18 ديسمبر، 2024 9:44 م

الـ (وعي) بالإزاحة الجيلية

الـ (وعي) بالإزاحة الجيلية

مروة الخفاجي
تتكئ الإنسانية على القدر؛ كي تطمن عجزها، معتمدة الإرادة الربانية التي تبسط نتائجها، على علاقة الفرد والمجتمع، بربهما، أما علاقة العراقيين بحكومتهم، فلها موال لم يغنه مطرب بعد!

“أنت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد” الضعف والرغبات والحاجات الاساسية المفقودة تتحول الى أحلام، يطلبها الشعب من حكومة منشغلة بفسادها.. تعاقبت الوزارات، على غمط حقوق الشعب.. فماذا عدا مما بدا؟ ما دام فساد الأحزاب أقوى من حلم الشعب بالنزاهة، وهو يطمح الى عيش رغيد بثرواته المبددة بين حروب وفساد.

هل ستؤتي الحكومات ما لم يؤته الأوائل.. وهم يلتاصون بخلع قمصان كلفت العراق دماء مئات الشباب ذهبت سدى وحياة إزدادت عطالة فوق عطالتها وإقتصاد تبدد متلاشيا مثل ماء في ارض سبخة؛ إذ أشرقت التظاهرات في تشرين 2019 وأَفِلَتْ في تشرين 2020 فلنرض بقدرنا ساعين الى تصحيح المسارات… كيف؟ هذا ما ينبغي ان تجيب عليه ستراتيجية حكومية منتظرة تشخص الداء وتصنع له الدواء! فهل شخصت وصنعت؟ ام عجزت عن الإيفاء برواتب الموظفين وواصلت توزيع ميزانيات مشاريع وهمية على “الأولاد.. ها لولاد ها”.

أم نتجه لله بالدعاء مكتفين بمراد لن يجيء؛ لأن حياتنا مؤجلة على أساس “أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد” وكلما أوغل الكسل في تقييد حركتنا “العقل يُقْدِمُ والجسد يُحْجِمُ” قلنا: “حسبنا الله ونعم الوكيل” و”لا حول ولا قوة إلا بالله” و… مجلدات من حكم ماضوية نفلت لأجلها المستقبل.. يتسرب من بين الأصابع، والراهن هباء.. ماضٍ يطبق على العقول المفكرة يفند عبقريتها ويوهن الأيدي العاملة.. يعطلها، فلا جدوى من عقل يفكر ولا معنى لجسد ينبض بالحياة؛ ما دمنا متكئين على مبدأ “أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد” في ظل سياسيين يرون كل غيمة يجب أن تمطر في أرضهم، والرائحة.. حتى رائحة النفط، يجب أن يرصد ريعها وديعة في حساباتهم الشخصية؛ لأنهم “يريدون ونحن نريد والله يفعل ما يريد”.

إسفرت تظاهرات ساحة التحرير عن إحباط ظاهر وتفاؤل مستتر.. تفاؤل عميق.. راسخ الجذور في إرادة الشباب، وهم يتطلعون من خلال تشكيلات فكرية تشفع التخطيط الدقيق بالعمل الميداني الجاد، للإفادة من نهضة الشباب في 25 تشرين الاول 2019 التي يبدو في الظاهر وعلى المدى القصير، أنها أحبطت نهاية تشرين الحالي 2020 بإزالة الخيام وتوزع المتظاهرين بين بيوتهم وعودة الحياة طبيعية الى ساحة التحرير، من دون أن تتحقق مطالب الشباب التي مات العشرات مستشهدا في سبيلها.. ماتوا وهم يحلمون بـ “Utopia – جنة على اللارض”.

التظاهرة لم تحبط ومطالب الضحايا من شهداء ومعوقين وجرحى وعاطلين ومحتجين، لم تتبدد فما زال الامل معقود على شباب كسروا حاجز الخوف منطلقين في فضاءات الشجاعة، ومنهم صلاح العرباوي.. مؤسس ورئيس حركة “وعي” الوطنية، التي إنبثقت من معاناة الشباب، لتستمر، بموازاة التظاهرات المفندة، لكنها وجدت على حافتها لتتواصل معها.

تؤمن “وعي” بمنهج عمل العرباوي بـ “الإزاحة الجيلية” القائمة على حكمة الامام علي: “أدبوا أبناءكم على غير أخلاقكم؛ لأنهم خلقوا لغير زمنكم” متوجها الى النظام شبه الرئاسي الذي تؤيده نسبة 97% من الشعب.

يقود رئيس حركة وعي الوطنية د. صلاح العرباوي، حملة المليون توقيع لتغيير النظام الى شبه رئاسي مؤيدة من قبل الشعب بنسبة 97% درءاً للفوضى والفشل والفساد المالي والسياسي والاداري الذي يطبق على جميع اركان الدولة.

حركة وعي الوطنية، فكرة جديدة تهدف الى تغيير طبقة الحكم، تحت شعار “الازاحة الجيلية” هادفة الى الإرتقاء بالافكار وتطوير النظام بان يكون شبه رئاسي وانتخاب الرئيس مباشرة من قبل الشعب.

نتيجة المسح الميداني الذي أجرته حركة “وعي” الوطنية، وجدت أن 97% من العراقيين يؤيدون السلطة الرئاسية على النيابية التي أكلت الأخضر واليابس.