(الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها) قول له حضور واضح في المأثور المقدس الاسلامي ,يتم اخراج هذا القول في كل مناسبة يلوح فيها القول الفصل للعنف والفرقة والدماء ولكن ثمة ما يقال في هذا المجال وابدأ بسلسلة من الاستفهامات : ما الفتنة , وهل ثمة سقف مشترك في فهمها , تاريخنا الاسلامي حافل بالفتن فما الذي اخذناه منها كدرس وعبرة , السنا نعيش في الفتنة منذ العقود الاولى للاسلام والى راهن وضعنا الحالي , السنا نجيد التستر على ما نختلف فيه بحجج واهية تختلف من عصر الى اخر ووفقا لطبيعة التحديات المصاحبة للحدث المؤجج للفتن , واعتقد ان الاعم الاغلب يتفق مع ما ما تقدم من كلام ومنه انطلق الى واقع الفتنة الحالية التي يعيشها المسلمون وهل اختلفت في اسبابها عن مؤججات الفتن السابقة , والجواب هو انها لم تختلف الفرق الوحيد انها اليوم واضحة جدا بحكم الماكنة الاعلامية المهيمنة والمحركة لمنظومة السلوكيات سواء على مستوى مذاهب او مؤسسات او افراد وهنا لابد من الاشارة وحسب ما ارى الى السبب الرئيس المشترك للفتن في العالم الاسلامي على اختلاف الازمنة والحقب والعصور الا وهو التناقض القائم بين المبادئ وهوس الفرقة الناجية ما يجعل تسقيط الاخر هو الهدف والغاية المنشودة , وبنظرة فاحصة سريعة الى عالمنا الاسلامي اليوم نجد انه يهتز من اقصاه الى اقصاه فاذا كان هذا البلد يعاني من اثار الفتنة فالبلد الاخر هو سبب المعاناة بطريقة او باخرى وهكذا دواليك فضلا عن ذلك فان الدول التي لم تعاني بعد هي في حالة اختمار وتقيح تتهيأ للانفجار في اي وقت والملاحظ على ذلك كله ان الية الصراعات الجارية والتقيحات التي تعتمل هي ذات طبيعية داخلية اي تتجه صوب العفن الداخلي وتآكل الذات وهذا ما يجب ان يلاحظه اهل السياسة والحل والعقد وان ينتبهوا الى هذه المساحة من التحليل والتي تؤدي بنا الى التفكير عن المؤجج الحقيقي لهذه الفتنة في هذه المرحلة ومن يريد تسقيط الاسلام شيئا فشيء ومن يريد العزف على وتر اصول الاختلاف المذهبي .