ارسل لي صديق يقف مع كتلة مهمة في العملية السياسية مقالا يتهم فيه”لاسباب انتخابية معروفة” الحشد الشعبي بالتبعية لايران ويشير ان زعيم كتلة الفتح هادي العامري لن يستطيع تشكيل كتلة اكبر في البرلمان العراقي لعلاقة العامري بايران!.
لهذا الصديق الذي كان يوما ما يقف الى جانب تكتل حزبي قريب من توجهات الثورة الاسلامية وبدر والاخ العامري اقول “وقد قلت له في رسالة خاصة” ان كتلة فتح هي خلاصة عصر المجاهدين العراقيين الذين حموا العراق من غائلة العدوان وهم الذين لبسوا القلوب على الدروع وانطلقوا يقاتلون على اسوار بغداد بعد ان تهددها القتلة وان الحشد الشعبي الذي تشكل بارادة المرجع الاعلى لم يتشكل دفاعا عن شيراز او طهران انما دفاعا عن تراب العراق وعشرات الالاف من الشهداء شهود حق على بسالة الرجال وحجم التضحيات..
وقلت للصديق .. ماهو المبرر الذي يعطي الحق لغير العامري بالذهاب الى تشكيل كتلة اكبر ولايعطي العامري نفس الحق؟!.
اظن ان اغلب الكلام والسهام التي توجه لفتح تعود الجاذبية الثورية وخط المقاومة ومشروع التأصيل الجهادي والاخلاقي والوطني الذي اشتغلت الفتح عليه في مواجهة مشاريع التمييع واللامبالاة والتآمر على العراق وشعبه الذي ساد في السنوات الماضية وكان هدفها تدمير العراق وتركيعه لولا بسالة فتح ومجاهديها ورموزها من العامري والاسدي والخزعلي مرورا بالرجال الرجال في كتائب الشهداء والمجاهدين.
قلت للصديق القريب من قائمة رئيس الحكومة الاخ حيدر العبادي .. اذا كان القياس ان الحشد ايراني كون الاخ العامري رئيس قائمة الفتح التي يعسكر فيها مقاتلو ومجاهدو الحشد والويته المجاهدة فالقائمة التي يراسها الرئيس ايرانية ايضا لانها لم تسم ” النصر ” الا بالعنوان الثوري المقاوم الذي رفعه الحشديون وحققوا النصر من خلاله باراداتهم الفولاذية وعزمهم الوطني الكبير والا من اين يمكن استيحاء وهج التسمية لولا النصر الذي حققته حشود الامام والامة؟.
سالت صديقي غير المنصف الذي يملك موقعا لكتابة الابحاث السياسية:
هل هكذا نجري القياس على القوائم وعلى الناس وعلى توجهاتهم السياسية وخياراتهم في تشكيل الكتلة الاكبر؟.
ثم ما هذه الغلظة والشدة على طهران الثورة وعلى الشقيقة ايران وهي التي مالت على جهتنا المجروحة ايام القتال وتهديد اسوار العراق .. ما هذا الكلام القاسي والمتوحش ضدها كلما اردنا مثلا تشكيل حكومة والذهاب الى تشكيل كتلة اكبر؟.
لماذا اصبح الكلام ضدها خشنا وهي التي قدمت الرجال والسلاح من اجل الدفاع عن العراق بينما يجري التقرب والتزلف ممن وهب بلا حساب داعش والنصرة وعشرات المنظمات الارهابية المال والسلاح لتدمير العراقي؟.
هل اصبح العدو صديقا وعونا في تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء والصديق الحميم واخوة السلاح المقاومة والممانعة ورجال المشروع الوطني والعامري منهم اعداء الداء للعراق والحكومة وجدارا صلدا ضد تسهيل مهمة صديقنا الذي يبذل من اجل جهته النافذة جهدا مضاعفا ليل نهار في اطار مهمة محسوبة؟!.
المنطق الطبيعي للاشياء يقول.. من حق كل القادة والكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة العمل على تشكيل كتلة اكبر لتسمية رئيس مكلف لتشكيل حكومة ومن حق العامري وفتح ان تشتغل على هذا الاستحقاق الوطني شأنها شأن غيرها من الكتل فان اصاب في مسعاه شكل الكتلة الاكبر وتشكلت الحكومة التي اعلنت فتح انها ستكون شاملة خادمة غير مخدومة وان لم يصب ذهب الى المعارضة مختارا..
هذا هو المنطق الطبيعي .. اما ان تبدأ محادل التدمير والتكسير والتهشيم باستهداف الفتح والعامري وقادة القائمة ومشروعها انهم ايرانيون وان الحشد ايراني فهو كلام اطفال لايصمد امام قوة الدليل وارجحية الحجة البالغة.
اقول لهذا الصديق الذي يتصدى اليوم لجانب من الحملة الاعلامية لاحد النافذين:
بالنهاية سيجتمع قادة المكون بتحالفاته الوطنية .. بنصره وفتحه وحكمته وفضيلته وقانونه وسائر مكوناته السياسية وسيضعون هذا الكلام ” الساذج ” وراء ظهورهم وسيتم تكليف رئيس وزراء يحفظ حق الحشد ومكاسبه وعنوانه ولايسيء لاي من رجال المقاومة الاسلامية والوطنية الذين وضعهم الله تعالى في مقدمة الركب لادارة البلاد لانهم القادرون على خدمة بلدهم في وقت كان الاخرون يتنزهون مع صديقاتهم في حدائق جونرود!.