23 ديسمبر، 2024 5:49 ص

الفاسدون احرقوا سفينتهم!

الفاسدون احرقوا سفينتهم!

_يقول موريس دوفرجيه..عالم السياسة وأستاذ القانون الفرنسي والملقب ب(بابا العلوم السياسية)..إن مختلف الأنظمة السياسية المعتمدة في العالم تستتر خلف نظام واحد ألا وهو..النظام الديمقراطي..وبعض هذه الأنظمة الفاشية التي ترى أن شعار الانتخابات(خيانة)!
_للذين يؤمنون بوجود سياسة في العراق..انتهت..العملية السياسية وتحتاج إلى وقت لاعادتها من رميم العظام!
_ اذا كنا نبحث او حتى نحلم عن بارقة امل في العراق، علينا أن ننتقل من مرحلة البصر إلى مرحلة البصيرة..وبات من العار أن يتكلم أو يتشبث أحد بعد اليوم بشيء اسمه العملية السياسية!
_لاتستغربوا أيها الشعب بكل مايجري..فالتزوير.. كان بالنسبة للفاسدين..بمن..يستر حاله بالتمرغ في الطين، أما واقعة الحريق المشهورة..فهي تشبه(العاهرة)..التي خرجت عارية من بيتها إلى شارع الفضيحة!
في الحقيقة..إن السياسة عالم والانتخابات عالم آخر..وحين..تزحف الشعوب إلى صناديق الاقتراع لانها تريد نظاما سياسيا تديره هي بإرادتها..وإن الف باء العلوم السياسية..تؤكد..أن السياسي الناضج هو الذي يسعى لإيصال أفكاره وخططه إلى الشعب، أهم بكثير من وصوله إلى كرسي البرلمان..لكن هذه الفلسفة غير موجودة في عقول من يتولى امرنا..لماذا؟
1. زناة الاحتلال:
كون ان العراق مرهون بالنزاع الأمريكي_الإيراني..وكل الطبقة السياسية مصيرها معلق بين الأبوين(أم أمريكية وأب ايراني) والعكس صحيح..وكي لاننسى تآمر بعض دول الجوار والدول الإقليمية..حيث دأبت أجهزة مخابراتها على العمل..أن يكون الحراك السياسي في العراق يسير وفق نهج القاتل والمقتول..ولاأظن..إن أحدا يماري هذه الحقيقة، والجميع من كتل وأحزاب سياسية ومستقلين سواء كانوا في السلطة التشريعية أو التنفيذية ينفذون ما خطط لهم.
2. المفهوم الأحمق للديمقراطية:
يفهم ساسة العراق على أن الديمقراطية..مجرد.. انتخابات وصناديق اقتراع؟
لكن الديمقراطية الصحيحة..هي الثورة الحقيقية في تغيير حياة الشعوب.
الديمقراطية..العمل السياسي الناجح، من خلال مؤسسات الدولة المستقلة عن بعضها.. وعبر أحزاب قوية ومعارضة سلمية مؤثرة..للارتقاء بعملية سياسية ناضجة، تصل إلى جمهورها وتكسب ثقة شعبها وتحقق طموحاته.
3. الخطأ والخطيئة في ديمقراطية قتل الحقائق؟
الكوميديا القاتمة..إن مجلس النواب العراقي يعالج أخطائه بالكوارث..والخطيئة التي سقط فيها برلمان(الشعب)..عندما أصر على مفوضية فاشلة وفاسدة، وبغطاء سياسي تافه نتيجة المحاصصة..لكي..تقود العملية الديمقراطية..والمحصلة فهم يقتلون كل الحقائق..عبر مفوضيتهم الشيطانية مقابل تحقيق مصالحهم الشخصية. لكن الغريب في الأمر..إننا لانتعلم من تاريخنا بل نحاول أن نجهله. بدون أدنى شك..العراق اليوم في وضع لايحسد عليه وماسيشهده البلد من تداعيات وارهاصات نتيجة الجرائم التي اقترفتها مفوضية الانتخابات..حيث ضربت كل العملية الانتخابية في مقتل. ومن هنا.. لايمكننا إلا الإعلان الرسمي والشعبي بأن هذه المفوضية لايصلح معها إلا مايصلح مع داعش.
4. شهادة وفاة ديمقراطية العراق المستوردة؟
السؤال..أين وصلت ديمقراطيتكم المستوردة المشوهة؟
صدعت رؤوسنا منذ خمسة عشر عاما بمصطلح(الديمقراطية)..وبمرور السنين وتعاقب الحكومات الفاشلة..أصبحت الديمقراطية الوباء المتفشي الذي كان ومازال سبب كل الأعمال الدنيئة التي تجري في العراق. فلاتوجد ديمقراطية بالعالم تسمح لكتل وأحزاب فاسدة تجعل من استحلال المال والدم عنوان لها. وبعد أن خلعت الطبقة السياسية ملابسها المزيفة..اليوم..انقسم العراقيون إلى فريقين:
فريق تعرى كليا يطبل مع الفاسدين..وفريق آخر مغلوب على أمره يرزح تحت وطأة الهيمنة الأجنبية.
أخيرا…العراق اليوم بحاجة ماسة إلى ديمقراطية حقيقة من الفاو إلى زاخو للوصول إلى مستويات حياة أرقى للإنسان العراقي…