18 ديسمبر، 2024 4:55 م

الفتوحات الاسلامية قراءة نقدية

الفتوحات الاسلامية قراءة نقدية

بسم الله الرحمن الرحيم

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ  قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256البقرة)

هناك شبهات تثار على الشيعة انهم لم يقوموا بفتوحات  ولم يوسعوا الدولة الاسلامية .ويقولون ان الشيعة غير مؤهلين لاستلام السلطة, بعكس الخلفاء الثلاثة الذين توسعت الدولة الاسلامية في زمانهم, ثم جاء مرحلة الدولتين الاموية والعباسية, ويسندون الفتوحات لمذاهبهم. فما حقيقة الفتوحات من الناحية الشرعية وبقراءة نقدية للنصوص….؟

** هل كان فتح فارس و الروم كان وعداً نبوياً.؟. ورد في البخاري عن رسول الله{ص} انه قال اذا هلك كسرى فلا كِسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصرَ بعده، والذي نفس محمد بيده، لتُنفَقَنَّ كنوزُهما في سبيل الله). ولما كان يدعو الناس في مكة إلى الإسلام ويخبرهم بأن الله تعالى وعده أن يورِّث أمته ملك كسرى و قيصر! فكل من قرأ سيرته صلى الله عليه و آله يجد أن فتح فارس و الروم كانا وعداً نبوياً من أول إعلان الدعوة ، وكان المشركون يسخرون من ذلك ! اما عند الشيعة ورد في الكافي : 8 / 216 : عن الصادق{ع}: لما حفر رسول الله {ص} الخندق مروا بصخرة كبيرة فتناول رسول الله (ص) المعول من يد أمير المؤمنين (ع) أو من يد سلمان[رض] فضرب ضربة فتفرقت الحجرة ثلاث فرق ، فقال رسول الله  (ص) : لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر ، فقال  بعض الصاحبة : يعدنا بكنوز كسرى و قيصر وما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلى)   وحين ارسل رسول الله[ص] من قبله عبد الله بن حذافة الى كسرى   اعتبر كسرى ان رسالة النبي{ص} له تهديد ولذلك نزقها وطرد رسول الرسول{ص}: جاء في سيرة ابن هشام : 1 / 45 :بعدها  كتب كسرى إلى باذان واليه على اليمن: إنه بلغني أن رجلا من قريش خرج بمكة يزعم أنه نبي فسر إليه فاستتبه ، فإن تاب و إلا فابعث إليَّ برأسه ، فبعث باذان بكتاب كسرى إلى رسول الله{ص}، فكتب إليه رسول الله[ص]:إن الله وعدني أن يقتل كسرى في يوم كذا من شهر كذا[ حدد الموعد] لما أتى باذان الكتاب توقف لينظر ، وقال : إن كان نبيا فسيقع ما قال ، وفعلا قتل كسرى في اليوم الذي حدده رسول الله[ص] قتل على يدي ابنه شيرويه ) . هذا يدل ، على أن الفتوحات خطة نبوية و عقيدة معروفة عند المسلمين ، و أنه كان من الواجب على أي سلطة تأتي بعد النبي {ص}أن تتبنى هذه الاستراتيجية  وتسير فيها.

**ما الفرق بين الفتوحات الاسلامية واحتلال البلدان. وهل ان الفتوحات الاسلامية كانت فتوحات ام حروب . ولا بد ان ننظر للموضوع كما ننظر الى الحروب الصليبية التي رفعت شعار الصليب ولماذا لم يشارك الشيعة في تلك الفتوحات. وما الدليل عندهم بعدم المشاركة..؟.

اشتهرت تلك الغزوات باسم “الفتوحات الإسلامية”، وحظيت بقدر كبير من التقدير في المذاهب السنّية المرتبطة بالسلطة الحاكمة. من جانب آخر، لم تلقَ الفتوحات نفس الحماس في الطائفة الشيعية, بل نظروا إليها انها [حروباً دنيوية اتخذت من الدين ستاراً لها].بعكس المذاهب الاسلامية يطلقون عليها اسم الفتوحات الإسلامية كونها جرت تحت راية الخلفاء، ومن بعدها الدولة الأمويةـــــــــ. بدأ الخلفاء الراشدون تلك الحروب بعد القضاء على حروب الردة داخل شبه الجزيرة العربية في السنة الـ11 من الهجرة، كان الخليفة الأول أبو بكر أول مَن بعث بالجيوش الإسلامية لتقاتل على الجبهة العراقية.واستمرت الحروب في عدة جبهات نجح المسلمون في عهديْ أبي بكر وعمر بن الخطاب وفي النصف الأول من خلافة عثمان   من التوسع في مساحات واسعة من العراق والشام ومصر وبلاد فارس وشمال إفريقيا. ثم توقفت تلك التوسعات بعد اغتيال عثمان .. ولما وصل الامام علي [ع] للسلطة اندلعت حروب بين معسكري العراق والشام في زمن  واستمرت لأكثر من خمس سنوات. وبعد شهادة الامام على{ع} وكتابة العهد بين الحسن[ع] ومعاوية استأنفت الفتوحات مرة أخرى على جبهات ايران وبلدان المغرب العربي  وبلاد الأندلس في عهد عبد الملك بن مروان وأبنائه القرن الأول الهجري بشكل عام، تنظر المذاهب السنية إلى تلك العمليات العسكرية بإيجابية .وانها نشرت الدين في تلك المناطق.

