20 مايو، 2024 6:25 م
Search
Close this search box.

الفتاوى التكفيرية..أين كانت .. ولماذا الآن جهارا ؟/1

Facebook
Twitter
LinkedIn

الفتوى :
هي اصدار حكم شرعي من قبل الولي او المفتي او المرجع الديني والحكم الشرعي هذا يستنبط من القرآن او السنة اوئئمة المسلمين كما هو الحال عند الطائفة الشيعية ولا يصدر هذا الحكم كل من هب ودب او من يعتقد انه يستطيع ان يصدر حكم شرعي بل يصدره للأمة من هو منصٌب كمرجع او ولي او مفتي والأمة بحاجة لهذا الحكم الشرعي نتيجة لحدث تعيشه او تغير خطير حاصل على الارض والناس تعيش في حيص بيص لذالك يتدخل ذالك الشخص ليبين للناس او ليرسم لها الخطوات الواجب اتخاذها للعمل بموجب هذه الفتوى لذالك الحدث الكبير ..
الفتوى لها اثر كبير على نفوس الناس خاصة اولاءك الذين يعتقدون بالمفتي اعتقادا مطلقا وهم على استعداد لتنفيذ فتواه بكل حرفيتها حتى لو وصل الامر ان يعطي ذالك المفتي للامة الجهاد ورفع السلاح وتقديم الارواح قرابين لأعتقاده …
رجال الافتاء دائما يتميزون بصفات قل نظيرها عند العامة فهم رجال متدينين بصدق متبحرين بعلوم القران والسنة والسلف الصالح لا ينطقون الفتاوي الا في حالات تتوجب اطلاقها ولا يعنيهم امر الشهرة والشياع ومعرفة الوجوه كنجوم في مجتمعاتهم وهم يعيشون حياة الكفاف همهم الاول والاخير اممهم واخرتهم والفتاوي التي تطلق عن مكاتبهم هم مسئولين عنها ومسائلين وهم من يتحمل تبعات ماوراء افتاءاتهم ,,
على مر العصور والسنين وعلى مدى زمني بعيد لم نقرا الا النزر القليل من الفتاوي كون المراجع واهل الفتاوى حريصين كل الحرص على عدم اطلاق الفتوى اعتباطا او اجتهادا مجردا بل هم لا يطلقون الفتاوي الا لأمر تحتاج الامه فتاوى بشانه وهم مقلين جدا بفتاويهم ودائما ما تكون تلك الفتوي عموما هي اصلاحية بحتة او ارشادية لصالح الامة وليس الغرض منها التنكيل اواخطاء الغير او تكفير الغير واخطر تلك الفتاوي التي تصدر من العلماء هي فتاوي التكفير والتي تعطي وتجعله يفتح وحسب اعتقاده ابواب وتاويلات وتفسيرات واجتهادات قد تصل بعض الاحيان الى المحذور وتاثر
بالسلب على العلاقات بين الناس في الامة الواحدة ذات الاديان والاثنيات والطوائف والمذاهب المختلفة …
اليوم وبسبب الوضع المضطرب في العالم الاسلامي والعالم اجمع من تدخلات واحتلالات واختلافات كثرت الفتاوي في العالم الاسلامي ونكاد نعتقد ان العالم الاسلامي فقط هو من ينتج ويصنع الفتوى بكثافة تكاد تكون 99% الى 1% قياسا للأديان الاخرى كافة الموجودة على الارض ,,
الفتوى لم تتوقف يوما عن الظهور من العلماء المسلمين لكننا وبعد غزو السوفيت الى افغانستان ازدادت حدة انتاج الفتاوي وخاصة التكفيرية وبعض من هذه الفتاوي ايضا تحريمية فالفتوى التكفيرية دائما ماتعقبها فتاوي اصغر حدة وشدة وصلابة منها وهي فتاوى المنع والتحريم والتجريم وهذه من الممكن ان نسميها افراخ للفتاوي الكبيرة التي ولدت منها نتيجة لتداعي وتغلغل الفتوى الكبرى في الوسط الجماهيري مما يولد بعد ذالك ولادة فتاوي من هنا وهناك فتاوي تفسيريه او شرحية ليس من المرجع او المفتي الاعلى بل من صغار العلماء والغير رسميين والذين يعتقدون هم ايضا
وصلوا الى مرحلة الافتاء وهؤلاء لهم متتبعين وقراء ومنفذين واغلب هؤلاء المقربين لهم هم شريحة الشباب والشباب التي يحمل روح التعصب والتطرف فنراه ينفذ الفتوى الذي سمعها من العالم الصغير بحذافيرها ضنا منه انه الاعلم او الاعلى بسبب التاثير العقلي لذالك الشيخ او العالم على ذالك الشاب للدرجة التي تشعر بان البعض من االشباب كانهم مسيرين وليس مخيرين في التنفيذ او انهم منومين مغناطيسيا ومسيطر على عقولهم او وصلوا الى مرحلة الغسيل الدماغي من قبل مفتيهم فتراهم يتدافعون بقوة لتنفيذ تلك التعليمات بعد اصدار الفتوى والتعليمات وهذه ربما لا
تاتي من المفتي الصغير بل ممن حول ذالك وهو القريب ونسميه المفتي الاصغر والنتيجة يصل المجتمع الى الفوضى الافتائية ويقع تحت تصرفت هؤلاء الشباب المتسرعة في التنفيذ بدون الرجوع الى الحقيقة او االبحث عنها او كيفية ودرجة التنفيذ لما صدر من هنا وهناك من فتاوي وتعليمات …
