شعب بلا عقل … قضية ” لا تنحچي ولا تنسي ”
قال المقبور صدام حسين ” من يريد العراق , فليستلمه ارض بلا شعب ” , الطائفيون يقولونها الآن عبر ظلاميتهم وعدائهم التاريخي للحقائق العلمية والمعرفية والفلسفية , وتعطيل روح الخلق والأبداع والحريات والفنون وجمالية الحياة ( من يريد العراق .. فليستلمه مع شعب بلا عقل ) , لقد قطعوا شوطاً مرعباً في تعميم الجهالة والتغبية وتخدير الوعي المجتمعي .
ـــــ المراجع الدينية , لها كامل الحرية ويجب دعمها , اذا ما التزمت برسالتها وحدود طائفتها ومذهبها والتبشير السلمي لمعتقداتها , رسالة سماوية لا شأن لها بقضايا الناس السياسية والأجتماعية والأقتصادية والثقافية والأمنية وتعدد الأنتماءات والثقافات والأفكار والتقاليد والمعتقدات ومنظومة الفلكور الشعبي , ومهما تعددت الطوائف والمذاهب والأعراق يبقى الوطن واحداً موحداً للجميع , اما تدخلها في شؤون الدولة والمجتمع ونمط حياة الناس ومشتركاتهم الوطنية , فهذا امر غير جائز وتطفل غير مشروع , حيث اغلبهم ـــ ولا اعتراض على ذلك ـــ لا يملكون جذور انتماء في وطن لمجرد ان لهم فيه مقدسات تاريخية , انهم يمثلون هويات وانتماءات جغرافية واجتماعية وثقافية مختلفة لا يجمعهم لبعضهم الا الأنتماء العقائدي الأيديولوجي , لهذا يكون تدخلهم في شؤون الناس او يفرضون انفسهم على انهم صمام الأمان في وطن هم ضيوف عليه , انه تدخل يجعلهم متجاوزون على من هو ليس لهم وخارج حدود اوطانهم .
ـــــ احد الأصدقاء : فقد اثنان من ابناءه في تفجيرات متفرقة , زرته لتأدية واجب الصداقة في تعزيته والأخذ من خاطره , قال وهو في غاية الألم وخيبة الأمل : ” بأصواتنا قتلنا ابناءنا وشاركنا في تدمير وطننا, اننا ننتحر بأرادتهم , جعلونا لا نجيد الا الحاق الأذى بأنفسنا , انهم متخصصون محترفون في اعادة استنساخنا عبيداً , حتى اسمائنا نبدأها بــ ( عبد الــ ) , انهم نجحوا في قطع صلتنا بعقولنا وجعلونا مكبات للحزن والكئآبة والتلذذ في جلد الذات , واستحسان الموت ” فوزاً عظيما ” , تلك هي وظيفتهم .
شوهوا شخصيتنا, في وطن فاقد ذاتـه, هكذا صنعوا منا الأمريكان , نسير بلا هداية نكره ونقاتل بعضنا وننتصر على مستقبلنا , فاسدين من داخلنا , مستسلمين من خارجنا , وقد اجادت حكومة شراكة الطوائف والأعراق والمذاهب والعشائر دورها في لعبة الموت العراقي .
ـــــ انتهازية الأسماء : المصائب التي تعرض لها العراقيون من حاكميهم , جعلتهم يحتمون بأنتهازية اسمائهم, قبل 2003 , كانت الألقاب الشائعة محصورة بــ الراوي والعاني والتكريتي والدوري واخريات توكد عائديتها لمناطق محددة ومكون طائفي بذاته , فتحولت بعد 2003 الى الموسوي والجابري والياسري والجعفري , وامتدت تلك الأنتهازية فشملت هوية المدن والشوارع والساحات والأماكن الأثرية , وبعد ان خلعت عنها الزيتوني , اعتمرت العمامة , وظهرت بلونها المذهبي الجديد , انقلب فيها عدي الى عبد الزهره وقصي الى عبد الحسين وابو عروبة الى ابو الحسنين او الصدرين , وتم حشر اسماء الأئئمة في الوحدات العسكرية والجامعات والمدارس والمشاريع والمنتزهات والشوارع , والدرابين , انها انتهازية الأسماء اشتهر بها ذوي العاهات النفسية ومن يعانون فقراً في الشخصية او لوثة في السمعة , الفخامات والدولات والسعادات والسماحات القاب غير مسبوقة في الدول المتقدمة , فـ ( السيد ) بوش مثلاً , رئيس اكبر دولة في العالم , يقابله ( فخامـة ) المخصي في العراق الجديد اضحوكة , كطفل يرتدي معطف جده .