23 ديسمبر، 2024 10:10 ص

الله سبحانه وتعالى خلق البشر وجعلهم أمماً وشعوب وقبائل . ومنهم الامة العربية التي كرّمها سبحانه بأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله واصحابه ومن اتبعه بأحسان الى يوم الدين . وأيظاً حباها الله بصفات أخلاق عالية وميّزها بالجَلَدِ والكرم والشجاعة . بالرغم ممن كان يرافق ذلك من عادات وتقاليد ومفاهيم وممارسات مخطوءة متداولة قبل الاسلام . فأختارها الله لحمل لواء أشرف واعظم الرسالات السماوية التي امر بها الله , بالرغم من كونهم كيان واحد لكنهم متفرقين مجزئين يشتركون بصفات ذكرناها تجمعهم ومتفقين عليها . جاء الاسلام ووحدهم و ألغى القيم الغير حميدة و عزز وطور القيم الحميدة وأهمها الاخلاق كما قال سيدنا محمد ( ص ) جئتُ لأتمم مكارم الاخلاق ـ  و أدبني ربي فأحسن تأديبي ـ و من لا اخلاق له لادين له . لونربط التاريخ بالحاضر والمستقبل . لايمكن الخروج بأي حال من الاحوال عن المفاهيم النبيلة الراقية التي جاء بها الاسلام أضافة للمتداول منها قبل مجيئه . لهاذا بالامكان القول أن من لا يتداول ويعمل بالمفاهيم الاسلامية ويحمل قيم الاسلام ويتخلق بأخلاقه فهو ليس بمسلم . الامثال والشواهد كثيرة على ذلك . هند أكلت كبد الحمزة عم النبي عليه السلام , ماذا بعد ذلك , دخلت الاسلام ولم تتعرض للأذى حتى في الكلام او التعامل بينها وبقية المسلمين , لماذا لأن مبدئهم كان ( الاسلام يجب ما قبله ) سيدنا ابو بكر رضي الله عنه بعد وفاة سيدنا الرسول كيف تعامل مع المرتدين من المسلمين من بعض قبائل العرب عندما طلبوا منه ان يعفيهم من الزكاة مقابل بقائهم في الاسلام , رفض ذالك قطعاً , رافظاً سلوكهم المغاير للسلوك الاسلامي والعهود التي ارتبطوا بها مع الرسول محمد صل الله عليه وسلّم . ( وكأن الرسول حاضراً وعلى قيد الحياة وهو أي ابو بكر وبقية الصحابة والمسلمين يأتمرون بأمره لا بشخوصهم وبمفاهيمهم ) وهذا المفهوم الصحيح والسليم متداول عند كل مسلم من اول خليفة بعد الرسول وسيظل متداول حتى قيام الساعة . ومن يخرج عنه فقد خرج عن الملة ملة الاسلام . وهذه صفة اخلاقية من صفاة المسلم . وأيظاً ما تعامل به سيدنا عمر بن الخطاب وعدله والشواهد كثيرة على ذلك ( هل من باب الاخلاق الاسلامية واتّباع سيدنا الرسول ان نبني مشهداً لأبي لؤلؤة فيروز ونلقبهُ بــ بابا علاء الدين ـ ونكتبُ على مشهده ـ عبارة سلمت يداك وندعوا الناس لزيارته والتبرك به ـ كيف ذلك وهو مجوسي عابد للنار وغير مسلم . ولو كان مسلم لما قتل الخليفة . وسيدنا عثمان ابن عفان رضي الله عنه , أغنى أغنياء العرب بذل كل ماله في سبيل الاسلام والمسلمين . كان رسول الله جالسا على حوض فيه ماء واضعاً رجليه فيه وساحباً إزاره فوق ركبتيه وكان جالساً بقربه أحد الصحابة فاعلاً مثله دخل ابو بكر امره الرسول ان يفعل مثلهم ودخل علي ووضع رجليه في حوض الماء مثلهم وبعد ذلك أتى عمر بن الخطاب فأمره الرسول بالفعل مثلهم , ومن ثم دخل عثمان بن عفان وسلّم على الجميع فرد الجميع السلام أثناء ذلك سحب سيدنا الرسول ( ص ) إزاره وغطى ركبتيه , سألهُ الصحابي الذي كان جالساً معه قائلاً يارسول الله دخل علينا ابوبكر ولم تغطي ركبتيك وكذلك علي وعمر فلماذا فعلتَ ذلك عند قدوم عثمان , رد سيدنا الرسول قائلاً وكيف لا استحي من شخص تستحي الملائكة منهُ . ومن اخلاق سيدنا علي كرم الله وجهه أثناء حربه مع الخوارج أمر اتباعه بعدم قطع طريق الماء عليهم وافساح المجال لهم لورودهم الماء وهم في