** نقول: النظرة الشرعية السنية لتلك الحروب بنيت على أساس الاعتراف بشرعية النظام السياسي الذي قاد تلك المعارك وهم(الخلافة الراشدة والخلافة الأموية)،ولو كان الامام علي[ع] هو من يقود تلك المعارك لكان فيها راي اخر.!! كما في حرب غزة واسرائيل عام 2023 . معللين ذلك ما أورده البخاري : “أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله”.

*** ما هي اوجه التعارض بين قوله تعالى[ لا اراه في الدين] وبين الاحاديث النبوية والسيرة لدى الخلفاء هناك اراء انقل اليك منها : التفسيرُ الأول: للمذاهب السنية: أنَّ الذي لَمْ يدخُلْ في الإسلامِ إذا دفعَ الجزيةَ لخليفة المسلمينَ فهذا لا تقتُلوه. والمقصودُ بهذا أهلُ الذِمَّة،هنا تحول الموضوع الى ضريبة مالية لا علاقة لها بالعقيدة.. مجرد جزية.! روى البخاري عن المُغيرَةُ بن شُعبة قال لِكفارِ الفُرس: “أمرَنا نَبيُّنا أن نُقاتِلَكُم حتى تعبُدوا اللهَ وحدهُ أو تُؤَدّوا الجِزية” وهذا على التَّرْتيبِ وليسَ تخْييراً، لا يُقالُ لهم إما أن تُسلِموا وإما أن تدفَعوا الجِزية، بل يُقالُ لهم أسْلِموا فإنْ أَبَوْا يُعرَضُ عليهِم الجزية لأن دَعْوتهم للاسلامِ واجِبَة، فإن قَبِلوا فبها وإن عليهِم دَفْعُ الجزية، فإن لم يقبلوا وجَبَ قِتالُهُم، إن استطاعَ المسلمون. هذه خلاصة راي المذاهب السنية .. اما راي الشيعة.:

** الشيعة بقولون: «آية لا إكراه في الدين» تُبين هذه الآية إنَّ قبول الدين ليس إجبارياً وتؤكد على حرية الإنسان واختياره في قبول الدين يقول الخميني إنَّ الفضائل الأخلاقية تدخل في معنى كلمة الدين ، ولذلك كان رسول الله يوصي الجنود بالتعامل بالاخلاق.اما اذا كانت بالإكراه فلا قيمة لها  اذا قبل البعض بالدين تحت تهديد السيف حتما سينقلب على الاسلام.

**والشيعة يقولون سبب نزول الآية :ذكر العلامة الطباطبائي نقلاً عن تفسير الدر المنثور، إنَّ الاية [تتعلق ببعض زوجات الأنصار اللواتي نذرن إذا ولدن أولاد قبل الاسلام تجعله يهودياً] وفعلا قمن بهذا العمل. ولما تم إخراج اليهود من المدينة بسبب خرقهم الاتقاق مع رسول الله(ص)،   وحاول اباءهم أن يُجبروهم على اعتناق الإسلام فنزلت هذه الآية تنهاهم عن ذلك. [ لا اكراه في الدين] ونقل الطباطبائي قولاً آخر أنَّها نزلت في رجل من الأنصار سأل رسول الله(ص)إنَّه هل يستطيع أن يُجبر أولاده المسيحيين على الدخول في الإسلام ، فأنزل الله هذه الآية رداً على سؤال الرجل. والراي الثالث للشيعة . جاء في تفسير مجمع البيان على رأي بعض المفسرين أنَّها نزلت في أهل الكتاب خاصة الذين يؤخذ منهم الجزية، وقال اخرون إنَّها نزلت في جميع الكفار ثم نسخت بآية القتال. وروي عن ابن عباس إنَّ الآية نزلت في أولاد الأنصار الذين كانوا من اليهود، وذهب البعض إنَّ المراد منها هم جميع الناس، بمعنى إنَّ الدين هو من أفعال القلب، ولا يُمكن إكراه أحد على قبوله.

