23 ديسمبر، 2024 2:13 م

(الفتنة النائمة ) ردا على مهاجمي سماحة الشيخ اليعقوبي

(الفتنة النائمة ) ردا على مهاجمي سماحة الشيخ اليعقوبي

تناقلت بعض مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مقطعا صوتيا نُسبَ الى سماحة الشيخ اليعقوبي ، وقد أراد  من روّج هذا المقطع ان يخلط الأوراق وان يصطاد في الماء العكر وان يصور للمتلقين بأن سماحة الشيخ اليعقوبي نعت سماحة السيد السيستاني بالفرعون ( او بالعقيلة الفرعونية )،  ثم توالت ردود الأفعال بين مصدق ومكذب وشاتم ومُتّهمٍ  ومؤيد.
وللتعليق والتوضيح على ذلك نقول:
١. لقد اعتدنا في ابسط الأمور ان نأخذ المواقف والتصريحات وغيرها من مصدرها الرسمي الذي لا تعلق  به الشبهه او الشك، فكيف بموضوع مهم يتعلق بشخصية مثل سماحة السيد السيستاني؟
ولم يصدر من سماحة الشيخ اليعقوبي او من مكتبه ما يؤيد صدور هذا الكلام او الوصف منه ،كما لم يُنشر على الموقع الرسمي في الانترنت  مايشير الى ذلك.
خاصة مع علمنا ان مكتب سماحة الشيخ اليعقوبي كان قد اصدر بياناً في وقت سابق اعتبر فيه ان كل  بيان او موقف او استفتاء ينسب الى سماحته او الى مكتبه ولم يكن قد نُشر على موقعه الرسمي في الانترنت يعتبر مكذوب وغير رسمي  واليكم ([1]).
٢.لقد عُرف سماحة الشيخ اليعقوبي  بإحترامه وتقديره لأبسط طلبة العلم  فضلا عن المراجع العظام والعلماء الاعلام، ويوجه الناس بأتباع المرجعية والالتفاف حولها فسماحته يدعو الى أصالة المرجعية و يحذر من المساس بهذا المقام الشريف  وقد أصدر عدة توجيهات للأمة بهذا الخصوص واعرض بين يدي القارئ الكريم الخطاب الموسوم ب(خطاب المرحلة (63)…مؤامرة خبيثة : القدح في العلماء ومحاولة تشويه صورتهم). ([2]).
٣.ثم اذا فرضنا (جدلاً) ان هذا الكلام قد صدر (رسميا) من سماحة الشيخ اليعقوبي  وأردنا ان نناقش الكلام بموضوعية وتجرد، نقول: ما هو الدليل على ان المقصود بالكلام هو سماحة السيد السيستاني، وإذا كان الجواب بقرينة تتمة الحديث( اي القانون الجعفري) فليس بالضرورة ان يكون شخص سماحة السيد هو المقصود، فمن المحتمل ان يكون المقصود شخصا متنفذاً في مكتبه او من المعتمدين المؤثرين في مرجعية سماحة السيد أو من المقربين الفاعلين ، وليس ببعيد عنا ماصرّح به مصدر مقرب من مكتب سماحة السيد موضحا موقف سماحته من القانون الجعفري، خاصة اذا عرفنا ان الموقع الرسمي لسماحته  على الانترنت كان قد تبنى تصريح المصدر المقرب  ونشره .([3])
ويجدر الإشارة هنا الى اننا نفرّق بين شخص المرجع وحاشيته وجهازه الاداري وهذا امر معروف بين الأوساط الحوزوية والنجيفة، ولا اريد هنا ان ادخل  القارئ الكريم في دوامة او أضعه على رقعة من الطلاسم ، وإنما اريد فقط ان أوجه تفكيره بوجود هذه المحتملات، وإذا وجد الاحتمال بطل الاستدلال، وأتحدى من يأتيني بدليل يقطع بقصد سماحة الشيخ اليعقوبي.
وإذا أردنا ان نتكلم بصراحة اكثر نقول لماذا ينزعج من لم يثبُت انه المقصود بالكلام ؟
٤. ثم اننا نعيش في وسط حوزوي يدرس علوم مدرسة اهل البيت عليهم السلام ويفترض ان تكون صبغة  العلم الإيمان  والتدين هي الغالبة، ومن غير المعقول ان يُساء الظن بكلامٍ من دون التثبت من مصدره، وهذه من البديهيات التي ينبغي ان تسود  في الأوساط الحوزوية فضلا عن غيرها من الأوساط .
٥.  وإذا استمررنا بفرض صحة الصدور والقصد..فإن سياق الحديث يأتي على ذكر (العقلية الفرعونية)  و عقلية (وما أريكم الا ماأرى )وهي حالة  او ( مفهوم)موجود في مختلف الطبقات والفئات لايمكن إنكار وجوده الا في غير عالمنا هذا والمتتبع للأوضاع في العراق يجد ان العراقيين  دفعوا أثمانا باهظة بسبب وجود هذه الذهنية سواء من بعض القيادات السياسية او من غيرها  من القيادات، لكن ومع ذلك ليس من الصحيح تركيب المصاديق على المفاهيم من دون وجود مايُستنُدُ إليه ، كما ان وجود صورة سماحة السيد السيستاني على المقطع الصوتي المنشور  ليس دليلا على انه هو المقصود ومن الواضح جداً ان من نشر هذا المقطع بهذه الكيفية هو من أراد صرف الأذهان الى هذا المعنى لأحداث الفتنة وخلط الأوراق ، لذا أرجو من جميع الأطراف الالتفات والنظر بعين الى ابعد من حدود هذا الموضوع .
٦. إذا أصرّ بعض الانفعاليين على مزيد من الخوض في هذا الموضوع وتعميق الهوّة، -وهذا مالاآمل حدوثه-فإنني كنجفي متتبع وراصد للأحداث، اجد ان اتباع سماحة الشيخ اليعقوبي أولى بردة الفعل هذه  والتهديد والوعيد،لأن الدليل القطعي توافر لديهم والذي ينعت مرجعهم ب(الكذب) في حالة مشابهة ،ذلك فضلا عن ندوة تُعقد هنا او هناك للنيل من مرجعهم، في الوقت الذي لايمتلك الطرف الاخر مثل قوة دليلهم (فما لكم كيف تحكمون )
فالاستفتاء مختوم بختم مكتب سماحة السيد ويوزع بطريقة غير مباشرة في مكتبه،وهذه سابقة خطيرة جداً لم نعهد حصولها في التاريخ المعاصر للحوزة العلمية(٤) .
وبعد كل ذلك اخبروني بربكم من المستفيد من هذا الصراع ؟ والجواب واضح لايحتاج الى بيان.
وانا هنا أدعو العقلاء من اتباع سماحة السيد السيستاني واتباع سماحة الشيخ اليعقوبي الى التروي وان ينظروا الى ابعد من يومهم الحاضر وان يتوقفوا عند هذا الحد فلا توجد مصلحة من الاستمرار في التصعيد والتأجيج وان يطفئوا نار الفتنة ما دامت تحت السيطرة،
والأمل بالله تعالى  كبير  في أن تعود الأمور الى نصابها الصحيح  في المستقبل القريب وان يظهر الله تعالى الحق .
فستذكرون ما أقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد

1 ) http://www.yaqoobi.com/arabic/artc/2706/index.html
2 ) http://yaqoobi.com/arabic/artc/2324/news//index.html
3 ) http://www.sistani.org/arabic/in-news/24546/
4) https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash3/t31/857876_1480549325505656_944354085_o.jpg