23 ديسمبر، 2024 9:45 ص

“الفاسد” النزيه في فقه الدعوة

“الفاسد” النزيه في فقه الدعوة

منذ ايام عدة وانا اراقب بين لحظة واخرى الانباء العاجلة التي تعد جزءا من عملي اليومي، لكن هذه المرة بحماس اكثر من المعتاد يصاحبه قلق الانتظار، وهنا قد يسأل الكثير ما السر الكبير وراء ذلك على الرغم من الاحداث التي نعيشها بسبب القوائم الانتخابية وازمة التحالفات وصراع الموازنة والتي لا تقل مفاجأتها عن اي حدث اخر.

يا سادة الخبر الذي ننتظره سيضع الحرب على الفساد التي اعلن عنها رئيس الوزراء حيدر العبادي امام اختبار حقيقي وسيكشف صدق النوايا من زيفها فنحن ننتظر وصول احد اعمدة الفساد وهو مقيد بـ”الاغلال” بعد سنوات على هروبه بما حمل معه من اموال وعقارات منهوبة من وزارة التجارة الى عاصمة الضباب، لكن “حوبة” العراقيين والفقراء منهم جاءت بالوزير الهارب عبد الفلاح السوداني الى بيروت التي كشفت سلطاتها عن قرب تسلميه للقضاء العراقي، لتتجاوز تدخلات الافراج عنه وتمنع مساومات اصحاب المال والنفوذ، وهو ما شكل “صدمة” لم يستطيع رفاق درب السوداني تحملها، ليطل علينا الامين العام لحزب الدعوة عبد الكريم العنزي وهو يتحدث “بحرقة” عن السوداني قائلا “عبد الفلاح السوداني ظُلم، وهو ليس فاسداً، حتى وان كانت هناك ملاحظات على طريقة إدارة الوزارة في عهده، لكنه من أنزه الناس”، ليواصل حديثه بكلمات حزينة كاشفا عن سر لا يتوقعه احد بان “السوداني يعيش حالة فقر شديدة في لندن وليس لديه اي دخل سوى سيارة قديمة يعمل عليها ابنه سائق تكسي”.

قد تكون تصريحات العنزي الذي افنى سنوات عمره في “الجهاد” كما يقول حينما يستذكر ايام “النضال” مع زميله نوري المالكي، مقدمة لاعلان براءة السوداني بتزكية من حزب الدعوة الذي ابتلاه الله بوزراء ومحافظين “فاسدين”، حصلوا على “صك الغفران” لانهم يحملون “وسام” الدعاة رغم حجم السرقات والاموال التي استثمروها بشقق وسيارات فارهة في بلاد الغربة، والتي سيعودون اليها ما ان تنتهي حملتهم الدعوية.

البعض سيتهمني بعدم الانصاف والتجني وسيذكرني بصلاح عبد الرزاق وكيف عمل حزب الدعوة على فصله من الحزب وإعلان البراءة منه، نعم ياسادة عبد الرزاق ضحية التحول الجديد وليس “صحوة الضمير” وتعالوا نسأل اين عبد الرزاق، هل تم تسليمه وعرضه على القضاء ام انه مازال ينعم “بخيرات” مشاريع بغداد الوهمية؟، وهل من الممكن ان يرد على تساؤلاتنا السيد العنزي كما انبرى دون غيره في الدفاع عن السوداني الذي يتطلع العراقيون لمشاهدته بقفص الاتهام عاجلا وليس اجلا.

دعونا نتجاوز ذلك ونفتح قليلا ملف قادة ومرشحي الدعوة من ائتلاف دولة القانون الذين مازالوا يبتكرون وسائل “محيرة” في الدعايات الانتخابية فصاحب الإنجازات الأمنية الذي يتفاخر بقيادته لمستشارية الأمن الوطني بسبب إنجازاته التي يتحدث عنها كما “يدعي”، خرج علينا بمقطع فيديو وهو يجلس على كرسي “فخم” وأمامه طفل يلقي شعرا يمتدح فيه إنجازاته والربيعي يرد “عفية” بعد كل بيت شعري وكأنه مازال مهووسا بحكايات صدام وجولاته، او قد يكون تأثر برأس الصنم الذي يحتفظ به في منزله بعد إزاحته من اعلى مدخل قصر السلام بدبابة أميركية،، وأخيرا اعذروني فسؤالي الاخير هذه المرة قد يتجاوز ماهو مألوف ويخرج عن الواقع، فهل سنرى “فاسدا” يحاسبه العبادي ام سيخرج بتزكية من حزب الدعوة بجميع فروعه؟..