18 ديسمبر، 2024 7:05 م

الفاسدون أكبر من الدولة!

الفاسدون أكبر من الدولة!

عندَما يتحدث عضو مجلس النواب صادق المحنا عن الفساد والفاسدين ويقول ما نصه (الفاسدون أكبر من الدولة ونحتاج إلى دعم المنظمات الدولية لمحاربته) فهذا يعني بصريح العبارة أن البلد ذاهب إلى المجهول وأن مافيا الفساد باتت تهيمن على كل شيء وليس هناك من يقف في طريقها أو بمقدوره أن يحد من سطوتها وان كل دعوات الإصلاح التي أطلقها المسؤولون في محاربة الفساد إنما هي دعوات للتمني وتطييب الخواطر.
فالفساد الذي بات ينخر في كل مفاصل الدولة كبيرها قبل صغيرها فلا تجد دائرة واحدة بعيدة عنه أو لم يدخلها الفاسدون فلا تعيين إلا بتوريق ولا انجاز لمعاملة إلا بتوريق وإما العقود فالحديث فيها طويل ويطول ، وان أي كاتب إذا ما تناول موضوع الفساد فأنه سيجد صدى لما يكتب لدى كل الناس البسطاء والمعوزين ولا يجد له أي صدى عند المرتشين والمزورين والفاسدين، نعم الفساد أصبح آفة وعقبة كأداء في طريق بناء البلد بل انه سبب خراب كل شيء في هذا البلد المبتلى وأعجب من مسؤول يسمي كبار الفاسدين بحيتان الفساد ويعرفهم حق المعرفة وبيده سلطة القرار ولا يتخذ قراره باستئصال هذه الأورام السرطانية إلا أن يكون واحدا من اثنين إما خائف أو شريك وفي الحالين فهو خيانة لشرف المسؤولية التي يدعي تمثيلها أو تحملها، وأتذكر كما يتذكر غيري من العراقيين في نهاية عقد الستينات عرض تلفزيون بغداد موظفين من شركة المخازن العراقية (أورزدي باك) أدينا بالجرم المشهود بأخذ رشوة مقدارها عشرة فلوس عن كل متر قماش (بازة) من إحدى الدلالات وكان عقابهما طرد من الوظيفة وثلاث سنوات سجن وحلاقة شعر رأسهما وعرضهما من على شاشة التلفزيون فكانا عبرة لمن تسول نفسه التفكير بأخذ الرشوة فهل يفعلها رئيس هيئة النزاهة ويعلن عن إحالة احد حيتان الفساد للمحكمة وتكون محاكمته علنية؟ أم إن في الأمور أمور ونحن بحق بحاجة إلى دعم المنظمات الدولية لمحاربة الفساد والفاسدين؟
نقلا عن المشرق