صاغ توماس مالتوس نظريته الشهيرة عام 1798 حول التكاثر السكاني : نظرا لوجود كمية ثابتة من الموارد في الأرض، فإن النمو السكاني سيؤدي في النهاية إلى تقليل نصيب كل فرد من الموارد المتاحة، مما يؤدي في النهاية إلى المرض والجوع والحرب.
وبين مالتوس أن البشر يتكاثرون كل 25 سنة وفقا لمتتالية هندسية (1، 2، 4، 8، 16، 32… إلخ)،وفي المقابل ينمو إنتاج الموارد الغذائية وفقا لمتتالية حسابية (1، 2، 3، 4، 5، 6… إلخ) وبهذا سيكون خلل في التوازن للنمو السكاني والاقتصادي.
اكدت تقارير زيادة نمو سكان العالم في السنوات الأخيرة حيث كان هناك زيادة قدرها 81.5 مليون شخص كل عام، في الفترة بين 1997 و2007، في حين أن الأعداد قد تسارعت بين عامي 2007 و2017 لتصل إلى 87.2 مليون شخص في السنة ونسبة 86% منهم للأسف هم من دول العالم الثالث نتيجة الهوس الجنسي.
يولد معظم هؤلاء السكان في البلدان الفقيرة، إذ يعيش 14 في المائة فقط من سكان العالم في بلدان ذات دخل مرتفع، مثل أوروبا الغربية، وأميركا الشمالية، بينما تأتي النيجر، ومالي، وتشاد، وجنوب السودان، والهند، وباكستان، ضمن البلدان الـ 104 التي لديها معدلات مواليد مرتفعة جداً.
وفي الوقت نفسه يقل متوسط معدل المواليد في البلدان الغنية والأكثر نمواً كالولايات المتحدة، وأوروبا واليابان وسنغافورة والنرويج وكوريا الجنوبية، إلى أقل من طفلين لكل امرأة.
يبدو ان انخفاض معدلات خصوبة النساء في الدول الـ91 يرجع إلى أن العديد من النساء يخترن تأخير الإنجاب، أو التخلي تمامًا عن الإنجاب؛ سعيًا وراء توفير مزيد من فرص التعليم والعمل.
والذي يهمني في هذا الموضوع هو العراق، بلغ عدد سكان العراق 12 مليون نسمة وفق إحصائية عام 1979 ثم ارتفع إلى 16 مليون نسمة في عام 1987 ثم إلى 22 مليون نسمة في إحصائية عام 1997.
وفي اخر احصاء له كان 2018 تجاوز عتبة 38 مليون نسمة وان زيادة عدد السكان سنوياً بما يتراوح بين 850 ألفاً إلى مليون نسمة.
هذه الزيادات السكانية تعتبر من المعدلات المرتفعة نسبياً في العالم، فوفق جدول التوقعات السكانية لعام 2019 الصادر عن الأمم المتحدة يبلغ معدل النمو السكاني السنوي في العراق 2.28% يقابله انخفاض حاد في المعدل السنوي لنمو الناتج المحلي الإجمالي البالغ (0.6 %) وفق تقرير البنك الدولي لعام 2018.
بدأت مصر تمضي في قرار خفض معدل النمو السكاني بعد ان حظيت بمديح صندوق النقد الدولي في رسمها لسياسة الخطط التنموية لنهوض بالاقتصاد وتنوع مصادر الدخل التي تبنتها منذ الاعوام السابقة. حيث قيدت حكومة السيسي ولادة طفل أو طفلين للمرأة الواحدة بدلا من 3 إلى 5 أطفال لتحقيق اعلى معدلات النمو الاقتصادي علما ان مصر تخطت عتبة 100مليون نسمة بعد ان كانت 90مليون قبل اربعة أعوام ، أي بمعدل نمو 2.5 سنويا.
واسمحوا لي أن أقولها بكل صراحة ومن دون أي تردد: نشر ثقافة تخفيض الخصوبة امر بات مسؤولية المواطن وليس للحكومة شأن في هذا الامر الحرج، لذا صار لزاما تقيد الانجاب بأرتداء الواقيات الذكرية condomاو اي بديل اخر.
ولكي أرفه عنكم قليلاً، إليكم هذه القصة، كنت ذات يوم في عزاء احد الاصدقاء (وفاة والده) بعد ان ناهز 98 عاما كان صديقي مشدوه الفكر مشوش سألته مابك ؟
اجاب بتردد يملئه حياء : (خويه الوالد سواله طرگاعه بينه وراح) !!
– “خير شكو”؟!
– قبل ست سنين تزوج المرحوم ب امرأة خرساء فولدت له خمسة اطفال.
– “ياأخي ليش زوجتوه”؟!
– لو أدركت سبب وفاة امي لما لمتني.
-كيف؟!
– تدهور الحالة الصحية ل أمي كان ورائها فحولته المفرطة…