قد يتصور قاريئي من العنوان إنني بصدد الحديث عن شخصيتين سياسيتين وقد يتوهم إني أقارن بين الفتلاوي وعزة الدوري مثلا ولو أن لقب الفتلاوي لم يدخل في عالم التداول السياسي اليومي مثل الثاني وللإيضاح وبلا أحجية أقصد حنان من دولة القانون ومها من التيار الصدري , وجهان طوال السنين الثمان الماضية كانا في تنافس كفرسي رهان ما أن تخرج إحداهما على الشاشة إلا وأطلت الثانية وحتى تعطي لظهورها معنى غير الرد المباشر تغوص في تحليلات لا علاقة لها بحديث زميلتها , المهم أن تسجل حضورا اعلاميا , حتى صارتا وجهين تلفزيويين . لا أدري هل سيداهما يريانهما على
الشاشة أم لا , إذا كانا يريانهما ويبتسمان بوجههيهما وربما يشكرانهما على الجرأة والشجاعة فتلك مصيبة , وإن لم يريانهما فالمصيبة أعظم مع إني أرجح أنهما بمجرد أن يطلا على الجمهور الفاقد للإحساس بوجودهما , لديهما من يسجل المقابلة وترسل نسخة أورجنل للسيد المسؤول وفي هذه الحالة ما أبئس هذين السيدين بهما .
تمادي دولة القانون بالقانون منح الفتلاوي فرص على حساب الذائقة العراقية لأن ليس لها حضور مقبول بل تخرج متوعدة مهاجمة شاتمة عدوانية وإذا ما أحست أن المسؤولين عن المقابلة قد غمزوا من طرف أو شاكسوها إعلاميا أو أحست أن الكلام مقصود منه الإساءة أو الإحراج بسؤال أقل ما يكون هو معاقبة الفضائية إن لم يكن غلقها , في إحدى ظهورها على البغدادية وهذا قلما يحصل سألها الحمداني ” الله يرحمه إعلاميا بفضل جهود دولة القانون وحنان في مقدمتهم ” على نفس الموضوع تملصت منه وبعد إنتهاء المقابلة سرعان ما قامت قوة من زارة الداخلية بمداهمة الفضائية , يبدو
أن السؤال أنعشها وأشعرها بقدرتها التنفيذية , ولأنها إعتادت سياسة الهجوم بحق وبلا حق وفي أول جلسة للبرلمان الجديد للمصادقة على حكومة العبادي وكأنها تريد أن تقول ما زلت قوية ألحت بطلب الكلام وقبل أن تمنح الحق طالبت من الأعضاء الجدد أن يتخلوا عن جسنياتهم الأجنبية . واضح أن المقصود العبادي ولا كأنه كان معها في نفس الحزب منذ إنتمت إليه حديثا . ولا كأنها تعرف أن الكثير من كوادر حزب الدعوة وأصدقاء الحزب ولفيفه يحملون أكثر من جنسية أجنبية , ترى ثمان سنوات والسلطة بيد دولة القانون لماذا لم يحقق الحزب هذا الطلب مع أعضائه على الأقل
ولماذا لم يخطر ببالها الإعتراض على ذلك , يبدو أن تلك الحقبة غير هذه الحقبة , أم هو مجرد الظهور وتشمير الساعد والقول للذين ببالها ها أنذا أنا هنا .
تمنيت أن تكون مها الدوري موجودة كي ترد عليها بطريقة أخرى ولكن لم يكن لها نصيب بهذا المجلس , غيرإنها تستطيع التعويض بالظهور في أي فضائية أخرى وتستطيع أن تهدر بالكلام وتخرج من حقيبتها جملة الأوراق التي كثيرا ما تحتفظ بها للطواريء , ولم يخب ظني فقد خرجت على إحدى القنوات العراقية مهددة أمريكا بأن أجواء العراق البرية والبحرية والجوية ممنوعة عليكم . “عمي إستروا علينا وخلي أمريكا أوربا حتى لو أفريقيا تخلص الناس من داعش وأمثال داعش , شنو شايفين بيكم حيل تشنون هجوم معاكس عليها , لو خايفين على مليشياتكم تعامل مثل داعش وبعدين أنتو من الي سهل
عليكم إستلام السلطة أليس أمريكا , أو هو مجرد تأيد لكلام السيد “القتائد ” ؟.
هذه الوجوه التي تناقض نفسها هي حصيلة العراق الجديد , تقول مالا تؤمن به وتفعل ما يحلو لها حتى إذا إصطدم بحائط رب العالمين , لأن رب العالمين ترك العراق بيدهم “لأمر في نفس يعقوب” . والله أعلم .