ليس العيب ان تفشل مرة ، لكن العيب في استمرار الفشل ، في الحفاظ على قبعة السقوط منتشية فوق الرؤوس ، في التحصن خلف سواتر الهزيمة ، الفشل صار عنواناً اصطبغت به جلودنا ، ولازمة لم تكد تفارقنا منذ سنين طوال مضت، لم نكن سبباً في اي فشل ولا طرفاً في اي هفوة ،بل كنا ارقاماً مجردة يتقاسمها الموغلون في قيادة فيالق الفشل ،كنا عشباً يابساً على ارض فتكت بها حرائق الفاشلون .
في كل عام ننتظر مرور المواسم ، عسى ان نجني ثمار شجرة زرعناها ، لكن صقيع الفشل يقتلها قبل موعد القطاف .
من الغريب جداً ان يناقش المسؤولون عن الفشل اليوم قضية فشل جديدة ستحدث بعد خمسة اشهر من الان ، وما قانون الانتخابات البرلمانية للعام 2014 الانموذجاً على انعدام رؤية بصيص النجاح ، وما الاختلافات على القانون الا اصرارا على المضي في متاهات الفشل ، فهم وحدهم يتناطحون ويتصارعون على مقتضيات حددتها مصالح حزبية وفئوية ، ونحن مغيبون ، متحجرون في اماكننا وعيوننا فقط ترقب ما يمر امامها من خيول جامحة يمتطيها محاربون لايعرفون المهادنة او التنازل في ساحة المعركة السياسية .
نتقلب اليوم على صفيح الديمقراطية الساخن جداً والتي باسمها ابحر مركب الفقر الى بحور ستة ملايين عراقي وربما ينهش خلال السنوات المقبلة جسد ملايين اضافية اخرى ، فكيف للديمقراطية ان تنسجم مع الجوع او تتعايش معه وهما نقيضان لدودان كل منهما يشهر سيفه لقتل الاخر .
لابد ان نعي ان عمر الرجال في المسؤولية لا يقاس بالزمن بل بما تحقق من خدمة وطنية ، ولابد ان نعرف ايضاً ان صفحات التاريخ لاتظلم احداً ولا يمكن لاي مؤرخ منصف جاد ان يطعن في الحقائق .