***تعارض الاية موضع البحث مع الجهاد الابتدائي: يذهب بعض الباحثين إنَّ الجهاد الابتدائي يتعارض مع مضمون آية [لا إكراه في الدين]؛ لأنَّ الآية المذكورة تنفي الإكراه في الدين[ والاكراه معناه غصْب وقهْر.ويعني الإرْغام على القِيام بعَمَل غصبًا وقهرًا.”الإكْراه يُبْطِل العَقد”والجهاد الابتدائي فرض على غير المسلمين بالسيف. فما هو الجهاد الابتدائي..؟المعروف ان الجهاد الابتدائي [من افكار الشيعة فقط] وهو مقرون بظهور الامام المهدي[عج] وقد اختلف الفقهاء في تحديد الجهاد الابتدائي هل يجوز في زمن الغيبة  ام لا .؟ يعني هل يشترط في الجهاد الابتدائي اذن الامام المعصوم ام لا.. ومن تلك الروايات التي استفاد الفقهاء منها {عدم الجواز الا بأذن الامام المعصوم} اذن يتبين ان جميع الفتوحات الاسلامية كانت بدون اذن الأمام المعصوم, لو كان الامام مسلوب الارادة .

أولاً: عن الرضا (ع) كتب إلى المأمون:[الجهاد واجب مع الإمام العادل].  

ثانياً: فى خبر عن أبى عبد اللّه (ع) قال: ” قلت له : إِنّي رأيت في المنام أنّى قلت لك : ان القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، فقلت لي : نعم،: هو كذلك، هو كذلك . “..

ثالثاً: وفى خبر أبى بصير عن أبى عبد اللّه (ع) عن آبائه، قال : ” قال أمير المؤمنين{ع}: لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمَن على الحكم ولا ينفذ في الفيء أمر اللّه – تعالى-، فإنه إِن مات في ذلك المكان كان معيناً لعدوّنا في حبس حقّنا والولوغ  بدمائنا ومميتته ميتة جاهلية . **رابعاً: وفى خبر سماعة عن الصادق{ع}قال : ” لقى عباد البصري علىّ بن الحسين (ع) في طريق مكة فقال له : يا علىّ بن الحسين، تركت الجهاد وصعوبته، و أقبلت على الحج ولينه، والله يقول : ” إِن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل اللّه . ”  فقال له الامام {ع} اتمّ الآية، فقال : ” التائبون العابدون ” . فقال الأمام (ع) : إذا رأينا هؤلاء الّذين وصفتهم الآية فالجهاد معهم أفضل من الحج .

ــــــ  راي الشيعة في الفتوحات الاسلامية : من المعروف أن عمر هو الذي فتح القدس، وصلاح الدين يقولون حررها، وذكر التاريخ بطولات لخالد بن الوليد في المعارك التي قام بها ابو بكر.!! في ايام الدولة الاموية وصلت الفتوحات الإسلامية إلى الأندلس باعتبار نشر بنو أمية الدين في تلك البلدان.. السؤال هو: هل كل ذلك صحيح؟! اذن ما دور الائمة صلوات الله عليهم دور في صنع التاريخ الاسلامي؟!.

*** الجواب : هناك فرق كبير بين الفتح وبين الغزو. الفتح هو موضوع جرى للدين دون الرغبات السلطوية{ لا بد ان يكون الفتح لنشر الدين دون تعرض اهل البلاد لسلب خيراتهم وسبي نساءهم ] كما فعل الرسول {ص} مع اهل مكة ونزل قوله{ اذا جاء نصر الله والفتح } وقوله{ انا فتحنا لك فتحا مبينا} اما اذا كانت الحرب من اجل السيطرة على الاموال والنساء والارض فهذا يسمى غزوا. .. بعد وفاة رسول الله{ص} جرت معارك فتح الشَّام تزامُنًا مع معارك فتح العراق وفارس، وقد وجد الكثير من المؤرخين أنَّ سُقوط الشَّام السريع ، يعود إلى عاملين أساسيين: أولهما إنهاك الجيش البيزنطي بعد الحرب الطويلة مع الفُرس، وثانيهما سخط قطاعٍ واسعٍ من الشعب على السياسة البيزنطيَّة، وهو ما دفع بعض القبائل والجهات المحليَّة لِمُساعدة المُسلمين مُساعدةً مُباشرة. اذن الفتوحات، والاستيلاء على البلاد والعباد، ليست غاية للإسلام، الاسلام ليس فيه غاية التوسع . والاستيلاء على الارض. هذه سياسة الديانة اليهودية.  ولكن الاسلام غايته نشر الدين، والحق والعدل، والإيمان ،بالله تعالى. [ ولا بد ان يكون هناك برنامج وشريعة تحدد الجهاد وتسمى  فقه الجهاد]..

