتاب المستحمر لمؤلفه دعبول فنتازيان مانصه ( حدثنا سرجون قال : حدثني سرتيب عن ابيه تحوتير عن عمه بختنصر عن مردويه قال : حين رحل الملك كيش ابو فشه لحضور مؤتمر الديناصورات أستقل تنينا أنطلق من مطار البحور الكائن في قلعة سكر الى الشمال من مدينة أور ) حديث غريب لم نعرفه إلا عن طريق بختنصر ابن مردويه ، قال الهندستاني وهو يشرح الخبر الوارد : (( رواية لم تثبت عندنا لأن تحوتير متهم بالتدليس )) وقال أبن كلب : (( أن سرجون منكر الحديث ضعفه جماعة البانزينخانه وقالوا : ليس صحيحا لوروده عن طريق ابن فشة )) . وأشار أبو فيشة في كتابه الزلنطح مانصه : ( تواترت الاخبار تترى عن وجود مطارات سرية تحت قبة برلمان السومريين أعدها النواب للهروب ليلا فيما لو تم أعداد اعمدة الصليب للنيل منهم ) رواه سرتيب ابو شامة السومري وقال : ( حديث لانعرف له تخريجا إلا عن طريق ابن فنجان ، وإبن فنجان لايعرف عنه سوى المجاهيل .. اهـ ).
والله إن شر البلية مايضحك ، فهاهو العالم باسره يسخر من حكومة لاتستحي على الاطلاق ، مرة بصخرة عبعوب التي سببت الفيضانات ، وثانية حول ( كيزر ) أدى الى تدهور الشبكة الكهربائية ، وثالثة عن نستلة تسبب الاسهال ، ورابعة عن قنفة اسفنجية كانت مدخلا للأصلاحات الحيدورية ، وخامسة عن فوضى عارمة تسود البلاد ، وسادسة عن افلاس سببته طغمة حزب الدعوة ( المسلم ) وسابعة عن القوارير بقيادة الزاهد جدا عمار قارورة … وهلم جرا . ليس عندي شئ لكم ايها الحثالات أينما كنتم سوى الله يطيح حظكم داير حبل .
ذات يوم جلس احدهم صحبة حبيبته الجميلة في مكان خلاب تحيط به المياه من كل حدب وصوب فضلا عن سجادة خضراء رائعة توشحت بالوان الزهور الرائعة . الأمر الذي استهوى تلك الفتاة المنتشية بالحب فقالت لرفيقها :
– سلمان ؟
– نعم ياعيون سلمان .
– قل شعرا يجعلني سعيدة !
وهنا انتفض سلمان ليعبر عن قريحته الشعرية فقال :
كأننا والماء من حولنا .. قوم جلوس حولهم ماء !!
فردت عليه الفتاة قائلة : الله يطيح حظك ! انت تذكرني بالحمامي الذي إدعى وجود مطارات سرية في اور السومرية .. كبر وبصفه عامر الخزاعي .
