23 ديسمبر، 2024 7:04 ص

الفتوى السياسية ام منهجية التغيير

الفتوى السياسية ام منهجية التغيير

كم منا يسكن في ابراج العاج بعيد عن الواقع وكم منا ينظر بعيد عن التطبيق وكم من صالح بعيد عن الاصلاح وكم من عالم بعيد عن العمل بعلمه ….. نقول لا يعيش المصلحون الحقيقيون على مر التاريخ في قوقعة عن واقعهم يسمعون صدى ما يقولون دون اكنفاء ودون تحريك ساكن ، ويتعبدون في مساجد ومعابد دون معاملة ومنفعة للناس مكتفين بالتنطيرللأحاديث وتنميق الكلماتوتحجيم الواسع وتوسيع المحجم بدليل او بهوى متبع ، بل إنهم اي المصلحون أكثر عناصر الأمة بذلا وعطاء وتضحية وفداء في سبيل ترجمة أفكارهم الى ماديات تنتفع بها الاجيال فخير الناس من نفع الناس ….. فلئن كان علمائنا قضوا أوقاتهم ويقضونها في الكشف عن علل الحوادث وتوصيفها تفصيليا دون الخوض في وضع حلول جذرية واقعية لها لبدل الله الارض غير الارض والناس غير الناس ، فإن المصلحين على النقيض من ذلك تمامالا يهتمون كثيرا  بهذه الشكليات البته….. يقول الإمام الشافعي رحمه الله….وددت أن الناس كلهم تعلموا هذا العلم ولم ينسب إلي منه شيء…………..
وحركة التغيير والإصلاح لن تتوقف ولكن تكبوا وتنهض وتجود وتبخل وتستتر وتظهر مع  الزمان والمكان الأحوال، فما يناسب اليوم قد لا يناسب غدا وما يناسب مجتمع قد لا يناسب اخر … وهكذا.
قد يسأل سائل ما مدى التغيير الذي قد يحدث من انتخابات غير مكتملت المعالم او ديمقراطية مزيفة او دستور اعرج او مافيات سياسة كبيرة او ارهاب ومليشيات تقتل بشغف؟؟؟؟؟ وهو لا يسأل لكي يلقى جواب بل مجرد سلبية يبرر لنفسه بها تقاعسه عن العمل وفشله في ايجاد الحلول … نقول ما كان الواجب الا به فهو واجب فعندما لا تستطيع ان تستيقض الى صلاة الفجر لتؤدي واجب الصلاة فيصبح من الواجب عليك ان تستخدم منبه صنعه الغرب لكي يوقظك والا لم تصحو وتطلع عليك الشمس وتصبح من الفائتين …. لعبة ديمقراطية اصبحت سلاح بيد اعدائنا لا بد من ان نستخدم ادواتها فالحكمة ضالة المؤمن انما وجدها فهو احق بها …. ما دمنا لا نملك مقومات ان نصنع لنا وطن حر مستقل بكل شيء وانسان حر فكريا لا يتاثر الا بالافكار الانسانية التي تبني الانسان …فلا بأس ان استعملنا ادواتهم لمرحلة العبور ولا بأس ان نترك نظرية المؤامرة التي اخرتنا اكثر من جيل ….علما ان الديمقراطية التي ترسم لنا تختلف عن التي يؤدوها هم ….
بعد التجربة المريرة التي اراد لها ان تكون في العراق ولمدة 10 اعوام من المعاناة افرزت وعي جماهيري واسع ومحو امية سياسية كان يرتديها الاغلبية ابان النظام السابق بسبب اوحادية القطب السياسي ….المتابع للشأن السياسي العراقي على علاته يجد ان حالنا كحال الديمقراطيات الحديثة كتل تتهيكل وكتل تتشكل واخرى تنتحر سياسيا واخرى تتقدم الى الامام بسرعة غير نظامية وغيرصحية واخرى تتقدم بشكل تدريجي ملحوظ ضمن المعايير والمعطيات تعطي دلالة على انها ذات منهج صحيح وان التغيير قادم …..
قد اكون اميل للتفائل اكثر ,فأذا نظرنا الى كل القوائم  نجد بها الصالح ونجد بها الطالح من مرشحين بنسب متفاوتة بين القوائم  ولا توجد لحد الان قائمة صافية ولن تكون مستقبلا وهذا وارد , ورغم اني متاكد من وعي جماهير كما ذكرت انفا الا ان  التغييب العقلي بفتوى المرجعية الدينية للبعض سيجعل من بعض القوائم غيرالجديرة ان تطفوا مرة ثانية ولكنها ستسقط كسابقتهافالفتوى التي جابت بسابقتها هي التي اسقطتها وقد تسقط اخرى حسب المعطيات السياسية وليس حسب الصالح العام ….وكذلك الفتوى الدينية التي تصدر من خارج العراق لا تحمل فقه واقع البتة ولها مرجعية بعثية ….ولو كان لهذه الفتوى او تلك دلالة على وحدة وطنية لما انتخب الناس ممثليهم في مناطقهم على اساس طائفي او عرقي ,اذا نحن بحاجة الى منجية في التغيير وعدم تغييب العقل بفتوى سياسية لا ترعى الصالح العام ….
والشاهد ان هنالك تحالفات سياسية جديدة عند الشيعة والسنة والاكراد وهي التي تتبع منهجية في التغيير بشكل او بأخر ستكون عامل جذب ارضي للقيادات الجيدة وعامل طرد مركزي للرديء بمرور الوقت الى ان تتمحور حول اربعة او خمس كتل ذات طابع عراقي وطني عندها يمكن ان تقود العراق باغلبية سياسية لا اغلبية طائفية او قومية ….يجمعها اهداف كبيرة مشتركة وتختلف في جزئيات ادارة للبلد وللملف الخارجي والاقتصادي فقط ….ولكن ان غاب العقل واتبع الهوى والفتاوى بدون سند نقلي وعقلي فلا سياسة ولا منهج ولا تغيير يرتقب .