***حكمة تشريع الجهاد: قال السيد الطباطبائي: لا يهدف الإسلام من تشريع الجهاد ما تستهدفه الحروب في المجتمعات الجاهلية من التسلط والاحتلال، وتحصيل الغنائم والأموال والغلبة العنصرية أو الفئوية، ولا ما ترتكبه الدول في هذا العصر من هدم المباني وتخريب المدن وقتل النساء والأطفال والشيوخ والمرضى واخذ ابناء البلاد أسرى العزل والمدنيين الآمنين بالسلاح والقنابل والصواريخ والطائرات وغيرها ويستولون على بلاد الغير سياسياً واقتصادياً وثقافياً. [انما يستهدف الإسلام إقامة الدين وحفظه وبقائه واستمراره، وبقاء الاُمة الإسلامية، وصيانة كيانها من السقوط والانهيار ،لتعيش في عدل وحرية ..

لذلك كانت أغلب الحروب والغزوات التي قام بها النبي {ص}دفاعية من أجل الدفاع عن بيضة الإسلام وحياة المسلمين، فإنّ مثل غزوة بدر وغزوة اُحد الأحزاب كانت لدفع الحملات، وإطفاء نيران الفتن، ولمؤامرات التي يشعلها اعداء الدين للقضاء على المسلمين وهدم بنيانه.

*** تاريخ الاسلام لم يكن دينا يحبذ الحروب.. ولذلك لم يكن الجهاد مأذوناً قبل الهجرة النبويّة، بل أمر الله الرسول{ص} في بدء بالدعوة تحمّل الأذى   تلك الفترة، والاكتفاء بالتبليغ، والصبر على الأذى من المشركين، ولكن المشركين لم يتركوا المسلمين يعيشون في حرية دينهم. وقد أشار القرآن لهذا {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ]….. *** هل بقيت الشعائر الجهادية في الحروب التي تسمى فتحا اسلاميا.؟..  التاريخ يبين ان بعض  المشاركين في الجهاد ظهرت عليهم حالات بعيدة عن الاسلام اهمها العجب بالنفس . والامر  لا يقف عند هذا حدٍ، بل ظهرت غايات خطيرة كانت بعضها ان يعزل من كان يسمى مجاهدا المدينة عن الدولة الاسلامية الام .  وهذا خلق طبقة من الزعماء وطبقة من الأثرياء، الذين اتخمهم المال، وأبطرتهم النعمة، مع عدم وجود رادع ديني لديهم. حيث كان معظمهم من أبناء الطبقة الحاكمة، وأعوانهم المقربين، ومن قريش بصورة خاصة، فنال الأمة منهم كل مكروه، وأصيب الإسلام على أيديهم بنكبات لا زلنا نلعق سموم الكاس التي عملوها.

من الامثلة ما جرى في مصر والشام ..على يد أبو العباس أحمد بن طولون أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام كان أحمد بن طولون والي الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، ثم تمدد. يمدحه الكتاب رغم انه مزق الدولة الاسلامية . يقولون انشأ مدينة القطائع، واتخذها عاصمة له، وبنى مسجد المعروف بمسجد أحمد بن طولون،كان والده من أتراك القفجاق.. له قصة لطيفة مع ابنه لما مات بنا ولده قبرا لابيه في المسجد وجعل له قاريء قران . وبعد ايام اخبروه الحرس المكلفين بحراسة القبر ان قاريء القران هرب ولم يعد. فارسل عليه وساله عن السبب. بعد ان اخذ عليه عهد الله ان لا يعاقبه . قال له تفضل لك عهد الله. قال لما كنت اقرا قران على قبر ابيك . كان ياتيني في المنام ويطلب مني ان اترك القراءة وفي ليلة قال لي ساقتلك اذا لم تترك قراءة القران ولما سالته عن السبب قال حين تقرا القران على قبر كان الملائكة يعذبوني ويقولون لما كنت حاكما لماذا تركت العمل بكتاب الله وشريعة رسوله فيزداد عذابي. هذا نموذج من اصحاب الفتوحات, ناهيك عن خالد غير زوجة مالك بن نويره…  ** أخرج البخاري في “صحيحه حديث عبد الله بن عمر قال :” قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ{ص}خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا صَبَأْنَا ، فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ ، حَتَّى إِذَا مر يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لاَ أَقْتُلُ أَسِيرِي ، وَلاَ يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ{ص}فَذَكَرْنَاهُ ذلك فَرَفَعَ النَّبِيُّ{ص} يَدَهُ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ مَرَّتَيْنِ  .

