7 يونيو، 2024 5:04 م
Search
Close this search box.

الفتــــوى الشــيطانيـــــة

Facebook
Twitter
LinkedIn

لو تتبعنا واستقرأنا الظروف والاحداث وما رافقها من تداعيات خطيرة على المشهد العام في العراق ومن كل جوانبه السياسية والاقتصادية والامنية وغيرها منذ الاحتلال الامريكي عام 2003 ولغاية اليوم لحصلنا على نتيجة واضحة مفادها انه لا وجود للعفوية او الصدفة او المسار الطبيعي للتغيير او الهيكلة للنظام او العهد الجديد بكل مقوماته واجزائه وقراراته بدءا بحل الجيش والمؤسسات الحيوية وتأسيس مجلس الحكم مرورا بالدستور والانتخابات.

وبالعودة بالذاكرة للأحداث فأننا نجد كأنما كانت الاحداث والتطورات تساق وتدفع دفعا نحو مخطط ومشاريع تقوم بها الدوائر الاستخبارية للدول المهيمنة على الساحة العراقية صاحبة النفوذ والمستحوذة على القرار وكان هذا المخطط يسير بوتيرة متسارعة مستغلة البعد الطائفي والمذهبي الذي كان عاملا مساعدا بل كان يمثل خط الشروع ورأس الحربة لهذه المخططات.

فتم انشاء مئات المنظمات الغامضة التي كانت تمارس العمل تحت الغطاء الديني ويافطات وشعارات مذهبية بحته هدفها استقطاب المجتمع العراقي الذي غرر به واستغفل تحت طائلة هذه الشعارات ومن ثم تحولت تلك المنظمات الى كتائب ومليشيا ازداد نفوذها وتسليحها وبطشها كما ان المحور الاخر المهم والاكثر دورا هو محور المرجعية الدينية في النجف التي لعبت دورا بارزا في تسهيل وتنفيذ هذه المخططات وساهمت في وضع آلياتها عبر توجيهاتها وفتاواها والتي قادت الناس نحو القبول على ما وضع من سياسات وخطط وتشريعات مثل الاستفتاء على الدستور والانتخابات المتعددة التي تم اجراءها حيث قامت هذه المرجعية ولعدة مرات بتوجيه الناس بانتخاب قائمة بعينها على اساس طائفي برغم الظروف الغامضة التي رافقت العملية السياسية والاجواء الغير صحية والضبابية التي سادتها, من احتلال ودخول الكثير من الأفراد والاحزاب المعروفة بولائها للدول الاجنبية وانتشار الفساد السياسي والمالي والاداري ووصوله الى معدلات غير مسبوقة اضف الى ذلك عدم الاستقرار الامني والذي ادى الى جريان انهار من الدماء لم يتوقف سيلها الى الان وتوّجت مواقف هذه المرجعية المشبوهة بإعلانها للجهاد الكفائي قبل عدة اشهر اثر سقوط مدينة الموصل بصورة سريعة جدا ومهينة وغامضة اثارت استغراب المراقبين وكان سقوط مدينة الموصل بيد ما يسمى داعش وبهذه الطريقة ذريعة ومسوغ للتدخل السافر من قبل الدول الاجنبية والاقليمية وادارة العمليات والجيوش داخل العراق بصورة مباشرة من قبلها.

أن صدور هذه الفتوى تعد سابقة خطيرة في هذا الظرف العصيب الذي يمر به البلد وسط الفوضى والانهيار والضعف الواضح لسلطة الدولة فرشحت عن هذه الفتوى تداعيات وضعت العراق ووجوده وسيادته في مهب الريح وفتحت الابواب على مصراعيها لدخول المسلحين والمليشيات من كل حدب وصوب وصنعت هذه الفتوى شرعية لا لبس فيها للقتل والنهب والتهجير والتطهير العرقي كما انها منحت المليشيات نفوذا وبطشا وقوة حتى صارت فوق القانون وتحت قيادتها وامرتها يقاتل الجيش الحكومي الرسمي وليس العكس ان هذه الفتوى التي لم يعرف لها تاريخ التشيع مثيلا كان من نتائجها الخطيرة ايضا التحشيد والشحن الطائفي الذي وصل ذروته منذرا بتفكك وتقسيم العراق بل الى ضياعه وربما ابتلاعه من قبل الدول المجاورة والتي لم تعد تخفي اطماعها ونواياها.

يبقى ان هذه المرجعية التي افتت وحشدت تتحمل المسؤولية الشرعية والتاريخية والاخلاقية وفي عنقها خطيئة كل قطرة دم سقطت على ارض العراق منذ سقوط النظام والى يومنا هذا . وفي المقابل فان موقف المرجعية العراقية العربية المتمثلة بسماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دام ظله فلم تتردد في التحذير من مغبة السير في هذه المخططات التي تستهدف وجود العراق وتاريخه وحضارته ودعت مرارا وتكرارا من خلال بياناتها وخطبها ومحاضراتها الى الحوار والتصالح والمسامحة والوحدة لقطع الطريق امام المتربصين والاعداء.

يقول سماحته في المحاضرة السابعة والعشرين بتاريخ 31102014 ما نصه [[ أئمة الضلالة الذين يقتلون الناس الذين يفتون بقتل الناس الذين يحرفون الفتاوى بقتل الناس الذين يحشدون الناس لقتل الناس الذين يجمعون الأموال ويسرقونها من أجل التحشيد لقتل الناس الذين يؤسسون للطائفية الذين يدعون الناس للتقاتل فيما بينهم الذين يفتون لهذا الجانب , لهذا الطرف , لهذه الطائفة, بالذهاب لقتال الطائفة الأخرى تحت مسميات وعناوين مختلفة..

هذا هو الصنف الثاني , هؤلاء عبارة عن كرة في يدي إبليس وفي أيدي شياطين إبليس كما هي الكرة في أيدي الصبيان، كما الصبيان يلعبون بالكرة فإبليس يلعب بأئمة الضلالة، بهذا الشيخ وبذاك المرجع وبذاك السياسي وبهذا الواجهة شيخ العشيرة أو الأستاذ أو القاضي أو الضابط أو غيرهم من الفاسدين المفسدين المنحرفين الضالين .]] ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب