19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

الـ (كعكة).. تظهر من جديد..!

الـ (كعكة).. تظهر من جديد..!

ونحن على أبواب التوديع لعام 2014 من المؤكد مامن أحد منا إلا ويرجو من العام القادم أن يكون خيرا من المنصرم، إذ نستبشر خيرا متفائلين بقادم الأيام، متمنين أن تحمل لنا حلولا للمشاكل الماضية. ومؤكد أيضا ان المشاكل لم تأتنا مع مطر تشرين.. ولا مطر كانون.. ولا مطر حزيران..! بل هي صنيعة القائمين على المراكز القيادية في البلد، وهنا لا يمكن القول أنه حدث سهوا او عمدا، ففي الحالتين يجب أن يكون الحساب والعقاب واحدا، ذلك ان التأثير السلبي وتبعات المشاكل هو الآخر واحد بكل سيئاته وتداعياته.

إذن..! علينا تهيئة أنفسنا بانتقاء الدعاء المناسب ليس للعام القادم..! بل للشخصيات التي تعتلي مناصب القيادة بمفاصل البلد سياسيا وإداريا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا. إذ بهؤلاء سيتحقق العام السعيد والأيام السعيدة. وبنظرة قبل الرحيل الى الوراء ما الذي أسعد العراقيين في العام 2014؟! وعلى وجه أدق.. ماذا حقق لنا أولئك القائمون على أمر البلد من ساسته ومسؤوليه خلاله؟ مؤلم جدا أن نخرج بإجابة صفر اليدين.

لن أغور في الشهور الإثني عشر السابقة وأتحقق عن الأسوأ منها، بذكر تفاصيل ماحدث أثناءها، سأكتفي على مضض باستذكار ماحدث منذ حزيران الماضي الى اليوم، ولن أتناول جميع السياسين المساهمين بامتياز بتردي الأوضاع على كافة الصعد والمجالات في الشارع العراقي، بل سأتناول المجتمعين في (المؤتمر العربي لمكافحة الإرهاب والتطرف) الذي عقد مؤخرا في أربيل مركز كردستان العراق. ولاأظنني أضيف شيئا إن قلت أن المجتمعين تحت خيمته بعيدين كل البعد عن الوطنية، فهم معروفون وأغلبهم بين مطلوب للقضاء العراقي بجريمة إرهاب او بجناية قتل، او مدان بتهم اختلاس او تلاعب بالمال العام، او عليه أدلة ثبوتية دامغة بتسببه بعمليات إرهابية أزهقت أرواح مواطنين عراقيين أبرياء، او هو مشار عليه بالبنان بتحريضه الطائفي وتأجيج مشاعر العراقيين في خطبة او اجتماع او مؤتمر او تصريح. فتكفي هذه التهم والإدانات كدليل على ماهية المجتمعين، وحتما هذا يدلنا بدوره على أهدافهم من الاجتماع، كما إن التوقيت الزماني والمكاني، يثير كثيرا من التساؤلات وكثيرا من الغبار على مشروعية هذا المؤتمر، وبالنتيجة فالحكم على مثل هذا المؤتمر بائن حتى قبل سماع مايقرره المجتمعون او مايصدره ناطق عنه او مراسل من داخله. وما من تفسير يقنع ذا لب وعقل، او تأويل منطقي نستنبطه من هذا التجمع غير القول أنه دعم للتداعيات الأمنية، ليس في سبيل حلها ومعالجتها، بل لانتهازها في تقسيم ماتبقى من الـ (كعكة) التي مضى أحد عشر عاما على دأبهم في قضمها بما تمكنت أشداقهم من قضم، وأظنهم اليوم يريدون اختتام تقسيمها بينهم بمباركة شيوخ ومسؤولين سابقين، كان لهم باع طويل في تهيئة الـ (كعكة) طيلة السنين الماضيات، بعد أن كانوا يشغلون مراكز حساسة في البلد، ويتبوأون مراكز قيادية في مجالسه الثلاث، حتى وصلت (طبخاتهم) الى ماوصلت اليه اليوم. وقطعا هم يضعون اعتمادهم الأساس بعد كل (تضحياتهم) على المستجدات التي تستكمل مابنوه من مقاصد وغايات، وأقصد بالمستجدات عصابات داعش وأخواتها..! فهي خير عون لهم في تنفيذ مخططاتهم، وخير معين لهم في تقسيم مايشاءون من أرض العراق ومياهه وسمائه.

ماتقدم من سطور هو عرض ورؤية، أما الحلول فلاأظنها تنحصر بمؤتمر او اجتماع او (سوالف).

*[email protected]