*** ويروي البخاري رواية عن اسامة بن زيد :قَالَ: بعثَنَا رسولُ اللَّه {ص}إِلَى الحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، فَصَبَّحْنا الْقَوْمَ عَلى مِياهِهمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلًا مِنهُمْ، فَلَمَّا غَشيناهُ قَالَ: لا إِلهَ إلَّا اللَّه، فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصارِيُّ، وَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدينَةَ بلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ [ص] فَقَالَ لِي: يَا أُسامةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ؟! قلتُ: يَا رسولَ اللَّه إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا،خائفا فَقَالَ: أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ؟! فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذلِكَ الْيَوْمِ. متفقٌ عَلَيهِ.

 ***وفي نفس الخبر: قال له َكيْفَ تَصْنَعُ بلا إِله إِلَّا اللَّهُ إِذا جاءَت يوْمَ القيامَةِ؟! قَال: يَا رسولَ اللَّه! اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: وكَيف تَصْنَعُ بِلا إِله إِلَّا اللَّهُ إِذا جاءَت يَوْمَ القِيامَةِ؟! فَجَعَلَ لا يَزيدُ عَلى أَنْ يَقُولَ: كيفَ تَصْنَعُ بِلا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جاءَتْ يَوْمَ القِيامَةِ؟! رواه مسلم. وفي خبر اخر انه رفع يديه الى السماء وقال( اللهم اني ابرء اليك مما صنع اسامة)..كان يقول: أُمِرْتُ أن أُقاتل الناسَ حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءَهم وأموالهم إلا بحقِّها.

  ـــ هؤلاء هذه افعالهم مع وجود رسول الله{ص} فكيف بال بيته {ع} بعد وفاة رسول الله.؟. وقج امر معاوية بلعن علي على المنابر . وشتم ال محمد واعلان البراءة منهم, وقتل انصارهم . ولذلك في كربلاء مارسوا معهم اسوء مما يمارس عدو مع عدوه. بل كانوا ينادون احرقوا بيوت الظالمين. وقطعوا اعن اطفالهم الماء.

** لأتكلم عن الشجاعة : إما أن تكون وراثية أو مكتسبة . الوراثة : أما أن تكون من جهة الأب ، أو من جهة الأم والعباس{ع}ورث الشجاعة من أبيه ومن جهة امه أخواله الذين اتصفوا بالشجاعة والكرم. وهذا الامر لا جدال في شجاعة العباس (ع) اضافة ان العباس تربى في بيت  اذن الله ان يرفع ويذكر فيه اسمه.. وهو امنية ابيه ان يكون له ولد ينصر الحسين{ص} ولذلك لما قتل بان الانكسار في وجه الحسين . وقد عرفت زينب ان اخيها العباس حدث له مكروه. فجاءت تسال عنه.

ـــ كوم بعجل واكشف خبر عباس يحسين// خوفي وكع شايل علمنا بالميادين//من حمل ضلت عبرتي بخدي جريفه// شابحه عيوني عللوا وانظر رفيفه//واشوف زاهي الكون من لمحات سيفه// وانا اسمع صرخته وسط الميادين// كلبي يبو سكنه على العباس مجروح//شخصه تغيب واللوا ما اشوفه يلوح//اقسم عليك بأمك الزهرة بعجل روح// للمعركة وشوف البطل عباس في وين../من حين طب المعركة عيني تشوفه//ضيك على الجيش الفضا وزلزل اصفوفه//مدري انذبح لو كطعوا الاعداء جفوفه //انجان انكتل عباس ظهري انكسر نصين//ـــ كلها دخلي الخدر وطلبي من الواحد المعبود// ينصرة على جنود الظلال وسالم يعود //يرفرف على راسه علمنه وبجتفه الجود// انجان انذبح ظهري انكسر وانت تذلين/… / بجت وتوجهت صوب المدينة وهلت دموع العين ونادت يا ام البنين//شيال بيرغنه وكع مكطوع الايدين ..