23 ديسمبر، 2024 12:56 م

الفاتك والمفتوك به!!

الفاتك والمفتوك به!!

القِوى الفاعلة في الأرض وعلى مرّ العصور , تتحرك وفقا لمعادلة الصيرورة الأقوى , وهي تمضي محكومة بالإمساك بمصادر الطاقة بتبدلاتها مع الزمن.

ولا توجد قوة في الدنيا لا تسعى إلى مصالحها , وإمتلاك ما ينمي قوتها وهيمنتها على حركة الآخرين من حولها.

ونهر الصراعات الأرضية مبعثه البحث عن القوة , بكل ما تعنية وما يتصل بها من مصادر ومفردات.

وهذا يعني أن القوى القائمة في الحياة تتحرك وفقا لمخططات مرسومة , للحصول على ما تريده من عناصر القوة.

ومخططاتها هذه تسمى مؤامرة أو تدخل بالشؤون الداخلية , من قبل القوى أو المجتمعات المُفترَسة أو المفتوك بها.

ومن الغريب أن بعض المجتمعات المبتلاة بالإفتراس المتواصل , قد سجنت نفسها وحصرت تفكيرها في دائرة مفرغة تسمى “المؤامرة”, وأكدت عجزها عن الخروج من هذا المأزق التفكيري والتفاعل التدميري للوجود الحي لها.

بمعنى أن المجتمعات المُسْتهدَفة قد تحولت إلى طاقات مضادة لوجودها , ومعززة لإرادة القوى الهادفة لإفتراسها.

وما يدور في تلك المجتمعات أنها تستلطف دور التواجدعلى مائدة الإفتراس الحضاري اللذيذ لإنشغالها بإتلاف ذاتها وموضوعها.

وتجهل قدرات التفاعل البقائي وتنمية القوة والقدرات الذاتية , لأنها لاتريد أن تواجه نفسها وتعترف بضعفها , وفقدانها لمهارات صيانة مصالحها ورؤية مستقبلها , والإستعداد للتفاعل الإيجابي مع أبنائها , للحيلولة دون التواصل في كونها مادة يتم تصنيعها بأدوات وأيادي المفترسين لها.

وأن عليها أن تنفض غبار ضلالها وتجهيلها , وتتخلص من إنفعالاتها السلبية المحققة لإرادة الآخرين.

وهذه المجتمعات عندما تتحدث عن المؤامرة تبدو مُضحكة وساذجة في نظر الآخرين , وكأنها لا تعيش في الأرض وإنما في كوكب آخر لوحدها وحسب.

فهل ستستيقظ تلك المجتمعات من غفلتها ونومها الحضاري الأليم , الذي تسبب في نزيفها القاسي المرير , وتدرك أنها يجب أن تعي مصالحها وتعمل بكل ما فيها من طاقات وقدرات لوضع الخطط والمشاريع اللازمة لتأكيد المصالح الوطنية.

وأن تتآمر من أجل مصالحها!!!