23 ديسمبر، 2024 9:18 ص

الفارس الذي ترجل الى الخلود صعودا

الفارس الذي ترجل الى الخلود صعودا

” حينما شاهدتُ المنشور الذي أرسلة ألأخ شعلان هذا اليوم , لم أعرف ماذا أفعل؟ حقاً أن الكلمات تعجز عن الخروج الى النور بحق هذا الشاب ومن معه . من أنت؟ هل أنت ملاكٌ أرسله الله الى ألأرض كي تنقذ مئات ألأرواح من البشر؟ أم أنت مشروع تضحية ليس له عنوان إلا حب ألأرض وحماية ألأطفال والنساء والشيوخ وكل المخلوقات التي تسير على ألأرض بالقرب من تلك ألأرض المزروعة بعناصر الموت والدمار. في زمن الخوفِ والترقبِ وإحتباس ألأنفاس تخرج حكاياتٍ بطولية ترسم لها طريقاً منيراً وسط الظلام مهما كان حالكاً. حينما كنا صغاراً كان الرجال المسنين يتحدثون الينا نحن ألأطفال عن قصص البطولة التي كان الرجال يسلكونها حينما يدافعون عن ألأرض والعرض والشرف والكرامة وكل شيء يرمز للرجولة حينما تدق الساعة. كانوا يذكرون لنا حكاياتٍ عن أؤلئك الرجال الذين عقروا أو ربطوا أرجلهم في ساحات القتال كي لاينهزموا لحظة الموت أو ألأندحار. ويتساقط الرجال على ألأرض فخورين لأنهم لم ينهزموا لحظة الجحيم التي كانت تواجههم وهذا هو إنتصارٌ بحد ذاتة. أين أنت أيها الشاب الوسيم هذا اليوم من تلك الحكايات؟ كنتَ وسيلة إيضاح شديدة واقعية لكل من لم يفهم تلك التضحيات التي كان أجدادنا يقومون بها. لقد تفوقت عليهم في أشياء كثيرة. لم تفكر بمستقبلك..لم تفكر بلحظة الصراخ التي ستطلقها خلفك نساء المدينة ..
لم تفكر بلحظةِ عشقٍ تنتظرك مع معشوقتك زمناً ما وتاريخاً ما. كل شيء غاب عنك عدا لحظة ألأمان التي ستخلفها لكل من يجوب تلك ألأرض وأنت تنتزع فتيل الموت من قذيقةٍ تترصد الفقراء وألأطفال والبؤساء عند الصباح أو قبل الغروب. أي تضحيةٍ هذه التي قمتَ بها؟ أي كرمٍ هذا الذي تجود به الى كل الفئات البشرية التي تمرق لحظةً ما من هناك؟ أنت لاتسحق أن نذرف الدموع عليك..أنت لاتستحق أن نشق الجيوب عليك لطماً وأنيناً وعويلاً…أنت تستحق زغاريد العذارى وكل نساء ألأرض هناك…أنت تستحق مزاميراً وطبولا وعياراتٌ نارية تشق عباب الصمت في زمهرير الشتاء تعلن ترجل فارسا هبط نحو الخلودِ صعوداً. عذراً ..أستميحك عذراً ليس لدي شيءٌ اقدمه لك سوى دموعاً لاتنضب طيلة الحياة…وقلماً يذكر إسمك كل تاريخ البطولةِ وثورات الشباب….وعذراً لأنني لم أكن حاضراً لحظة خلودك هناك تحب تراب ألأرض الطيبة.