كما اسلفنا ان العالم او المفتي او المرجع دائما ما تكون فتواه متزنه ومحترفة ورصينة وتتبعها بعد ذالك من المكتب او العلماء المقربين له وبايعاز منه تعليمات لتلك الفتوى ولا يبقي ذالك العالم الباب مفتوح للتأويل والتفسير والتنظير بل تاتي بعد الافتاء تعليمات تقطع الطريق على اولاءك الانتهازيين الذين يرومون السيطرة عليها حسب مزاجهم او حسب تفسيراتهم الهوائية او العاطفية وهنا تخرج فتوى العالم الكبير وقد لمت بكل التداعيات وطوقت واطرت كل التوقعات التي تعقب وتأتي بعد العمل بتلك الفتيا ,,
اليوم وقد ظهر عدد غير قليل من المفتيين الغير أكفاء والغير محترفين والغير رسميين ايضا والغير مهيئين لأعطاء واصدار الفتاوى وهؤلاء يصدرون مزايداتهم وفتاويهم ويبغون منها الشهرة الاعلامية نتيجة لتلقف الاعلام لتلك الترهات المتسرعة والفوضوية وايضا يبغون الشهرة الاجتماعية وفي بعض الاحيان يكون اولاءك مدفوعين او مدفوع لهم اثمان لأصدار تلك الفتاوي التي لها تاثير خطير على المجتمعات العربية والاسلامية وعلى المجتمع التي تخرج منه فتاويهم وتسخر لأهداف سياسية بحته وتصنع هذه الفتاوي الغير متزنة تؤجج الكراهية والعداوات وتجعلها متفشية
وتستغل من قبل ضعاف النفوس التابعين لهم والذين يعطون لأنفسهم العنان يالايغال بتنفيذ الفتوى وكل ما يجري بعد ذالك من حرام وحلال هو معلق برقبة المفتي او العالم الذي افتى وهذه الفكرة هي من اخطر ما يدور في عالم التنفيذ لتلك الفتاوي فالمعروف بين المجتمع ان الفتيا يتحمل حلالها وحرامها وتبعياتها وما تخلف من افراح او اتراح او انتهاك اوصيانة حقوق هي برقبة من افتى وكما مشهور القول (ان اخطا فله ثوابها وان صح فثوابها مرتين) وهذا القول للاسف الشديد يعمل اليوم في الاوساط الدينية وبالتاكيد يعطي هذا القول الدفع القوي لصناعة الفتيا لكل من هب ودب
ومن هو اصغر من ان يفتي وفي الحال يجب ان لا تقف الحكومات في الدول الاسلامية موقف المتفرج بل عليها ان تتدخل في تنظيف العالم الافتائي من الدعاة او الصغار المبتدئين والذين يجعجعون ولهم اتباع وايقافهم وعدم السماح لهم بالافتاء او ضرب الجدار الاعلامي او الاجتماعي حولهم او حتى الايداع في السجون اذا كانت اهدافهم تخريبة او مقصود منها تعريض المجتمع في تلك الدولة الاسلامية الى التهلكة والتي ايضا تؤدي الى نزاعات في البلد الواحد ومنع وايقاف التسميات التي تطلق على هؤلاء الصغار والتدخل لتكذيبها وهذه التسميات لها وقع كبير في نفوس الشباب(
فالعالم الكبير او المفتي الاعلى او المرجع الرباني او المفتي الجليل او العلامة او الذي لايخاف لومة لائم) تلك المسميات يجب منعها وحصرها باسم واحد يطلق على شخص واحد لقطع الطريق على اولاءك الشباب الذي تؤثر فيهم هذه المسميات …
من هذا كله وعدم السيطرة على ذالك العالم الضبابي او الفوضوي عانت الامة الاسلامية اكثر ما عانت من ابناءها قبل العالم الاخر ذو الديانات الاخرى والتي ظهرت بحقهم الكثير من الفتاوي التي تحرض على المقاطعة او التحريم او في بعض الاحيان التجريم وهذا انعكس سلبا على العلاقات بين العوالم الاسلامية والعالم الاخر الغربي بالذات فتوقفت التبادلات السياحية والصناعية او في بعض الاحيان السياسية نتيجة لذالك ورميت الاتهامات على هذا الطرف او ذالك بسبب تلك الفتاوي التي تحرم الديانات الاخرى وتوقف التعامل معهم ومع بضائعهم ومع ما يصدرونه للعالم
الإسلامي قاطبة حتى ان الدول العظمى جيشت الجيوش وتدخلت عسكريا بحجة مطاردة المتطرفين في افغانستان والعراق الدولتين هما اسلاميتين اكثر الدول تعرضتا لقبح الفتاوي التكفيرية الخطرة واحتلت الدولتان بسبب التطرف وبسبب تلك الفتاوي ,,,
لكن الذي يجري بين العالم الواحد اعظم واكثر خطورة والذي ادى الى هتك النفس البشرية وسفك الدماء وقتل الابرياء نتيجة لأصحاب الفتاوي التي تصدر من الدول العربية والتي لا
تتدخل الحكومات لردع مثل هذه الفتاوي القاتلة,,,

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب