23 ديسمبر، 2024 4:56 ص

الفتاة اللعوب والقدر

الفتاة اللعوب والقدر

شربت كأسا أخر فليلها لا ينتهي, تتجرع الخمر كسم ينهي كيانها, فتدرك جيدا أنها لم تعد هي منذ سنوات بعيدة, السيجارة لا تفارق يدها، يصعد دخانها كبقايا حريق الذات, تحن دوما لذاتها القديمة, تلك الطفلة البريئة, قبل أن تنتمي لإعدادية الحريري للبنات, حيث كان الافتراق عن سنوات البراءة, كأسا أخر عسى أن تنسى خيبتها الكبيرة, لكن لا سبيل للنسيان, فالذاكرة خالدة بكل الأيام السيئة التي كانت هي بطلتها بلا منازع.
ميس، منذ مراهقتها وهي تحس أن جسدها هو كل ما يقيمها كموجود أنساني، فتفاصيل جسدها حكاية كبيرة، هزت عقول كل من يراها.
عندما كانت في الإعدادية كانت تواجهها مشكلة في مادة أستاذ حامد، فعمدت إلى إغواءه، فنجحت بتميز، فاكتشفت أنها بحركاتها ووعودها, وبعض الحب, ممكن أن تحقق ما تريد.
وفي الكلية كانت لا تقف أمامها أية صعوبة، مستغلة جسدها لعبور كل المراحل الدراسية، لم تكن تطلب المال مقابل الجسد, لأنها من عائلة ثرية، في بدايتها كانت تستغل جسدها لتحقيق أهدافها، وتحاول أقناع نفسها بما سمعته من احد الشيوخ حيث قال ذات مرة ” ليس على المضطر حرج”, وهي دوما مضطرة لما تفعل.
لكن فيما بعد أصبحت تجد متعة كبيرة في عملية الإغواء, فليس الاضطرار السبب بل الرغبة, فهل كان سماحة الشيخ دجالا؟
وعندما قررت أن تحصل على تعيين، كان في قرار نفسها أن تكون مغامرتها الأخيرة عبر الجسد, فتعرفت على شاب هو سكرتير المدير في مؤسسة حكومية، فأعطته جسدها وهي الجميلة المثيرة، مقابل ذلك حصلت على عقد توظيف.عندها قررت التوبة, لكن لم تستطع, فالداء كان مستحكما بها, كثيرا ما لعنت جسدها وسماحة الشيخ, وهكذا استمرت رحلة العمر والجسد.
إلى أن جاء القدر وقرر إيقاف ميس, ألان تبكي على سنين العمر الماجنة، تريد فرصة للعيش، لتكفر عن ذنوبها، لكن القدر قال كلمته، وانتهت أحلام ميس.

[email protected]