امطار ..امطار ..امطار هذه الكلمة اصبحت اخطر من كلمة ارهاب في العراق ، لان الارهاب في العراق يضرب في مناطق بعينها ويحدث اضرار بمناطق معينة او الضرر يكون في منطقة الانفجار فقط ، ولكن مياه الامطار ضربت مناطق العراق وخاصة المناطق السكنية التي اصبحت عرضة لهجمات مياه الامطار ، وبعد انتهاء الامطار كانت النتائج كارثية نعم بمعنى الكارثة ، بيوت دخل الماء اليها وغرقت مما اضطر اهلها الى المغادرة الى الطابق الثاني او المغادرة خارج المنزل ، وأكثر مشهد ادهشني هو مركز شرطة الشعب الذي اغرقته المياه من بداية المركز الى نهايته ، والمصيبة الكبرى هي ان المجلس المحلي لمنطقة الشعب هو بجوار مركز شرطة الشعب ، اي انه غرق مع الغارقين ، ومياه الامطار هناك منذ ثلاثة ايام وبدون اي معالجة تذكر !!
اضافة الى ان جميع مناطق بغداد الاخرة شهدت حالة غير مسبوقة وهي دخول مياه الامطار الى المنازل دون استئذان من صاحب المنزل مما اضطر اصحاب المنزل الى مغادرته بسبب هذا الضيف الثقيل ، فكانت معالجة الحكومة لمياه الامطار غير مدروسة وغير دقيقة ، ففي مناطق معروفة في بغداد تم سحب مياه الامطار بنفس اليوم ، وأما المناطق المكتظة بالسكان فتم ترك مياه الامطار فيها الى يوم ويومين وثلاثة وبعض المناطق ما زالت محاصرة بهذه المياه ومن دون معالجة او اهتمام بهذه المناطق السكانية .
طبعا انا هنا لا اتكلم عن محافظة بغداد فقط فجميع محافظات العراق العزيزة ( طبعا دون محافظات كردستان العراق )
قد تعرضت الى هجمات مياه الامطار وغرق الكثير من المنازل ، اضافة الى ان السيول في المناطق الصحراوية قد جرفت الكثير من المنازل ، اضافة الى تدمير المحاصيل الزراعية وخاصة محصولي الحنطة والشعير في الكثير من المحافظات العراقية .
طبعا انا هنا احمل الحكومة ووزارة البلديات بالذات نتائج هذه الاخفاقات المتتالية وخاصة في السنوات الاخيرة ، لانها لم تجد الى هذه اللحظة اي حلول جذرية من اجل السيطرة على مياه الامطار والمياه الثقيلة الاخرة ، وذلك بسبب كثرة المشاريع العملاقة الوهمية التي انجزت في العراق خلال السنوات العشرة الاخيرة ، فجميع هذه المشاريع كانت عبارة عن مشاريع موجودة على الورق فقط ولا وجود لها على ارض الواقع ، ولا اعتقد ان احد كلف نفسه عنا البحث عن هذه المشاريع الوهمية التي صرف عليها مليارات الدولارات ، ولكن النتائج كارثية كانت بسبب هذه المشاريع العملاقة وهي بالكاد ان تكون مشاريع بسيطة لان الشركة المنفذة لهذه المشاريع هي عبارة عن اشخاص وليس شركات تقوم بحفر المجاري ومد الانابيب على البركة وليس على الخبرة !!!
نعم الحفر بدون تخطيط مد الانابيب الخاصة بمياه تصريف الامطار بإحجام ونوعيات غير مناسبة لهذه المياه نوعية العمل رديئة وغير مدروسة ، لا وجود الى اي مراقب كان من قبل الحكومة او الوزارة ، والسبب لان الجميع (اخذ المقسوم ) من هذا المقاول او من الشركة المنفذة لهذا المشروع العملاق .
نحن نطالب الحكومة ووزارة البلديات بالذات الى التعاقد مع شركات عالمية رصينة مختصة بمشاريع المياه الثقيلة ومياه الامطار من اجل ان تكون النتائج في المستقبل القريب افضل من حالنا اليوم ، لان الحال اليوم لا يرضي عدو ولا صديق العراق تحت رحمة مياه الامطار ، والحلول المتوفرة في الوقت الحاضر هي عبارة عن سيارات تقوم بسحب هذه المياه من الشوارع ورمي هذه المياه في مناطق اخرة !!
نحن نريد حلول على ارض الواقع يا حكومة ويا وزارة البلديات .