الــ Kitsch العراقي و فوبيات الثقافة العراقية السبعة

الــ Kitsch العراقي و فوبيات الثقافة العراقية السبعة

أكتبُ وأنا أرى الثقافة العراقية تتحرك في دائرة مغلقة، كأنها غرفة مليئةبالصور المؤطرة لأسماء أدبية من القرن الماضي، أسماء ما زلنا نقدّسها وكأنهاآخر ما أنجبته المخيلة العراقية. المشكلة ليست في تلك الأسماء بحد ذاتها، بلفي تعاملنا معها. لقد تحوّل بعض الكتّاب إلى أيقونات محصّنة من النقد، حتى صرنا نتوارثها كما نتوارث الطقوس. هذا التكلس جعل الأدب العراقييبدو متحفًا أنيقًا لكنه مترب، فيما تُدفع الأصوات الجديدة إلى الهامش، وكأنها غير موجودة. أصوات شابة تمتلك موهبة وجدّة، لكنها محاصرةبالتهميش. وهنا يشير عبد الجبار العتابي إلى أن كثيرًا من الأسماء التي لمعنجمها لم تكن نتاج إبداع حقيقي، بقدر ما كانت انعكاسًا لظروف زمنها؛ “ترندلوقته، زمن ساذج ومتكلف مضى بلا رجعة.

جيل كامل من الشعراء والروائيين يكتب اليوم نصوصًا حقيقية، متورطة بالواقعوالحرية والمستقبل، لكنه يصطدم بجدار صلد: مؤسسات ثقافية عمياء، ونقادمشغولون باستعادة الماضي أكثر من قراءة الحاضر. محمد الكاظم، من جانبه، يشخّص خمس عقبات تؤجّج هذا الجمود: تمكين «ديناصورات ثقافية» قريبةمن دوائر الحكم للتقليل من التجديد .غياب النزعة التأسيسية التي تدرك رحلاتالزمن.
اعتبار الأدب ساحة صراع سياسي أكثر من كونه إنتاجاً فكرياً.
استهلاكية الأدب عبر السوشيال ميديا وتراجع الحوار العميق.
جهل المؤسسات الرسمية بأهمية الثقافة الحقيقية.
ولا ننسىفوبيات الثقافة العراقية السبعةالتي أنتجت قطيعة بين صانع الأثرـ أدبًا كان، فنًا، أو محتوى سمعيًا بصريًا ـ وبين المتلقي الذي ينهل منبيئته بعيدًا عن ربطات العنق والنصوص المعقمة وجلسات الاتحادات الأدبيةوالمهرجانات المغلقة على نفسها بعدد محدود لا يتجاوز أصابع القدم الواحدةبالغالب .
فوبيا الدين.الخوف من مناقشة أو نقد المقدس الديني أو التراثي، بسببسيطرة المؤسسات الدينية والخشية من التكفير أو الإقصاء.

فوبيا السياسة،رعب من التعبير عن الرأي السياسي الحر بسبب تاريخ القمعوالاستبداد، وما بعده من فوضى و انقسام حزبي وطائفي.

فوبيا السلطة،عقدة الخوف من الحاكم، أو المسؤول، أو حتىرمز الدولة“، وهوإرث طويل من الدكتاتورية والعقاب الجماعي حل بدل عنه عنف المليشيات التيتملك السلاح والكتاب العديمو الموهبة من  المتطرفين المجندين لديها في جيوشرقمية وإعلامية مكشوفة للجميع .

فوبيا العشيرة،هيمنة البُعد العشائري والاجتماعي على حياة الفرد، بحيثيخشى الإنسان من كسر أعرافها أو الخروج عن طاعتها.

فوبيا المرأة،الخوف من تحرر المرأة أو حضورها الفاعل في المجتمع، وهوانعكاس لبنية ذكورية متجذّرة.

فوبيا الحداثة،التردد والقلق من الأفكار الجديدة (العلمانية، الديمقراطية، الفنونالحديثة، حرية التعبيرباعتبارها تهديدًا للهوية.

فوبيا الآخر،الخوف من المختلف (دينًا، مذهبًا، قوميةً، فكرًاوهو ما عمّقالانقسامات الاجتماعية والعداوات.

فهل عرفتم الآن لماذا لا يوجد جمهور للكتاب ولا متذوق للفن بكل أطيافه؟ ولماذايهاجم المتلقي العراقي الفن الحقيقي الذي يدفعه لتفعيل عقله، بينما يحتفيبالكيتش والمنجز الفقير والرخيص فنيًا، كنص أو لوحة أو نصب تافه فيساحة عامة؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات