18 ديسمبر، 2024 8:23 م

الفاشلون الذين لا يعترفون

الفاشلون الذين لا يعترفون

الاعتراف بالخطأ خصلة من خصل الشجاعة وفضيلة واخلاق تثمر عنها بناء الشخصية وتجاوز مراحل الفشل بنجاح مثمر , عندما عرض انور السادة على الكاتب والفيلسوف المصري مصطفى محمود أن يتولى الوزارة رفض قائلا : أنا فشلت في أدارة اصغر مؤسسة تربوية وهي الأسرة فكيف بي ان انجح في ادارة وزارة , مع أن الكاتب المصري هو دكتور وله اكثر من ثمانين كتابا في مختلف المجالات الادبية والعلمية والاجتماعية وكان اسلوبه في الكتابة بسيط سهل البيان , مايهمني في الامر ان الحكومات المتعاقبة في ادارة الدولة العراقية منذ عام 2003 لغاية كتابة هذا المقال لم اقراء واسمع ان مسؤول انكر ذاته وظهر على شاشات الفضائيات وهي تصدع رؤوسنا كل يوم عن استعراض انجازات ومجادلات لمسؤولي الاحزاب ومن تولى مناصب رفيعة , ناهيك عن التسقيط وكل من يدعي نفسه هو صاحب الفكرة والمشروع لم يخطر ببالي يوما أن يسموا سياسي بارز او رئيس وزراء شجاع وضع نصب اعينه امانة البلد ولايختلف الامر أن يطال حديثي رئيس الدولة وهو لايهش ولاينش مجرد ماكث في مكتبه ويتخذ من صومعته برفقة قلمه المملوء بالحبر الاحمر وجد للتوقيع فقط , كلنا نصلي واكثرنا يصوم ونسينا ان لقلقة اللسان عند بعض من شارك بتدمير البنية التحتية واوقف عجلة التقدم وبددت اموال العراق هي جزء من عبادته كونه يقراء اجمل الادعية ويرتل الأيات القرآنية ترتيلا بما يناسب عظمة القرآن الكريم ولكنه لايعمل بما ارده الله (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) التوبة 105, ان الدين المعاملة والتضحية والشجاعة وقول الحق حتى على نفسي والتخلي عن ملذات الدنيا والفوز بالاخرة عملا لاقولا , كم وزيرا ووكيلا ومدير عام فشل في ادارة مؤسساته واتخذ من مكانه جاه ليقضي فيه حوائج اقربائه وحسن من مستواه الاقتصادي , عندما يرفض الكاتب مصطفى محمود وزارة كلف بها خوفا ان يفشل او يتلكأ في تقديم افضل الخدمات وانا على ثقه ان هذا الرجل لو استلم وزارة لوضع خطة منذ البداية كمنهاج لعمله لسبب ان المفكر كان قريب من المجتمع واكثر كتبه تعالج مشاكل عصرية ووضع ابهامه على الداء وبذلك رفض حجم المسؤولية خوفا من التقصير غير المتعمد , وحينما تسمع ان الوزارة العراقية انيطت لهذا الوزير ذو الكفاءة والخبرة والشهادة ومتمرس في هذا المجال من تلك المسميات وكأنك تستمع لبيع سلعة تستعرض خصائصها في مزاد الصباغ ايام الزمن الجميل, ولاكثر من عقد ماذا جنينا كانت النتيجة اساءة واستشراء الفساد والسبب يعود الى حالات بيع وشراء المناصب والوزارات فهل يعقل ان المسؤول سيكون مخلص في عمله قبل ان يسترجع مادفع من مبالغ لشراء المنصب وقد تحتاج لسنوات على هذا الحال , , فهل تعتقد ان الوزير او المديرالعام الى بقية المسميات يعمل من اجل النهوض بواقع محيط متطلبات عمله ويحارب الفساد ويكون أمين في اظهار مسؤوليته على افضل ما يرام , لربما امراءة جاهلة لاتمتلك ثقافة عامة تنجح في ادارة بيتها ويتخرج من حظنها اسماء تلمع في ادارة اعمالهم ,وقد يكون العكس هو من تفشل المرأة المتعلمة صاحب الشهادة العاليا في ضبط الآسرة وتوجييها بالسبل الأمنة ,نحن بحاجة الى مسؤول شجاع لاتراكم خبرة وشهادات معلقة على جدران الحائط خلفه , ومن مخرجات الحكومة في ادارة الدولة لسنين متعاقبة كانت متعاونة مع الوزير الفاشل خوفا من ازاحته وتشخيص تلكئه امام الراي العام لان العملية السياسية بنيت على خطأ كون المحاصصة هي اساس التشكيل وقيادة الدولة فهنالك مقايضة في التستر على الوزير او المدير العام ولايجوز محاسبته خوفا من ردة فعل الجهة المستند عليها , في كل دول العالم المتقدمة التلكأ والفشل يضعه امام المسألة القانونية ويعطي له حرية التحدث والدفاع عن نفسه فالعمل فيه فشل ونجاح ومن الفشل نستطيع ان نعالج الثغرات ونرتقي بذلك الفشل الى النجاح المثمر , الا في حكومات العراق المتسلطة على رقاب الشعب لا وجود للفشل والنجاح حسب تصورهم هو الحليف الملازم لهم , ولو استعرضنا انجازات الوزارات ستكون هي الشاهد على الفاشلون الذين لايعترفون بفشلهم ولايعطون فرصة لغيرهم من الاكاديمين والمخلصين في معالجة الخلل الذي اصاب الدولة ونتج من ذلك تداعيات على الوضع الاقتصادي والخدمي للمجتمع فلم نر النور في انجاز خالد يذكر ويتناسب مع ميزانيات الدولة الانفجارية ,