حالة حرب ولم يكفرهم وصلى على قتلاهم ولما سألهُ اتباعهِ كيف تصلي عليهم وهم يقاتلونك رد عليهم الامام هؤلاء مسلمين اجتهدوا فأخطئوا . أين نحن اليوم من سياسين ومرجعيات دينية ومسلمين هل نقتدي بالسلف الصالح حقاً ونلتزم بما امرونا بهِ . وهذا سيدنا الحسن بن علي بن ابي طالب . لماذا تنازل عن الخلافة . . . سألوه عن ذلك فقال ( حقناً لدماء المسلمين ) وهذا ما جاء في خطبته بمسجد الكوفة قبل ان يخطب معاوية وسميَ ذلك العام بعام الجماعة يالعظمة الحسن طيب الله ثراه ورضي عنه وارضاه . وكيف هي اليوم أحوال وأفعال سياسيّنا هم يناقضون افعال واخلاق الحسن الذي يدعون اتباعه واتباع ابو وجده شعارهم ( هدراً لدماء المسلمين ) نعم هدراً لا حقناً . المالكي ومن معه في السلطة وايران الاسلامية بأمتياز . . ! يوالون الاميركان والصهاينة ولا يوالون السلف الصالح . بعض الجهلة المتحجرة عقولهم , سيتهمونني بالطائفية هذا لايهم لأني اوجه خطاباتي لأصحاب العقول المتعلمين وليس الجهلة المتخلفين الذين لا يفقهون شيئاً لا من التاريخ ولا من الحاضر الذي يعيشونه ولا يدركون كنههُ ومعناه . نورد ذكر نموذج آخر ( الأمام ابو حنيفة النعمان ) كان له دكان في احد اسواق بغداد , أحترق الجزء الاكبر من السوق لم يبقى فيه الا دكاكين معدودة , اتى رجل الى ابوحنيفة مخبراً اياه ان دكاكين السوق كلها احترقت ولم ينجو من الحريق الا دكانه وعدد قليل لا يتجاوز عددها عدداصابع اليد فرد عليه ابو حنيفة النعمان قائلاً ( الحمد لله ) بعد ذلك ندم ابو حنيفة اشد الندم لأنه قال الحمد لله واخذ العمر كله يستغفر الله عن ذلك ولما سُئِلَ لماذا وكيف يستغفر الله على حمده له أجاب كيف افرح بدكاني ولا احزن لحرق مال ودكاكين الآخرين . وأيظاً كان له موقف اخلاقي مشرّف من ثورة زيد بن الحسين بن علي بن ابي طالب سلام الله عليهم ساندة بالقول والمال بالرغم من تعرضه للسجن والأذى . حالات أخلاقية كبيرة يقتدى بها . ونعود بالمثل الى سيدنا علي بن ابي طالب كرّم الله وجهه حيث امر ابنائه بأكرام قاتلهِ وعدم منع الاكل والشرب عنه ولا سبه أو ضربه . قارن حال من يحكموننا ويقودونا اليوم وكيف هم وعلى اي دين او ملة يتبعون ويفتون . أعتبروا أيها الظالمون ووضحوا لنا بشريعة اي دين تحكمون . أنكم بشريعة الصهيونية تحكمون هاكم مايحدث في كل فلسطين وغزة على وجه الخصوص ما الفرق بين زعماء اسرائيل اليهود وكيف يتعاملون مع العرب المسلمين في غزة من قتل وتدمير لا يفرقون بين طفل وعاجز وشيخ مريض وحكام العراق وسوريا على نفس المنوال بل احياناً اكثر قساوة ووحشية . كفاكم يا حكام العراق يا من اعلنتم تبعيتكم المطلقة لنظام الملالي الصفوي , أذ لم تعودوا عرب أو مسلمين فتذكروا انكم بشر تناظرون الآخرين بالخلق . يزيد بن معاوية وفعلته بالغة السوء والبليغة في معناها الاسود أرحم منكم لقد صلب قاتل اولاد مسلم عليم وابيهم السلام مستهجناً فعلته . كم قتلتم بطائراتكم ومدافعكم ودباباتكم من اطفال وناس مسالمين . وكم قتلتم من مساجين اسرى مغلوبٌ على أمرهم , أتقوا الله فلله أمر كبير في هذا جل شأنه ويلكم من غضب الله أنكم تتجرأون عليه حاشاه وتكفرون بكل ما أنزله وأمر الناس به ( كلامي ودعوتي هذه تشمل كل من يسعى الى أذية الآخرين من كل الاطياف والاثنيات والاديان والمذاهب ) أقول وأعرف مثل ما يعرف غيري أنكم لا تستجيبون لنصيحة لكن يومكم قريب وأمركم مريب وأمر الله نافذ ورهيب . ختاماً اشكر القارئ الكريم وعسى الله ان يوفقنا بالخير للجميع .